تعد قبيلة النعيمي من القبائل العربية العريقة التي تمتد جذورها في مناطق واسعة من الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية، وتحديدًا من ديار بكر في جنوب تركيا وصولًا إلى بحر العرب جنوب شرق الجزيرة العربية. وتتركز القبيلة بشكل أساسي في بادية الشام، التي تشمل أطراف بادية السماوة وجزيرة سنجار بمنطقة الموصل حتى كركوك في العراق، مرورًا بتخوم دمشق وحمص في سوريا، وصولًا إلى معان والكرك والمفرق وأم السماق (البلفا سابقًا وغرب عمان حاليًا) في الأردن. وقد خضعت هذه المناطق تاريخيًا لإدارة الدولة الحمدانية ودولة بني عقيل في الموصل، ومن ثم الدولة العثمانية.
نسب قبيلة النعيمي في سوريا
يؤكد أبناء قبيلة النعيمي في سوريا والأردن والعراق انتسابهم الشريف إلى الدوحة النبوية الحسينية، حيث يلتقي نسبهم في ذرية السيد أحمد بن إسماعيل {الصالح الأخضر}، مرورًا بالسيد {السلطان} علي، وصولًا إلى سيدنا الحسين {السبط الشهيد} ابن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. ويتفرع من السيد أحمد بن إسماعيل عدة فروع رئيسية تشكل عمود نسب السادة النعيم في هذه المناطق، وهم:
- السيد نعيم: ومن ذريته السادة آل بري وآل علي، بالإضافة إلى السادة القتالية والنقشبندية.
- السيد فرج: الذي أعقب السيد حياة، ومن ذريته الجملان وبني جميل، بالإضافة إلى البو جميل المنحدرين من السيد فرج بن سيف الدين بن موسى بن عز الدين أبو حمرة.
- السيد عز الدين (أبو حمرة): ومن ذريته السادة آل الناصيف، والخزام، والزواتنة، والبوهياز، وأفخاذ الحمران، والتوبلس بفروعهم الكثيرة.
- السيد موسى: الذي أعقب عدة أبناء، منهم السيد سيف الدين الذي تفرعت منه سلالة البو جميل (الزيادنة، العسافات، النجمات، برويس، العصيلات، العطاعطة، وآل الخوجه في حلب)، بالإضافة إلى السادة المطايرة، والقضية، وآل (بيّ) ومنهم قطاعة الزهرة في رأس العين (الحسكة). ومن أبناء السيد موسى أيضًا السادة آل عبد الرحمن، وآل محمد المرشد، وآل إبراهيم، وآل وهبان، وآل فرج.
- السيد سليمان (سليم): جد السادة الشيخان في الجزيرة (آل الشيخ إبراهيم في خانكي وعين العرب بسوريا).
- السيد يوسف: الذي تفرع منه أفخاذ الطحان، وآل عز الدين في مضايا، وآل الفاعل.
- السيد عبد الوهاب: ومن ذريته المداهيش، والوهبان، والجلوف، والكميان، والشقان، وآل عز الدين في بقسمته غربي إدلب.
تشكل هذه الفروع والذراري عموم السادة النعيم في سوريا، ولهم امتدادات واسعة في العراق.
تعريف بقبيلة النعيم:
تُعرف قبيلة النعيم بأنها قبيلة بدوية عريقة امتدت عبر تاريخها في مناطق شاسعة من الشرق الأوسط. وقد تمركزت القبيلة بشكل أساسي في بادية الشام، التي كانت تشمل مناطق واسعة من العراق وسوريا والأردن. ويشير العارفون بالتاريخ إلى أن الحدود الحالية للدول العربية وُضعت بعد الحرب العالمية الأولى بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام 1917، مما أثر على التوزيع الجغرافي للقبائل.
وقد أكد العديد من الكتاب والنسابين على صحة انتساب قبيلة النعيم إلى الدوحة النبوية الحسينية، حيث يذكرونهم كـ “سادات” و “أشراف” عند تناولهم أنساب القبائل الأخرى في العراق والشام. وقد ذكرهم فصيح بن السيد صبغة الله الحيدري البغدادي في كتابه “عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد”، وكذلك المحامي عباس العزاوي في “موسوعة العشائر العراقية”، والعلامة الشيخ يونس السامرائي في كتبه، والأستاذ الدكتور النسابة خاشع المعاضيدي، وعبد عون الروضان، وعبد المحسن العامري في موسوعاتهم حول قبائل العراق. بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ بيوت الرئاسة في قبيلة السادة النعيم بوثائق وأعمدة نسب تؤكد انتهاء نسبهم إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
مكانة قبيلة النعيم وعلاقاتها القبلية
تحظى قبيلة النعيم بمكانة مرموقة بين القبائل من حيث الاحترام والإجلال، وتؤكد أعمدة النسب علاقاتها الوثيقة بأبناء عمومتها من آل البيت، مثل قبائل المراسمة، والأعرجية، والمشاهدة، والعواودة، والتي تربطهم بهم مصاهرات وروابط نسبية واجتماعية عميقة. وقد هاجر قسم من القبيلة قديمًا إلى مناطق البصرة ومنها إلى مختلف مناطق الخليج العربي، كالإمارات وعمان وقطر والبحرين والدمام والبصرة والأهواز.
