تعد قبيلة الرشايدة من القبائل العربية العريقة التي تضرب بجذورها عميقًا في تاريخ شبه الجزيرة العربية. ينتسب أفراد هذه القبيلة إلى قبائل قيس عيلان بن مضر، وهي من القبائل التي كان لها حضور ونفوذ في منطقة نجد خلال القرن الثامن الهجري. وعلى مر العصور، انتشر أبناء الرشايدة في أرجاء واسعة من الوطن العربي، ليشكلوا تجمعات سكانية في عدة دول. تستعرض هذه المقالة تاريخ قبيلة الرشايدة وأصولها، وتفصل فروعها الرئيسية في المملكة العربية السعودية، مع إضاءة على بعض الجوانب التاريخية والجغرافية المتعلقة بتوزيعها.
الأصول والنسب: امتداد تاريخي إلى قيس عيلان
تُنسب قبيلة الرشايدة إلى جدها الأكبر رشيد بن شرول بن سعد بن بريعص بن رشيد بن مريبيع بن سلمان ابن مبارك بن مرشود بن راشد بن مريبيع بن ربيع بن الحارث بن حذيفة بن سالم بن خراش بن سعد بن مالك بن الربعي بن خراش بن بجاد بن مالك بن غالب بن قطيعة من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا التسلسل النسبي يربط الرشايدة بإحدى أكبر وأعرق القبائل العربية، وهي قبائل قيس عيلان التي لعبت دورًا هامًا في تاريخ المنطقة. ويُعد الانتساب إلى قيس عيلان دلالة على عراقة وأصالة هذه القبيلة.
حكم الرشايدة في نجد خلال القرن الثامن الهجري
يذكر التاريخ أن قبيلة الرشايدة تمكنت من بسط نفوذها وحكمت منطقة نجد خلال القرن الثامن الهجري. هذه الفترة الزمنية تشير إلى قوة وتأثير القبيلة في تلك الحقبة، مما يعكس تنظيمها الاجتماعي وقدرتها على إدارة شؤون المنطقة. ومع ذلك، فإن المصادر التاريخية قد لا تقدم تفاصيل وافية عن طبيعة هذا الحكم ومدته الزمنية المحددة، مما يستدعي المزيد من البحث والتدقيق في الوثائق والمرويات التاريخية لتسليط الضوء بشكل أوسع على هذه المرحلة الهامة في تاريخ القبيلة.
التوزيع الجغرافي الحالي: انتشار في أرجاء الوطن العربي:
يتوزع أفراد قبيلة الرشايدة في الوقت الحاضر على عدد من الدول العربية، مما يعكس هجرات وتنقلات القبيلة عبر التاريخ. فبالإضافة إلى تواجدهم الكبير في المملكة العربية السعودية، ينتشر أفراد الرشايدة في دول أخرى مثل السودان، ومصر، والكويت، وليبيا، وإريتريا، وغيرها. هذا الانتشار الواسع يشير إلى الروابط الاجتماعية والاقتصادية التي ربطت أفراد القبيلة بمختلف المناطق، وإلى قدرتهم على التكيف مع الظروف البيئية والاجتماعية المختلفة.
فروع قبيلة الرشايدة في المملكة العربية السعودية
تتألف قبيلة الرشايدة في المملكة العربية السعودية من عدة فروع رئيسية، ولكل فرع مناطق استيطان محددة:
- البراك: يستوطنون مناطق انبوان وضرغط وضريغط ومرغان.
- البراقعة: يتمركزون في وادي المطاوي بمنطقة الحجاز.
- العراعرة: يسكنون منطقة اللحن وزبران بالقرب من خيبر.
- القلادان: يقطنون في الحليفة السفلى والحليفة العلياء وبدع بن حويط وروض بن هادي والدابيه وجبال العلم.
- الخيارات: يستقرون في الشويمس، ويتواجد قسم منهم في المنجي شمال خيبر.
- الدواميك: يسكنون منطقتي البركة وشعيب القرن.
- الذيبة: ينتشرون في خيبر والصلصله والثمد وحتى العرايد شمال خيبر.
- الفرادسة: يقطنون في الثمد ورحبة الحسني بالقرب من خيبر.
- المظابرة: ينقسمون إلى قسمين:
- مظابرة ابانات: يستوطنون جبال ابانات ابان الأحمر، ومن بلداتهم ضليع رشيد والمرموثه والغضياء والجرذاويه وقرى كثيرة، بالإضافة إلى ابان الأسمر ومن بلداتهم الناصفه وغيرها.
- مظابرة الحرة: يقيمون في حرة ضرغط، وأشهر بلداتهم قرية الفقي.
- المهامزة: يتواجدون في صفيط والحويط والمرير، ويقيم قسم منهم في الرصيعه بالقرب من المدينة المنورة.
- العوامرة: يستقرون شرق الراس الأبيض وحول محافظة الحائط في قرى عديدة منها المجصة والمجيصة وأبوسهيلات والمناخ وأبله وأبا الصبان.
- الشوالعة: يقيمون بالقرب من محافظة الحائط، ومن بلداتهم فيضة اثقب وبدع بن خلف والعرادية والوسعة.
- الرويضات: يسكنون بلدات افيعيه والشعيلا والصور.
- الزبون: يقطنون قرية المعرش بالقرب من وادي الرمه، وينزل قسم منهم قرية مزعله بالقرب من السليمي.
- العايضات: يستوطنون جبل قني الشهير في نجد، ومنها بلدة بدع قني.
- القعابيب: يسكنون قرية الخفج.
- المكاحلة: يقطنون قرية الحميمة.
- النوامسة: يستقرون في قرية لبده.
- الوهادين: يسكنون مركز الرقب، ويقيم قسم منهم في الخفيج بالقرب من الحليفة.
- المشاعلة: يقطنون قرية الهمجة جنوب حائل.
- الجريشات: يسكنون قرية أم هشيم شمال المدينة المنورة.
- العجاونة: (لم يتم ذكر مناطق استيطانهم في النص الأصلي، ويتطلب الأمر مزيدًا من البحث لتحديدها).
- الخضرة: يستوطنون في عيون الجواء، ويتواجد قسم منهم في ضرغط وضريغط.
الجوانب الاجتماعية والثقافية للرشايدة
تتميز قبيلة الرشايدة كغيرها من القبائل العربية بعادات وتقاليد أصيلة تعكس تاريخها وبيئتها. من أبرز هذه الجوانب الكرم والضيافة، والتكاتف الاجتماعي بين أفراد القبيلة، والاعتزاز بالأصول والأنساب. كما أن للرشايدة موروثًا شعبيًا غنيًا يشمل الشعر والأغاني والقصص التي تتناقلها الأجيال. وقد حافظت القبيلة على العديد من هذه العادات والتقاليد حتى يومنا هذا، مما يساهم في الحفاظ على هويتها الثقافية المميزة.
الخلاصة:
تُعد قبيلة الرشايدة من القبائل العربية ذات التاريخ العريق والأصول الأصيلة التي تمتد إلى قبائل قيس عيلان. وقد كان للقبيلة حضور ونفوذ في منطقة نجد خلال القرن الثامن الهجري. ينتشر أفراد الرشايدة حاليًا في العديد من الدول العربية، مع تواجد كبير لهم في المملكة العربية السعودية حيث تتوزع فروعهم في مناطق مختلفة. إن دراسة تاريخ وأصول وتوزيع قبيلة الرشايدة تساهم في فهم أعمق للتكوين الاجتماعي والقبلي في شبه الجزيرة العربية والوطن العربي بشكل عام. ويتطلب البحث المستمر والتدقيق في المصادر التاريخية والميدانية المزيد من التفصيل والتوضيح حول مختلف جوانب تاريخ وحياة هذه القبيلة العريقة.
مواضيع ذات صلة:
مواضيع ذات صلة:
-
-
-
-
-
-
-
-
