ينابيع

فضل سورة البقرة وماجاء فيها من احاديث

فضل سورة البقرة 

من فضائل سورة البقرة أنها تحصن المنزل الذي تقرأ فيه من الشياطين، وتطردهم منه، وورد في ذلك احاديث منها:-

عن عبد الله يعني ابن مسعود قال: “إن الشيطان يفر من البيت يسمع فيه سورة البقرة”.

 ورواه النسائي في اليوم والليلة وأخرجه الحاكم في مستدركه، ثم قال: صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه.”

وروى الدارمي في مسنده عن ابن مسعود قال: “ما من بيت تقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط”.

وفي مسند أحمد وصحيح مسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «لا تجعلوا بيوتكم قبوراً فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان » وقال الترمذي: حسن صحيح.”

………..

في سورة البقرة ايات لها من الفضل والعظمة الشي الكثير وفيه أعظم أية الكرسي أعظم أية في القران، ومن الآيات التي ورد الحث على قرأتها اربع ايات من اول سورة البقرة، وآية الكرسي وايتان بعدها، وثلاث ايات من خواتيم سورة البقرة.

روي أيضاً من طريق الشعبي قال: قال عبد الله بن مسعود -: “من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة، أربع من أولها وآية الكرسي وآيتان بعدها وثلاث آيات من آخرها”، وفي رواية: “لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه، ولا يُقرأن على مجنون إلا أفاق”.

…………..

سورة البقرة سنام القران

عن عن سهل بن سعد  قال: قال رسول الله ﷺ: إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن البقرة، وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهاراً لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام» رواه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتم وابن حبان في صحيحه، وابن مردويه.

“وقد روى الترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة  قال: “بعث رسول الله ﷺ بعثاً وهم ذووعدد، فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن، فأتى على رجل منهم من أحدثهم سناً فقال: ما معك يا فلان؟ قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة، قال: أمعك سورة البقرة؟، فقال: نعم، قال: فاذهب فأنت أميرهم، فقال رجل من أشرافهم: والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية ألا أقوم بها، فقال رسول الله ﷺ: تعلموا القرآن فاقرءوه وأقرئوه، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكاً يفوح بريحه كل مكان، ومثل من تعمله فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكئ على مسك ، هذا لفظ رواية الترمذي، ثم قال: هذا حديث حسن، ثم رواه مرسلاً فالله أعلم.”

معنى: جراب وكئ على مسك يعني رُبط فلا تظهر رائحته.

“وروى البخاري عن أسيد بن حضير  قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوط عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف وكان ابنه يحيى قريباً منها فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي ﷺ فقال: اقرأ يا ابن حضير، قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريباً فرفعت رأسي وانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها، قال: وتدري ما ذاك؟، قال: لا، قال: تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم[8]، وهكذا رواه الإمام العالم أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن، والله أعلم.

قال الإمام أحمد: حدثنا أبو نعيم حدثنا بشر بن مهاجر حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه  قال: كنت جالساً عند النبي ﷺ فسمعته يقول: تعلموا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة، قال: ثم سكت ساعة ثم قال: تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بما كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذَّاً كان أو ترتيلاً.

وروى ابن ماجه من حديث بشر بن المهاجر بعضه، وهذا إسناد حسن على شرط مسلم.”

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذا الحديث في فضل سورة البقرة، أما أوله وهو أن سورة البقرة كما قال النبي ﷺ: فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة فإن هذا له شواهد، وهو ثابت عن رسول الله ﷺ، وإن كان هذا الحديث من رواية بشر بن المهاجر.

وقوله: فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة البطلة يعني السحرة.

ومعنى لا تستطيعها البطلة يعني: أي لا يمكنهم حفظها، أو أن من تحصن بها فإن السحرة لا يقدرون على إيصال سحرهم إليه.

وقوله: تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان المقصود بالأزهر المضيء، يقال: سراج يزهر أي يضيء.

قوله: يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، وفي بعض الألفاظ: (غيابتان) بالباء، الغمام معروف وهو السحاب، والغيايتان: كل شيء أظلك فهو غياية سواء كان من سحاب أو غبار أو غير ذلك، والغيابتان بـ الباء: هو أيضاً من هذا المعنى.

أو فرقان من طير صواف أي تصف أجنحتها، وذلك أبلغ في التضليل.

“فمن ذلك حديث أبي أمامة الباهلي  رواه الإمام أحمد.

وعنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: اقرءوا القرآن فإنه شافع لأهله يوم القيامة، اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة، ثم قال: اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة[10]وقد رواه مسلم في الصلاة.

الزهراوان: المنيرتان، والغياية: ما أظلك من فوقك، والفرق: القطعة من الشيء، والصوافُّ: المصطفة المتضامة، والبطلة: السحرة، ومعنى لا تستطيعها أي لا يمكنهم حفظها، وقيل: لا تستطيع النفوذ في قارئها، والله أعلم.

ومن ذلك حديث النواس بن سمعان  رواه الإمام أحمد عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله ﷺ ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما فرقان من طير صوافّ يحاجان عن صاحبهما[11] ورواه مسلم والترمذي وقال حسن غريب.”

معنى بينهما شرق: يعني بينهما فاصل.

وهذا الحديث يفسر الحديث الذي قبله، فإن النبي ﷺ قال في الذي قبله: فإنهما يأتيان يوم القيامة.. إلى أن قال: يحاجان عن أهلهما: فما المراد بـ أهلهما هل هو مجرد الحفظ إن كان حافظاً لهما؟

لا، بل إن المقصود يفسره قول النبي ﷺ: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، فأصحاب البقرة وآل عمران هم الذين يحفظونهما ويفهمون معانيهما ويعملون بهما، ولهذا بقي ابن عمر ثمان سنين يحفظ سورة البقرة، وبقي عمر  اثنتي عشرة سنة يحفظها، ثم نحر جزوراً ودعا الناس فرحاً واستبشاراً بهذا الإنجاز.

ولذلك كان الرجل إذا أخذ البقرة عظم في أعينهم؛ لأنه صار فقيهاً؛ لأنها تشتمل على أكثر الأحكام، فهي أكثر سور القرآن اشتمالاً على الأحكام وأطول سور القرآن، فمن عرف هذه الأحكام التي في سورة البقرة، فإنه يمر به كثيرٌ مما يذكر في التفسير بعدها، فتكون بقية الأمور التي تذكر في الغالب مكررة، أعني مما يحتاج إليه في فهم التفسير من جهة الأصول، والقواعد وما أشبه ذلك.

….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock