“لولا الخلاف الذي اصطنعه نجم الدين أربكان مع رجب طيب أردوغان ورفاقه، لما كان للإسلاميين أن يحكموا تركيا🇹🇷، ولما استمر حكمهم إلى يومنا هذا.”
ففي البداية، كان أربكان يحذّر من أردوغان ورفاقه عندما انشقوا عنه، قائلاً عنهم: “إنه رجل أمريكا، وقد خلع ثوب ميللّي غوروش، وهو صهيو.ني التوجّه.”
لكن قبل وفاته، تغيّر موقفه وقال عنهم:
“هؤلاء أولادي، لم يضروا تركيا أبداً… أحبهم ويحبونني.”
“لاتثقوا بخلافات إسلاميي تركيا لأن خططهم بعيدة المدى”
“عملتنا السنين،ألا نثق باختلافات الإسلاميين”
📙•• الكاتب والمحلل السياسي”محمد جانبكلي”
(ملحوظة”مللي غوروش” حركة إسلامية أسسها أربكان انبثقت منها الأحزاب الإسلامية ومنها أحزاب أربكان)
“البروفسور “نجم الدين أربكان” كان قمة في العبقرية والذكاء والإخلاص والإصرار إلا أنه تجاهل حساب القوى المحيطة به
فخرج أمام الكاميرات، وأخرج دينارا إسلامياً وقال هذه ستكون علمتنا ويقصد أن يجمع دول المسلمين في اتحاد واحد وعملة واحدة على غرار الإتحاد الأوروبي
لقد عبر بكل وضوح عن أفكار النخبة الإسلامية
ودعا الى وحدة الأمة الاسلامية وأسس كتلة الثمانية وهي الدول الاسلامية الاكبر من حيث عدد السكان
وتحدث عن صراع الامة الاسلامية مع الاستعمار
أسس نجم الدين أربكان
حزب النظام الوطني، فأغلقه العلما.نيون،
ثم أنشأ حزب السلامة الوطني، فأُغلق أيضًا.
وبعد ذلك أسس حزب الرفاه، الذي حمله إلى رئاسة الوزراء، لكن الجيش التركي أطاح بحكومته في انقلاب ناعم عام 1997، ثم أُغلق الحزب.
فأنشأ حزب الفضيلة، فأُغلق كذلك،
وهكذا، انتهت رحلة الرجل بين الحلم والمنع، بين النهضة والانكسار
لقد عبر بكل إخلاص ووضوح عن أفكار النخبة الإسلامية
وأن تعبر عن أفكارك الإسلامية بكل وضوح، وفي بلد تعتبره أوروبا، الأخطر لو ظهر في سدة الحكم فيه الإسلاميين”
فهذا يعني إنك ستدفع الثمن
وهذا ماحدث بالفعل حين اضطر أربكان
في النهاية إلى توقيع اذعانه لأوامر العسكر الإنقلابيين الذين اطاحوا بحكومته المنتخبة
المشكلة ليست بأربكان، المشكلة تكمن في عدم دقة حساباته
“فمن يبني قراراته على حسابات خاطئة لن يصل إلا على الكارثة”
نجم الدين أربكان أسّس حزب النظام الوطني، فأغلقه العلمانيون، فأنشأ حزب السلامة، فأُغلق أيضًا.
فأسس حزب الرفاه، ثم حزب الفضيلة، ثم حزب السعادة واغلقوا جميعاً
هل تعلمون لماذا فشل أربكان في تركيا….ونجح طلابه
لإن أربكان كان خطاب حزبه نخبوياً
فأدرك تلاميذ أربكان وعلى رأسهم أردوغان أدركوا أخطاء قائدهم ومعلمهم أربكان
في عام 2001 إنشق بعض تلاميذ أربكان عنه وأسسوا حزباً سياسياً جديداً
بعد أن رأوا إستحالة وصول حزبهم الإسلامي للسلطة” السعادة”
وبعد أن رأوا الحظر والإغلاق الذي تعرضت له أحزاب حركتهم السابقة “ميللي غوروش”
بل وحتى تعرضوا لإنقلابات ناعمة وحظر سياسي لأحزابهم.