ويمتد تواجد قبيلة السادة النعيم في الأصل حاليًا من ديار بكر وينتهي بجلفار (إمارة رأس الخيمة حاليًا)، ولهم تواجد في عمان والخليج وإمارة معروفة في البريمي، بالإضافة إلى لجوء قسم منهم إلى إمارة عجمان وإمارة الحمرية (التي ذابت في إمارة الشارقة) في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما اندمجت إمارة البريمي في المجتمع الجديد لسلطنة عمان، واندمجت غالبية أبنائها في دولة الإمارات، بينما انتقلت بعض الأسر إلى إمارة عجمان بعد انسحاب الإنجليز من منطقة الخليج.
أبناء قبيلة النعيم: علماء وقادة وشخصيات بارزة
أنجبت قبيلة النعيم العديد من العلماء والقادة والكتاب والمؤلفين والشعراء البارزين. ففي سوريا، يُذكر عز الدين أبو حمرة بالقرب من حمص، وآل القرحة في بغداد، والقائد إسماعيل تايه النعيمي، والقائد محمود بن شكر بن شاهين النعيمي، وآل طه الياسين في شمال شرق بغداد، وآل جفال في عانة غرب العراق، والشيخ القائد مخلف جميل النعيمي في الموصل، والطحان، والسيّد، والحزوم، والناصيف في الجولان وحمص.
وفي العصر الحديث، تبوأ العديد من أبناء القبيلة مراتب مختلفة في الدولة، منهم الشيخ عبد المحسن النواف الناصيف، ومحمد صفوك الناصيف، ومحمد أحمد العفيش، وخالد أحمد البكار، والقراطسة ومنهم الشيخ حميد بن راشد النعيمي حاكم عجمان وشيخ مشايخ قبيلة النعيم، والدراوشة في الإمارات ومنهم الشيخ هادف بن حميد الشامسي النعيمي والشيخ عبد العزيز بن هادف الشامسي النعيمي والشيخ عبد الرحمن بن رحمة الشامسي النعيمي والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن رحمه الشامسي النعيمي والشيخ رحمة بن عبد الرحمن بن رحمة الشامسي النعيمي والشيخ سلطان بن علي بن زريق النعيمي وناصر بن سالم بن سيف الخريباني النعيمي.
ومن آل رحمة الشيخ محمد بن علي بن رحمة الشامسي، ومن القشاشطة ناصر وحمد أبناء محمد بن مفتاح القشاطي، ومن العوابد الوزير الشاعر عبد الرحمن بن محمد العويس الشامسي النعيمي والشيخ علي بن سيف بن علي الخاطري النعيمي والشيخ علي بن حسن بن محمد بن خاطر الخاطري النعيمي والشيخ سيف بن سعيد بن راشد بن سلومة الخاطري النعيمي وحميد بن عبد الله بن محمد بن خاطر الخاطري النعيمي والباحث المؤلف المؤرخ حماد بن عبد الله الخاطري النعيمي والباحث أحمد بن راشد العابدي الشامسي النعيمي وعلي بن سيف بن سلطان العواني النعيمي.
وفي قطر، يُذكر من آل مهنا الدراوشة المحامي المعروف الدكتور نجيب النعيمي. وفي الأردن، الشيخ محمد الشتيوي النعيمي، وتيسير النعيمي، وجهاد بن عبد الحميد النعيمي، والباحث عبد الله بن محمد النعيمي من السبارجة، والشيخ جراد بن غانم النعيمات، والمجاهد مفلح اليحيى النعيمات، والشاعر يوسف الحسين النعيمي، والفنان شايش النعيمي وغيرهم الكثير.
وختامًا، فإن قبيلة النعيمي بتاريخها العريق وامتدادها الجغرافي الواسع وأنسابها الشريفة وما أنجبته من شخصيات بارزة، تُعد من القبائل العربية الأصيلة التي تركت بصمات واضحة في تاريخ وجغرافيا منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
مواضيع ذات صلة :