ماهي أهمية التحصيل الدراسي

للتحصيل أهمية بالغة في حياة الطالب فهي التي تحدد مستقبله وترسم ملامح حياته وحياة محيطه الأسري مستقبلا لذلك يوليه القائمون على ميدان التربية والتعليم اهتماماً كبيرا نظرا لأهميته في حياة المتعلم، ولما يترتب عليه من قرارات حاسمة قد تصب في مصلحته فهو معيار هام ورئيسي ويتم بموجبه تحديد مقدار تقدمه في الدراسة.

ترى الباحثة سميرة ونجن أن هذه الأهمية تكمن في أنه أساس تقرير نتيجة التلميذ لانتقاله من مرحلة دراسية إلى مرحلة أخرى أعلى من سابقتها ويجعل الطالب يتعرف إلى حقيقة قدراته وإمكاناته وكذلك تحديد نوع التخصص الذي سينتقل إليه مستقبلا مما يمكن الفرد من تبوء مكانة وظيفية جيدة في معظم الحالات، كما أن وصول الطالب إلى مستوى تحصيلي مناسب في دراسته للمواد المختلفة يبث الثقة في نفسه ويدعم فكرته عن ذاته، ويبعد عنه التوتر والقلق مما يقوي صحته النفسية .[1]

 ويعتبر أحمد سيف النصر أن التحصيل الدراسي له أهمية كبرى في التعرف على ذوي القدرات العقلية العالية حيث ورد في ورقة العمل التي قدمت في ندوة إكتشاف الموهوبين، أن له دورا كبيرا في الكشف عن المتفوقين عقليا من خلال الدرجات العالية في القراءة والفهم وحل المشكلات.[2]

والتحصيل الدراسي في إطاره الواسع يشمل إكتساب المعرفة وعمليات الفكر المختلفة وجميعها من العوامل التي تساهم في تكوين شخصية الفرد،كما يحدد التحصيل درجة القيمة الاجتماعية والاقتصادية للفرد ، فهو مؤثر من مؤثرات الطبقة الإجتماعية والطموح الوظيفي الذي يطمح الفرد إلى بلوغه ،ويضيف النصر أن كل مجتمع يعطي أهمية بالغة للتحصيل ،ويراقب المؤسسات التربوية ويحاسبها على ما أحرزته من نوعية المتخرجين فيها .

فالتحصيل يعكس نتاجات التعليم التي تسعى إليها المؤسسات التربوية، ويدل مستوى التحصيل على كفايات تلك المؤسسات وقدرتها على بلوغ أهدافها.

ويضيف فتحي جروان أن الإختبارات التحصيلية تهدف إلى قياس مقدار ما حصله الطالب من محتويات مادة من المواد الدراسية.

وتتميز إختبارات التحصيل الدراسي بأنها تعطي صورة واضحة عن مواطن القوة والضعف للتلميذ في مختلف المواضيع الدراسية، ويمكن إستخدامها كأحد أساليب الكشف عن المتفوقين أكاديميا لإلحاقهم ببرامج خاصة في بدء المرحلة الدراسية التي تعقب المرحلة التي يغطيها الإختبار[3].

وحسب الدكتور عمر عبد الرحيم نصر الله للتحصيل الدراسي آثار عديدة في حياة الطالب وقد لخصها في العناصر التالية:

-معرفة القدرات الفردية للطلبة.

-إحداث تغييرات في معارف الطلاب واتجاهاتهم ومعتقداتهم ومهاراتهم الشخصية.

-تعريف الطالب بمعلومات علمية أكثر مما كان يعرف من قبل.

-يساعد التلميذ على تنمية مهارات أساسية وضرورية بمعني إكتساب مهارات تفيده في حياته الدراسية واليومية.

-تثبيت المفاهيم والمصطلحات العلمية والدراسية وإدراك العلاقات التكاملية وأثرها في الحياة العملية.

-المساعدة على الابتكار وتوسيع المدارك وتنمية النقد والتحليل [4]

قياس التحصيل الدراسي:
تعرف التربية بأنها عملية بناء و تحرر الغرض منها إحداث تغيرات مرغوبة في الأفراد و في سلوكهم سواء كان معرفيا يرتبط بالمواد الدراسية التي يتعلمونها بالمدرسة أو سلوكا وجدانيا أو نفسيا حركيا[5]وعلى هذا تلجأ المدرسة إلى قياس مدى حدوث التغيرات في جوانب التحصيل الدراسي من خلال الاختبارات التحصيلية التي ترمي أساسا إلى قياس نتائج التعليم كلها كالقدرة على الفهم والاستيعاب و الانتفاع بالمعلومات في حل المشكلات و تطبع آثار التعلم في أسلوب تفكير التلميذ واتجاهاته وطريقته في معالجة الأمور وقدرته على النقد البناء والتمحيص وإنفاق ما اكتسبه من مهارات وخبرات مفيدة.

ويُستخدم لقياس التحصيل اختبارات التحصيل (Achievement Tests ) التي تعدُّ “إحدى وسائل التقويم التي تلجأ إليها الأنظمة التربوية مِن أجل التأكُّد مِن تحقُّق أهداف البرنامج، وتُشكِّل اختبارات التحصيل الجزءَ الأهمَّ في برنامج التقويم والقياس في المدرسة[6].

مما سبق نجد أن الاختبارات التحصيلية تُستخدم من أجل معرفة المفاهيم التي توصَّل إليها التلاميذ بالطريقة المقترحة، كما تكشف عن مواطن الضعف والقوة في البرنامج والطريقة التدريسية المتَّبعة؛ لأنها تختصُّ بقياس ناتج التعلُّم النهائي للطالب بصورة كميَّة، وتعطي دلالة رقمية تُعرف بعلامة التلميذ؛ لذلك فإن المعلم يعتمد عليها مِن أجل مراقبة العملية التعليمية، وتحديد صعوبات التعلُّم، وتقويم نتائج التعلُّم؛ لأن فشل كل التلاميذ في اختبارات التحصيل، وتحقيق علامات دون المستوى يعني بالضرورة تغيير طريقة التدريس، وبتجريب البرنامج المبني على مجموعة من الطرائق التفاعُلية في التدريس لا بدَّ من مؤشرات رقمية على ما تحقَّق مِن أهدافه؛ أي: معرفة المفاهيم التي أتقنها التلاميذُ بالتدريس، ويُقاس ذلك باختبارات التحصيل باعتبارها وسيلةً متوفرةً للتلميذ والمعلم معًا، ويأخذ بنتائجها أغلبُ الأبحاث التربوية لتحديد تفسير الدلالة الإحصائية للنتائج.

الدافعية للتحصيل الدراسي
تُعدَّ الدافعية من العوامل الرئيسة التي تقف وراء التعلُّم؛ فهي تخدم عمليات التعلُّم والتعليم؛ من حيث تحقيق الفوائد العلمية والتربوية، وتبرز أهمية الدافعية كونها في التحصيل “من القوى المحرِّكة التي تقف وراء حدوث معظم سلوكياتنا اليومية، وهي تعمل على حفز وحث الكائن البشري على اكتساب التعلُّم سلوكًا وخبرات معينة في سبيل تحقيق غايات وأغراض، وتعرف “الدافعية بأنها: القوة التي تدفع الإنسان إلى اكتساب الخبرات والمعارف والمهارات وأنماط السلوك المتعددة….، كما تختلف الآراء التربوية والنفسية في نشأة دافعية التحصيل (Achievement motivation)، فالبعض يؤكِّد المنشأ الداخلي لها، بينما هناك من يُؤكِّد المنشأ الخارجي، والاختلاف يعود إلى عوامل الضبط الداخلي، والضبط الخارجي؛ حيثُ يتميَّز أصحاب الضبط الداخلي برغبة داخلية للمثابرة والنجاح، بينما الضبط الخارجي بهدف الحصول على مكافآت.

وتتحقَّق دافعية التحصيل من خلال ثلاثة عوامل، هي: دافع تحقيق النجاح، ومستوى إدراك الفرد لتحقيق النجاح تبعًا لصعوبة أو سهولة المهمة، وقيمة المهنة وأهميتها بالنسبة للفرد.

ويرى بعض العلماء أن ضَعْف التحصيل لدى بعض المتعلِّمين، وفشلهم في تحقيق نتاجات التعلُّم أو تعلُّم مواد ومواضيع معينة، وكذلك التبايُن في مستوى الدافعية، ووجود الفروق الفردية لديهم في هذا المجال -ليس بسبب عدم كفاية أو قدرة المتعلمين على التعلُّم، أو بسبب ضعف قدراتهم العقلية، ولكن بسبب غياب الدافعية، وهذا يرجع لعدم وجود أسباب محفِّزة تُمكِّنهم من إثارة الدافعية للتعلُّم؛ فالمحرك الأساسي لكمٍّ مرتفع من التحصيل هو الدافعية.

وترجع أهمية الدافعية في مجال التحصيل إلى “أن الهدف الأساسي من عملية التعليم هو: مساعدة التلاميذ على النمو العقلي من خلال تطوير قدراتهم العقلية المتعددة وفقًا لمستويات بلوم، بمعنى: أن عملية التعلُّم لا تهدف إلى تزويد المتعلمين بالحقائق والمعلومات فقط؛ وإنما تَهدُف كذلك لمساعدتهم على تطوير وبناء قدراتهم المعرفية على الاستدلال والاستقراء والاستنباط، وإدراك العلاقات التي تربط بين المعارف والموضوعات المختلفة، من هنا نجد أن المعرفة العلمية هدف للتعلُّم، وهدف من أجل الحياة.

ويمكن أن نساعد التلاميذ على إثارة الدافعية لتعلُّم العلوم “مِن خلال تحقيق الشروط التي تضمن النمو العقلي والجسدي، وهذه الشروط هي:

2-الخبرة الحسيَّة المباشرة: وذلك باستخدام الحواسِّ لجعل المتعلِّم أكثرَ دافعيةً وشوقًا؛ مثل: تذوُّق الأطعمة، وتحديد درجة الملوحة أو الحموضة.

2-توفير الأنشطة الفيزيائية والحركية لتلاميذ المرحلة الابتدائية، بهدف توفير الخبرات لتطوير التفكير واللغة والتواصُل عند التلميذ.

3-توفير الاتصال مع الآخرين: من خلال اكتساب الخبرة (تلميذ – تلميذ) أو (تلميذ – معلم أو راشد)

4-توفير الأنشطة الاجتماعية: وهذه المجموعات تُؤدِّي لنشوء علاقات تعاونية ومجموعات مناقشة العلوم.

5-توليد الثقة بالنفس عند التلاميذ: من أجل التعزيز[7].

[1] ونجن سميرة، التحصيل الدراسي بين التأثيرات الصفية ومتغيرات الوسط الإجتماعي، مجلة الدراسات والبحوث الإجتماعية، جامعة الوادي، العدد 4 جانفي 2014 ص53. [2] النصر أحمد سيف، ندوة إكتشاف الموهوبين، مجلة الإقتصاد الإسلامي، ال عدد162، 14.نوفمبر .1994، ص6. [3] جروان فتحي، أساليب الكشف عن الموهوبين ورعايتهم، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان ،2002، ص84. [4] عمر عبد الرحيم نصر الله، تدني مستوى التحصيل الدراسي والانجاز المدرسي، دار وائل للنشر، عمان، ط2،2010، ص118. [5] بركات خليفة، الاختبارات والمقاييس الطلابية، ج 2،ط 2،مصر، دار مصر للطباعة ن 1995 .ص143 [6] محمود داود سلمان الربيعي، طرائق وأساليب التدريس المعاصرة، عالم الكتب، جدارا للكتاب العالمي. اربد، الأردن، 2006 [7] زيد الهويدي، أساليب تدريس العلوم في المرحلة الأساسية، دار الكتاب الجامعي، العين، 2005
Exit mobile version