شمر يهرعش الملك الحميري

شمر يهرعش أو شمر يرعش الملك الحميري (275-٣٣0 ق.م) هو أحد أشهر ملوك اليمن والمملكة الحميرية.
بدأت الحرب الأهلية فعلياً عقب تآلب حضرموت وسبأ على مملكة قتبان وإحراقهم لعاصمتهم تمنع وجبل العود في أوائل القرن الأول ق.م وانقلاب “يريم أيمن” زعيم قبيلة همدان على الأسرة السبئية الحاكمة وكان الملك من قبيلة حاشد وأُستعبدت الأسرة السبئية الحاكمة إذ وصفهم الحاشدي بأنهم عبيده.
كانت تلك بادرة استقلال القبائل اليمانية وتحزبها إلى حزبين قبيلة همدان المنقلبة على الحكام الشرعيين، والحِميّريين الذين أرادوا الانتقام من الهجوم على مملكة قتبان.
ودخلت البلاد حرباً أهلية طويلة ولكن متقطعة تشوبها فترات سلم وانضمت قبيلتا كندة ومذحج لحِميَّر ضد قبيلة همدان وأحلافهم وانتزعت أسرة من بكيل الملك من حاشد في النصف الثاني من القرن الأول ق.م وأبرز أقيالهم “إيلي شرح يحضب” وهو الذي بنى قصر غمدان وكثر ذكر مدينة “صنعو” (صنعاء) كثيراً في هذه الفترة كون النصوص مدونة من أشخاص ينتمون لقبائل همدان حاشد وبكيل
انتهت الحرب الأهلية بإنتصار حاسم للحميريين بقيادة شمر يهرعش الثالث وكان على رأس السلطة في سبأ ملك يدعى رب شمس وعلى حضرموت رجل يدعى “شرحئيل” يعتقد أن شمر يهرعش استطاع إسقاط حضرموت في نفس العام إلا أن رأيا آخر يقول أن سقوط حضرموت كان عام 300 بعد الميلاد
اكتسح الحِميَّريين المناطق الوسطى والجنوبية من اليمن اليوم وأتخذوا من ظفار يريم عاصمة
لهم وشهد عهد شمر عدة ثورات من أشراف وأسر سبئية بل من قبائل حميرية أخرى استطاع قمعها وتوسع شمر يهرعش فضم تهامة وعسير
وقد كان لقبه “ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت” ومن يمنت هذه خرج لفظ اليمن..
السبب في ظهور “اليمن” في الكتابات الرسمية هو أن الحميَّريين ألغوا الحكم الذاتي الذي كانت تتمتع به القبائل والمناطق أيام مملكة سبأ فوحدوا البلاد بسلطة مركزية لا تعترف بإستقلالية الأقاليم.
من أول المعارك التي خاضها شمر كانت معركة في تهامة في مكان إسمه “بيش” (محافظة بيش) في منطقة جازان حالياً وكان قائد الحملة ضابط برتبة مقتوى إسمه “أبو كرب” وذكر أنه حارب قبائل عك و”سهرة” و”حرة” و”صحار” وختم النص بأن شكر إلهه إل مقه وقدم تمثالين من الذهب لإنه تمكن من قطع رؤوس المتمردين ثم سير حملة أخرى بقيادة مقتوى آخر من خولان إتجاه حريب في مأرب ثم إتجه نحو منطقة خيوان قرب صنعاء ثم وادي أملح في صعدة ثم نحو عسير مرة أخرى فأسر الخولانيون 46 محاربا وسبوا 2400 إمرأة وطفل وغنموا 316 رأسا من الإبل ثم خاض معركة مع همدان وآل “ذي بتع” من حاشد وختم صاحب النص بتقديم صنم إلى الإله إل مقه أن من عليه بتقوية دعائم سد مأرب إثر أمطار غزيرة هطلت كادت لتدمر السد هدأت الأمور لفترة وأُكتشفت نصوص عديدة لسواد الناس تشكر الآلهة على وفرة الحصاد وهي دلالة على هدوء سياسي ساد السنين الأولى لشمر يهرعش.
في النصف الثاني من أيام شمر يهرعش، شن ملك المناذرة إمرؤ القيس بن عمرو حملة توسعية، فغزا نجد وأخضع قبائل نجد والحجاز “بني أسد ونزار” حتى وصل نجران، التي سماها إمرؤ القيس بن عمرو هذا بـ”مدينة شمر” ويقصد شمر يهرعش وذكر ملك المناذرة أنه هزم مذحج ومعد فيها.
كان قائد حملة المناذرة رجل يدعى “نشدئيل” فتجمعت قوات شمر في صعدة وجمع معه جمعا كبيراً من خولان، فتوجه نحو أراضي مملكة كندة واشتبكت القوات الحميرية مع قوات المناذرة في تلك الأرض، والغالب أن المقصود بأرض كندة في النص كان مكان يسمى اليوم بالأفلاج في جنوب نجد في السعودية الآن، ولم تكتشف كتابة بعد عن مصير قائد المناذرة المدعو “نشدئيل” هذا، ولكن أُكتشفت كتابة عن تقدم الحِميَّريين ويعاونهم أعراب من مملكة كندة ومذحج نحو الإحساء والقطيف، وأراضي وصفها صاحب النص بأنها تابعة لتنوخ، وذكر قائد الأعراب أن القطيف تابعة للفرس.
ويبدو أن الحضارمة استغلوا إنشغال الحميريين بالمناذرة ليعلنوا تمردهم
فباغتتهم قوات تابعة للحميريين من شبام وأنزلت خسائر فادحة بالحضارم، بقيادى حميري يدعى “سعد ذي جدن”، كان كبيرا على كل أعراب سبأ كندة ومذحج وأعراب حمير “باهلة” و”حرام”
ودون شمر يهرعش كتابة يصف فيها تمرد آخر من من سماهم بـ”دود خولان” في صعدة ونجح في قمع التمرد، ثم توجه نحو أراضي سنحان وقمع خروجهم كذلك، ثم توجه شمالاً نحو جيزان وذكر أن هناك قبيلة إسمها “حرة” تمردت عليه، فقمع التمرد هناك.
وورد نص عن عمليات نهب قامت بها قبائل بنو الحارث بن كعب والنخع وقبيلة “جرم” بقيادة رجل مذحجي يدعى سداد بن عمرو بنهب مدينة مأرب، فأرسل شمر يهرعش قواتا ونجحت بالقبض عليهم وإعدامهم.
ويعتقد أن شمر يهرعش توفي عام 330 للميلاد
