الاخبار المحلية

قحطان: الغائب الحاضر… رمز يمني في معاقل المليشيات

في سجلات النضال اليمني، يسطع اسم محمد قحطان كرمز للوطنية والصلابة، رجل تجاوزت مواقفه حدود السياسة لتلامس جوهر الإنسانية. في لحظات تخاذل الآخرين، كان قحطان حاضراً، قائداً لا يلين، يواجه جبروت الميليشيا الحوثية بشجاعة لا تعرف الخوف. لم تثنه التهديدات، بل اختار أن يكون لسان الشعب، معبراً عن آمالهم وتطلعاتهم، غير آبه بالعواقب.
قحطان، القانوني الذي حمل قضية اليمنيين، واجه الاستبداد والميليشيا بلغة القانون والدستور، مستنداً إلى قوة الشعب. لم يجد خصومه سلاحاً لمواجهة رمزيته سوى حملات التشويه والقمع، فزجوا به في غياهب السجون منذ عشر سنوات. لكن الشعب لم ينس قائده، ولن ينسى محاميه الذي ضحى بحياته من أجلهم.
“انتفاشة الحوثيين إلى زوال”، تلك الكلمات التي أطلقها قحطان بعد سقوط صنعاء، لا تزال تتردد في أرجاء اليمن، كلما زاد ظلم الميليشيا. إنها كلمات تختزل واقعهم، وتشخص وضعهم بدقة. لقد آمن الشعب بهذه النبوءة، في وقت كانت الميليشيا تسيطر على البلاد محافظة تلو الأخرى، مصحوبة بالبطش والإجرام. إنها نفس ممارسات الأئمة الذين حكموا اليمن بالحديد والنار، لكنهم لم يدموا، وسرعان ما انتفض الشعب وتحرر من قبضتهم.
لم يتوان قحطان عن قول الحق، حتى في أصعب الظروف. لقد حذر من مغبة تقديم تنازلات للميليشيا، وتنبأ بالنتائج الكارثية. وعندما وضع تحت الإقامة الجبرية، تحول منزله إلى ملتقى للسياسيين والمثقفين، وكان شامخاً، يردد: “اليمن على كف عفريت”. وفي 4 أبريل 2015، اختفى قحطان، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى اليوم.
قحطان، رمز وطني، وقف شامخاً في وجه محاولات شرعنة الانقلاب، ورفض التماهي مع مخططات المبعوث الأممي الذي سعى إلى منح الميليشيا الشرعية. لقد فضح قحطان تواطؤ المبعوث مع الميليشيا، ودفع ثمن مواقفه الشجاعة.
لقد سجل قحطان مواقف تاريخية في مواجهة الاستبداد والفساد، فكشف عورات النظام، وحذر من سياساته التي تدمر البلاد. لقد كان صوته مدوياً في وجه الظلم، مدافعاً عن حقوق الشعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock