مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي

أنشئت مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي بجهد من الشيخ حمود المخلافي ، ومنذ تأسيسها وحتى اليوم قامت مؤسسة الشيخ المخلافي بفتح مراكز للأطراف الصناعية لمبتوري الحرب، وفتحت معاهد للتعليم، واشرفت على حفلات زواج للجرحى.
وتعمل مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي في مجال دعم ورعاية جرحى ومعاقي الحرب.
من هو حمود سعيد المخلافي
ولد الشيخ حمود المخلافي عام 1964 في قرية “مخلاف” بمديرية شرعب السلام بمدينة تعز.
واصل تعليمه الدراسي حتى تخرج من كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، وعمل لفترة قصيرة ضابطاً في الأمن السياسي وعندما لم يرق له طبيعة نظام الحكم حينذاك، ترك وظيفته وتفرغ بعدها لحل قضايا الناس وأصبح من الشخصيات المعتبرة في مدينة تعز.
وبرز اسم الشيخ حمود المخلافي في الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح من السلطة في عام 2011م، حيث انضم المخلافي إلى ساحات الثورة منذ الأيام الأولى لانطلاقتها، وعندما بدأت قوات صالح بالهجوم على ساحات التغيير في تعز، تعهد الشيخ المخلافي بحماية الساحات وشكَّل كتائب عسكرية من القبائل التابعة له وخاض مواجهات شرسة مع قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجل الرئيس المخلوع أحمد علي عبدالله صالح، وحينها بدأ يُطلَق عليه “حامي الثورة” في تعز.
قبل ذلك كان الشيخ المخلافي من ضمن الشباب الذي شاركوا في جبهات القتال في ما يعرف بحروب “الجبهة” أو “حروب المناطق الوسطى” التي كانت مدعومة من قيادة اليمن الجنوبي في المناطق الوسطى بالشمال، واستمرت خمسَ سنوات حتى مطلع الثمانينيات، وكان للمخلافي دور بارز في تلك المعارك، وحصل على رتب عسكرية فخرية لمشاركته في القضاء على جبهة “المخربين”.
ينتمي الشيخ المخلافي إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح.
استطاع الرجل أن يزيد من حضوره الشعبي وفتح بابه لكل أطياف المجتمع اليمني، وهو الأمر الذي زاد من شعبية الرجل وحضوره في قلوب أغلب اليمنيين بمختلف انتماءاتهم الحزبية والقبلية.
ويختلف الشيخ المخلافي عن بقية مشايخ اليمن أو أغلبهم، أنه يمتلك روح المبادرة والشجاعة في كل الأمور الذي يصنعها، فهو يعيش حياة الناس البسيطة ويسمع آراءهم وهمومهم، وفي ميدان القتال يكون هو أول المبادرين، ويقف في الصفوف الأولى وهذا الأمر الذي دفع كثيراً من شباب تعز للالتحاق بالمقاومة والوقوف مع الشيخ المخلافي.
ولكن كيف بدأت قصة المقاومة؟
بعد أن اقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء وبدأت جحافلهم تتوجه إلى مدينة تعز، وقف الشيخ المخلافي حائراً وهو يرى المدن اليمنية تسقط واحدة تلو الأخرى، وبعد تفكير طويل قرر أن يخوض المعركة رغم معرفته أنه لا يمتلك ما يمكن أن يواجه به الحوثي، وبدأت المقاومة في تعز.
شكل المخلافي عدد من الكتائب من المقاتلين القبليين التابعين له، وعمل مع عدد من الضباط الذين وقفوا مع الشرعية وأعلنوا عن تشكيل مجلس عسكري لقيادة المواجهات ضد الحوثيين في مدينة تعز.
وأظهر الشيخ المخلافي شجاعة وقيادة عظيمة خلال الأشهر العشرة الماضية منذ بداية انطلاق المقاومة الشعبية، وبفضل جهوده وجهود المقاتلين من أبناء تعز استطاعوا أن يوقفوا زحف الحوثيين إلى داخل مدينة تعز، وصمدوا خلال أيام الحصار المفروض عليهم، وأعلن أغلب سكان تعز وقوفهم مع الشيخ المخلافي رغم محنة الحصار التي مرت بهم.
حاول إعلام الحوثي وصالح أن ينالوا من شخصية المخلافي، عبر استخدام شائعات للنيل من رصيد المخلافي النضالي، لكن المخلافي عملياً عكس كل هذه الشائعات، حيث قدم الكثير والكثير وهو يقود معركة تحرير تعز، فقد استشهد صهره، وخاله وأحب المرافقين إليه، وصولاً إلى نجله الأكبر أسامه، ثم شقيقه عز الدين الذي لحق بنجله بعد أيام قليلة فقط، ولا يزال يقاتل مع أغلب أفراد أسرته في مقدمة الصفوف.
عندما استشهد نجل المخلافي الأكبر “أسامه” زف المخلافي خبر استشهاد نجله إلى الناس، وكان يقول لهم “لا تعزوني في موت أسامة ولكن هنئوني باستشهاده وجميع شهداء المقاومة هم أبنائي”.
بعد ثمانية أشهر من الحصار وضيق العيش على سكان تعز قرر الشيخ المخلافي أن يتوجه إلى مدينة عدن لمقابلة رئيس الجمهورية والضغط عليه للحصول على دعم أكثر من أجل تحرير تعز وفك الحصار عنها، وصل إلى عدن عبر طرق جبلية نظراً للحصار المفروض على المدينة من المداخل الرئيسية، وعندما وصل إلى عدن أعلن أنه لن يعود إلى تعز إلا عبر طريق الإسفلت، وكان له ما تحقق.
مكث في عدن عدة أيام وعاد مرابطاً في الجبهة الغربية وتطورت حركة المقاومة وحصلت على الدعم الكافي من الذخائر والسلاح وعندها تحققت المعجزة بتحرير الجبهة الغربية وفتح منفذ آمن للمدينة إلى عدن، ودخل الشيخ المخلافي من الطريق الإسفلتي كما وعد.
وفي نهاية المطاف العربي اشترط التحالف خروج الشيخ حمود المخلافي من تعز فخرج الشيخ حمود المخلافي إلى سلطنة عمان، ليؤسس من هناك مؤسسة الشيخ حمود سعيد المخلافي.