” فقرر هؤلاء التلاميذ خلع رداء حركة “ميللي غوروش” تأسيس حزب يسمى العدالة والتنمية AKP
حيث أدركوا أن تكرار تجربة معلمهم أربكان والصدام المباشر مع المؤسسة العسكرية العلما.نية وإعلان ميول حزبهم الإسلامي
يعني أنهم سيتعرضون لـ
- الحظر
- الإقصاء
- وحتى الإنقلاب
لذلك عندما أسسوا حزبهم قدموه على أنه حزب محافظ
ديمقراطي معتدل لا يتبنى خطابات معادية للغرب
ورفضوا أن يطلقوا على حزبهم لقب حزب إسلامي بل وتبنوا أيدلوجية ليبرالية إقتصادية ويمينية محافظو وسط”
أي أن حزبهم ينتمي إلى اليمين المعتدل،
أسسوا حزب جديد لعموم الشعب
فنجحوا في سحب كتلة الوسط بأكملها وهي نصف المجتمع
ونجحوا في إحضار الإنقلابيين العسكر الذين أطاحوا بأربكان الى المحاكم والسجون
سبب هذا النجاح هو تحول سياستهم من سياسسة نخبة إسلامية إلى سياسة عموم الشعب كتمويه سياسي
آنذاك خرج معلمهم أربكان ووصف طلابه بالخيانة وقال أنهم غدروا به..لكن لم يكن أحد يعلم أن هذا التصريح هو تمويه سياسي فقط، وأن هؤلاء الطلاب غيروا طريقهم فقط ولم يغيروا أهداف حركة “ميللي غوروش”
لكن قبل موته خرج ليقول في مقابله…عن أردوغان ورفاقه
“هؤلاء أولادي، لم يضروا تركيا أبداً… أحبهم ويحبونني.”
“لاتثقوا بخلافات إسلاميي تركيا لأن خططهم بعيدة المدى”
وفي النهاية اكتشفنا أن أربكان كان هو مهندس سياسات أردوغان ورفاقه
يعني إظهار شيئ للرأي العام…والقيام بشيئ معاكس خلف الكواليس
ويضيف الكاتب والمحلل السياسي التركي
أردوغان: أعلن بعد فشل معلمه، أنه خلع ثوب “ميللي غورش”
“أسس حزباً خليط بين الإسلاميين والعلما.نيين”
زار إسر.ائيل، تغنى بالأتاتوركية علناً، وسعى لهدمها في الخفاء كجلال بايار
“أخفى كل ميوله الإسلامية، ونجح بصناعة نهضة تركيا
“في الأخير”تبين للعلما.نيين الأتاتوركيين أن أردوغان خدعهم ولم يخلع ثوب “ميللي غورش”
ويضيف الكاتب أيضاً
“عندما أشاهد أردوغان، وتغنيه بالأتاتوركية، أتذكر “عدنان مندريس وجلال بايار”
كانوا يتغنون بالعلما.نية الأتاتوركية علناً، ويعملون بالخفاء لهدم العلما.نية وإعادة الحكم بالشريعة
ولولا إنقلاب الجيش التركي سنة 1960 لكانت تركيا اليوم دوله تحكم بالشريعة الإسلامية”
_ أربكان: رسم خطط لحل مشكلة الحجاب، فنفذ تلميذه أردوغان
_ وخطط لجامع بتقسيم، فنفذ أردوغان
_ وخطط لفتح آيا صوفيا، فنفذ أردوغان
_ وخطط لتصبح تركيا رائدة صناعياً، فنفذ أردوغان
_ وخطط لتركيا قوية، فنفذ أردوغان
_ ماحلم به أربكان، نفذه أردوغان
“لاتثقوا بخلافات إسلاميي تركيا لأن خططهم بعيدة المدى
📙•• الكاتب والمحلل السياسي التركي المعارض “محمد جانبكلي”
