القبائل العربية
من هم رجال شنوءة

نسب وأصول رجال شنوءة
رجال شنوءة هم القبائل التي تنتمي إلى مالك بن نصر بن الأزد، والذين هاجروا من اليمن بعد حادثة سد مأرب الشهيرة التي ذكرها القرآن الكريم بسيل العرم.
- الانتماء القبلي: تنتمي قبائل شنوءة إلى فرع من قبائل الأزد الكهلانية، المنحدرة من قحطان عبر سبأ بن يشجب.
- النسب المحدد: هم بنو مالك بن نصر بن الأزد، ويُعتبرون من كبرى بطون الأزد.
- القبائل الفرعية: تشمل دوس، وغامد، وزهران، وثمالة، ولهب.
2. السمات والهوية:
- التسمية: اختلف في أصل اسم “شنوءة”؛ فقيل نسبة إلى عبد الله بن كعب (الحارث)، أو من “الشناءة” (الخصومة)، أو من “التقزز” الذي يُشير إلى صفة جسدية (كضيق الشفتين).
- الوصف الجسدي: عُرفوا بالطول والبُشرة السمراء، مما دفع النبي محمد (ص) إلى تشبيه النبي موسى (ع) بهم في الحديث: “كأنه من رجال شنوءة” (صحيح البخاري).
3. الهجرة والانتشار:
- الموطن الأصلي: مأرب في اليمن، حيث هاجروا بعد سيل العرم (القرن الثاني الميلادي).
- المسار: تفرقوا بوصية من عمرو بن عامر، فنزلت فرق منهم في السراة وتهامة، واصطدموا مع قبائل خثعم واستوطنوا مناطقهم.
- المناطق اللاحقة: استقرت أجزاء منهم في جرش (مخلاف شنوءة) على بعد 243 كم من صنعاء، وفقًا للياقوت الحموي.
4. الإرث الثقافي والديني:
- الحديث النبوي: ارتبط اسمهم بوصف النبي موسى في الإسراء والمعراج، مما أضاف بُعدًا دينيًا لشهرتهم.
- المصادر التاريخية: ذُكروا في كتب المؤرخين مثل ابن الكلبي وابن إسحاق، وكذلك في المصادر الجغرافية كـصفة جزيرة العرب للهمداني.
5. الجوانب السياسية والاجتماعية:
- الحكم الذاتي: حافظوا على استقلاليتهم قبل الإسلام، ثم انضموا إلى ولاية الحجاز في العهد الإسلامي حتى القرن الـ14 الهجري.
- الصراعات القبلية: تنازعوا مع خثعم والعماليق، مما يعكس دورهم الفاعل في تحالفات وصراعات الجزيرة العربية.
6. الخلاصة:
رجال شنوءة هم رمز للهوية القبلية اليمنية القديمة، يجمعون بين انتسابهم العريق إلى الأزد، وسماتهم الجسدية المميزة، ودورهم في التاريخ الإسلامي عبر ربطهم بالنبي موسى. هجرتهم بعد سيل العرم شكّلت نقطة تحول في انتشارهم الجغرافي وتفاعلاتهم مع القبائل الأخرى، مما جعلهم جزءًا لا يتجزأ من نسيج التاريخ العربي.