قبائل العجمان : عراقة النسب وأمجاد التاريخ

قبائل العجمان : عراقة النسب وأمجاد التاريخ

تعتبر قبائل العجمان إحدى كبريات القبائل العربية وأكثرها تأثيرًا في تاريخ شبه الجزيرة العربية، وهي تتميز بنسبها العريق وحضورها البارز في عدة دول خليجية. تعود هذه القبيلة إلى أصول يمانية عريقة، وتحديداً إلى قبيلة يام الهمدانية القحطانية. لقد خاضت العجمان رحلة تاريخية طويلة، تنقلوا خلالها من مواطنهم الأصلية في نجران إلى مناطق واسعة في جنوب نجد والأحساء والكويت، تاركين بصمات واضحة في مسيرة الأحداث التاريخية بالمنطقة.

نسب قبائل العجمان: جذور متأصلة في قحطان

يعود نسب قبيلة العجمان إلى جدهم عجيم بن مرزوق بن علي بن هشام بن الغز بن مذكر بن يام بن أصبا بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن جنوان بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وتعرف هذه القبيلة بـ “العجمان” نسبة إلى لثغة في لسان جدهم مرزوق، الذي سمي “أعجيم”، ومنه اشتق اسم القبيلة. هذا اللقب، على الرغم من بساطته، أصبح علامة فارقة لقبيلة العجمان، يُعرفون بها ويُفتخرون بنسبهم العريق.

هجرة العجمان وموطنهم الحالي: من نجران إلى الخليج

كانت نجران الموطن الأصلي لقبائل يام، ومنها نزح العجمان إلى جنوب نجد في زمن الإمام تركي بن عبد الله آل سعود (مؤسس الدولة السعودية الثانية) في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. وقد قام الإمام تركي بإنزالهم في منطقة الأحساء، حيث لعبوا دورًا محوريًا في طرد قبيلة بني خالد من بعض أراضيها، وأهمها عريعرة، التي كانت عاصمة بني خالد.

لم يقتصر وجود العجمان على الأحساء ونجد، بل توسع نطاق انتشارهم ليشمل الكويت، حيث أصبحوا من أكبر القبائل تأثيرًا في تاريخ بني خالد إلى جانب قبيلتي سبيع وآل مرة. اليوم، تتوزع قبائل العجمان في عدة دول خليجية:

المنتسب إلى هذه القبيلة يُسمى عجمي، وجمعها عجمان.

فروع وبطون قبائل العجمان: نسيج اجتماعي متكامل

تُعدّ قبائل العجمان من القبائل ذات التنظيم القبلي المتماسك، وتتكون من فروع وبطون عديدة، لكل منها شيوخها ووجهاؤها. ومن أبرز هذه الفروع:

فروع أخرى وقبائل متحالفة

بالإضافة إلى الفروع الرئيسية، هناك عوائل أخرى من العجمان ذات حضور، مثل:

العجمان في بر فارس (جنوب إيران): تاريخ وحضور

نزحت جماعة من العجمان من فخذ “آل سليمان” من الأحساء إلى بر فارس (الساحل الشرقي للخليج العربي في جنوب إيران حاليًا)، ويُطلق عليهم هناك اسم “المرازيق” أو “آل مرزوق”. استوطنوا في البداية قرية “كافرخون”، ثم انتقلوا لاحقًا إلى قرية “مغوه” في عام 1169م.

كان للمرازيق نفوذ وحكم في هذه المنطقة، حيث أقاموا عدة إمارات:

أول زعيم تزعم جماعة آل مرزوق هناك هو الشيخ أحمد بن راشد المرزوقي. وآخر إحصائية لعددهم تشير إلى حوالي 6000 نسمة. يتبع المرازيق في بر فارس المذهب السني الحنبلي.

ومن أشهر زعماء قبيلة العجمان في بر فارس:

أبرز شيوخ قبائل العجمان: قادة ومؤثرون

أنجبت قبيلة العجمان على مر التاريخ العديد من الشيوخ والفرسان الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ المنطقة. من أبرز شيوخهم الذين ذاع صيتهم:

تعرف قبائل العجمان بشجاعتها، وكرمها، وفصاحتها في الشعر، وحفاظها على العادات والتقاليد الأصيلة. لقد ساهمت هذه القبيلة بفاعلية في تشكيل المشهد التاريخي والاجتماعي في الجزيرة العربية والخليج، وتظل رمزًا للعراقة والأصالة القبلية.

مقالات ذات صلة
↑
Exit mobile version