شريف يستدعي هيئة القيادة الوطنية بعد عملية “البنيان المرصوص” الباكستانية ضد الهند

في أعقاب إعلان إسلام آباد عن إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تحت اسم “البنيان المرصوص” استهدفت عدة قواعد داخل الأراضي الهندية، صرح الجيش الباكستاني بأن رئيس الوزراء شهباز شريف دعا إلى اجتماع عاجل لهيئة القيادة الوطنية اليوم السبت. وتعد هذه الهيئة، التي تضم كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، أعلى سلطة لاتخاذ القرارات الأمنية في البلاد، بما في ذلك تلك المتعلقة بالملف النووي الباكستاني الحساس.
وجاءت هذه التطورات المتسارعة بعد ساعات قليلة من إعلان باكستان عن تعرضها لهجوم هندي استهدف ثلاثًا من قواعدها الجوية بالقرب من العاصمة إسلام آباد، وهو ما لم تؤكده نيودلهي أو تنفه رسميًا حتى الآن. وردًا على ذلك، أعلنت إسلام آباد عن إطلاق عملية “البنيان المرصوص”، مستلهمة اسمها من آية قرآنية تعني “الجدار الذي لا يمكن هدمه”، مؤكدة بذلك عزمها على الرد بقوة.
وفي بيان تفصيلي صادر عن الجيش الباكستاني، تم الكشف عن قائمة الأهداف التي زُعم استهدافها خلال الليل. وادعت إسلام آباد تدمير “موقع لتخزين صواريخ براهموس في منطقة بياس العامة”، بالإضافة إلى استمرار الهجمات على مواقع أخرى لم يتم تحديدها. ويُشار إلى أن صاروخ براهموس هو صاروخ كروز متطور يفوق سرعة الصوت ويمتلك مدى بعيدًا.
كما أشار الجيش الباكستاني إلى شن هجمات مماثلة على قاعدة باثانكوت الجوية وقاعدة أودامبور الجوية الهندية، في خطوة وُصفت بأنها رد “العين بالعين” على القواعد الجوية الهندية التي زُعم استخدامها في إطلاق الصواريخ على باكستان. وحتى ساعة كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي تأكيد أو نفي من الجانب الهندي لهذه الرواية الباكستانية.
وكان الجيش الباكستاني قد أعلن في وقت سابق من يوم السبت أن ثلاثًا من قواعده الجوية تعرضت لهجوم صاروخي هندي، من بينها قاعدة نور خان الجوية الواقعة على مشارف العاصمة إسلام آباد وبالقرب من مقر القيادة العامة للجيش في روالبندي. وخلال بث تلفزيوني مباشر، صرح المتحدث العسكري الباكستاني، أحمد شريف شودري، قائلًا: “الهند شنت هجومًا صاروخيًا استهدف قواعد نور خان ومريد وشوركوت”، محذرًا نيودلهي بعبارة مقتضبة: “الآن عليكم فقط أن تنتظروا ردنا”.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد حاد في حدة المواجهات العسكرية بين الهند وباكستان خلال الأيام الأخيرة، والتي وصفته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأنه “أضخم” صراع عسكري بينهما منذ عقود. وقد أشارت الصحيفة إلى استخدام الطرفين لأدوات حرب جديدة، مثل الطائرات بدون طيار، في تعزيز قدراتهما الهجومية والاستخباراتية المتبادلة، مما يمثل سابقة في طبيعة الصراعات بين الدولتين.