في خطوة مفاجئة، نجحت الإدارة الأمريكية، بقيادة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، في التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، متجاوزةً بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مسار المفاوضات الحساسة.
هذا التطور، الذي كشفت عنه تسريبات أمريكية وأكدته لاحقًا حركة حماس في بيان رسمي، أثار صدمةً واسعةً في الأوساط السياسية الإسرائيلية، معتبرًا بمثابة “زلزال” لحكومة نتنياهو.
تفاصيل الاتفاق وتداعياته
وفقًا لبيان حماس، يأتي إطلاق سراح ألكسندر في إطار جهود وقف إطلاق النار في غزة، وفتح المعابر، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية. وأكدت الحركة استعدادها للدخول في مفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق شامل يشمل وقف الحرب، وتبادل الأسرى، وإدارة قطاع غزة بواسطة جهة مهنية مستقلة، بهدف تحقيق استقرار طويل الأمد.
من جهته، كشف والد الجندي ألكسندر عن تلقيه اتصالًا من المبعوث الأمريكي ويتكوف، أبلغه فيه مسبقًا بإعلان حماس المرتقب. وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن ويتكوف سيصل إلى إسرائيل لوضع اللمسات الأخيرة على عملية الإفراج، المتوقعة خلال 48 ساعة.
تساؤلات وانتقادات
أثارت هذه الوساطة الأمريكية المباشرة تساؤلاتٍ وانتقاداتٍ في إسرائيل، حيث اعتبرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الاتفاق “أمريكي – حماساوي”، وأن إسرائيل لعبت فيه دورًا ثانويًا. وتساءل مراسل القناة 12 الإسرائيلية عميت سيغال عن المقابل الذي حصلت عليه حماس، وعن التأثير طويل المدى لهذه الخطوة، وعن ما إذا كان حاملو الجنسيات الأجنبية من بين الرهائن يحظون بأولوية في المفاوضات.
كما أثارت الخطوة قلقًا عميقًا في أوساط عائلات الرهائن الإسرائيليين، حيث عبرت عيناف تسينغاوكر، والدة الجندي ماتان، عن خشيتها من أن يتم التضحية بابنها في حال إطلاق سراح ألكسندر، واتهمت نتنياهو بالتخلي عن الرهائن الآخرين.
غموض يكتنف المقابل
لا يزال الغموض يكتنف المقابل الذي ستحصل عليه حماس في هذا الاتفاق، وما إذا كانت الخطوة مجرد بادرة حسن نية تجاه الرئيس الأمريكي ترامب، الذي من المقرر أن يصل إلى المنطقة قريبًا.
الخلاصة:
تمثل هذه الوساطة الأمريكية المباشرة تحولًا ملحوظًا في مسار المفاوضات بين إسرائيل وحماس، وتثير تساؤلاتٍ جوهريةً حول دور الولايات المتحدة في المنطقة، ومستقبل العلاقات بين الأطراف المتنازعة.