مقالات واراء

حين تغيب الإرادة وتسقط السيادة.. من يدفع الثمن؟

محمد احمد الطالبي

في زمن تتكشف فيه الحقائق بوضوح لا لبس فيه، باتت الشعوب تدرك ما يجري خلف الكواليس من خذلانٍ وإذعانٍ لإراداتٍ خارجية. إلى أولئك الذين يعتلون كراسي السلطة ويدّعون حراسة الوطن وقيادة مصيره، نسأل: أين أنتم من بلدٍ ممزق، أنهكته الويلات، وتناهبته الأيدي من كل اتجاه؟

من السهل أن تُرفع الشعارات وتُردد عبارات الوطنية صباح مساء، ولكن ما جدوى الشعارات إذا كانت الأرض تُنهب، والقرارات تُصاغ خارج الحدود، والكرامة تُداس على مرأى ومسمع ممن يفترض أنهم “أمناء الوطن”؟

إن الوطنية لا تُقاس بالكلمات الرنانة، ولا تُثبت بالقسم المغلّظ على حماية الوطن، بل تُقاس بمقدار الدفاع الحقيقي عن مصالح الشعب، وبالوقوف الصلب في وجه التدخلات والهيمنة. فكيف لو كانت هذه “القيادات” مجرد واجهة لا تملك من أمرها شيئاً؟

شعبٌ يعيش القهر والكمَد، يقتات على الفقر وينام على الخوف، لا أمل يلوح في الأفق، ولا بوادر لاستعادة كرامةٍ مُهدرة. فإلى متى سيظل هذا الشعب يدفع ثمن خضوع من يفترض أنهم “رجاله”؟

إن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى. واليوم، بات واضحاً أن العلة ليست فقط في الخارج المتربص، بل في الداخل المتواطئ، فيمن فقدوا الإرادة وباعوا القرار، ثم عادوا ليخدعوا الناس بشعارات السيادة.

فإذا استمر الحال على ما هو عليه، “فعلى الدنيا السلام”، كما يردد الموجوعون. لكن، يبقى الأمل معقوداً على من لم تنطفئ فيهم جذوة الغضب، وعلى الأجيال التي لا تزال ترفض الخنوع، وتؤمن أن الوطن لا يُستعاد بالكلمات، بل بالفعل والإرادة الحرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock