أصل عائلة السرحان عروق قحطانية ضاربة في جذور التاريخ

يتناول هذا المقال أصل عائلة السرحان ، اذ تمثل عائلة السرحان ظاهرة أنثروبولوجية فريدة في عمق الصحراء العربية، فهي نسيج حي من التاريخ والجغرافيا والسياسة، حافظت على هويتها عبر قرون من الترحال والصراع والتحالفات. هذا التقرير الشامل يتتبع مسارها من الجذور اليمنية العريقة إلى السيطرة على مفاصل شمال الجزيرة العربية وبلاد الشام، عارضا أصولها النسبية، وصراعاتها القبلية، وامتدادها الجغرافي، ونسيجها الاجتماعي المعقد.


أصل عائلة السرحان

لا تقف قبيلة السرحان عند حدود القبائل العربية المعروفة، بل تغوص جذورها في أعماق التاريخ التوراتي والإسلامي. يعود نسبها إلى:

السرحان بنو راشد بن سرحان بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود بن حارثة (أوفى الناس جسماً) بن لأم بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن سرحان بن جندب بن خارجة بن سعد (عبده) بن تبع اليمن (مذحج أو مالك) بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب (أول من تكلم العربية) بن قحطان بن هود (عليه السلام) بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح (عليه السلام).

هذه السلسلة النسبية الاستثنائية -المدونة في أمهات كتب الأنساب- تضع السرحان في قلب القبائل القحطانية الكهلانية، وتجعلها:


موقع قبيلة السرحان

لا يمكن فهم تاريخ السرحان دون فهم جغرافيتهم المركزية: وادي السرحان. هذا الوادي ليس مجرد معلم طبيعي، بل هو:

سكنت قبيلة السرحان منطقة الجوف والسيطرة على الوادي، جاعلة إياه قلب نفوذها السياسي والاقتصادي ومركز انطلاقها نحو بلاد الشام.


شجرة عائلة السرحان

تتفرع شجرة عائلة السرحان إلى سبع فخوذ رئيسية شكلت العمود الفقري لتشكيلاتها الاجتماعية والسياسية:

  1. الراشد: (البعيج، المجاشعة، النوافلة)
  2. الحمدان
  3. الحباب
  4. المسند
  5. الهجل
  6. العاصم
  7. الدلعة

ومن هذه الفخوذ الرئيسية تشعبت عشرات العشائر والعوائل المنتشرة عبر الجغرافيا السرحانية، مشكلة نسيجاً معقداً ومترابطاً، كما يتجلى في التفصيلات الدقيقة للعشائر في الأردن والسعودية.


تاريخ قبيلة السرحان

بلغت قبيلة السرحان ذروة نفوذها السياسي والعسكري في القرن العاشر الهجري تقريباً، حيث:

هذه الصراعات أعادت تشكيل الخريطة القبلية وأجبرت فروعاً من السرحان على الهجرة والاستقرار في مناطق جديدة (الجوف، البلقاء).


الامتداد الجغرافي: من اليمن إلى الخليج والشام

توزع أبناء السرحان عبر موجات هجرة متتالية، يشكلون حضوراً متميزاً في:

  1. السعودية: لعائلة السرحان تواجد في السعودية في المواطن التالية :
    • الموطن التاريخي: الجوف، وادي السرحان، القريات.
    • مراكز الاستقرار: مغير السرحان (عشائر الدلعة والعاصم)، منطقة الجوف.

اصل عائلة السرحان في الاردن

تعد قبيلة السرحان في الاردن احدى ابرز عشائر الأردن والتي لها بصمات واضحة في تاريخ ومسيرة الاردن

عائلة السرحان في الكويت

  1. دول أخرى: سوريا، العراق، فلسطين (منذ القدم).

الهجرة: رحلة دائمة بحثاً عن الماء والمرعى

كانت الهجرة الدائرية سمة أساسية في حياة السرحان، مدفوعةً بـ:


الزعامات والقضاء: حُكّام بالسيف والقلم

أنتجت السرحان طبقة من الزعامات والقضاة الذين لعبوا أدواراً محورية في:

أسماء مثل ضيف الله الكعيبر (شيخ المشايخ والقاضي) وأحمد زيد السرحان (الزعيم السياسي الكويتي) تجسد تنوع أدوار القيادة من الصحراء إلى البرلمان.


الخاتمة: قبيلة التاريخ والجغرافيا

قبيلة السرحان ليست مجرد كيان قبلي، بل هي حاضنة لتاريخ مضطرب وجغرافيا ممتدة وهوية صامدة. من جذورها الضاربة في مملكة سبأ وذرية النبي هود عليه السلام، إلى سيطرتها على وادي السرحان وقيادتها لأعتى الأحلاف القبلية، وصولاً إلى انتشارها من الجوف إلى البلقاء والكويت، تروي السرحان قصة التكيف مع بيئة قاسية وبناء نفوذ في فضاء سياسي معقد. صراعاتها مع السردية وعنزة، وهجراتها المستمرة، وتشعب عشائرها، وزعاماتها الموقرة – كلها فصول في ملحمة إنسانية عن البقاء والهوية في قلب الصحراء العربية. فهم ليسوا سكان الأرض فحسب، بل صانعو تاريخها وحُماة تراثها، يحملون في أنسابهم وأماكنهم حكاية العرب قبل الإسلام وبعده.

Exit mobile version