تصعيد غير مسبوق في الشرق الأوسط: ضربات إسرائيلية وإيرانية متبادلة

شهد الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا ليلة أمس، مع تقارير متضاربة عن هجمات صاروخية ومسيّرات متبادلة بين إسرائيل وإيران، مما أثار مخاوف دولية واسعة من اندلاع صراع إقليمي شامل. وصف رئيس بلدية رمات غان الإسرائيلية ما حدث بأنه “غير مسبوق”، مؤكداً أن المنطقة لم تشهد مثل هذا التصعيد من قبل.

هجمات تستهدف إسرائيل: صواريخ ومسيّرات إيرانية

تأكدت الأنباء عن تعرض إسرائيل لموجة من الهجمات الصاروخية وبالمسيّرات، حيث أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن سفينة صواريخ إسرائيلية اعترضت مسيّرة إيرانية في البحر الأحمر. في غضون ذلك، دوّت صفارات الإنذار في إيلات بسبب “اختراق طائرة معادية”، وقام الجيش الإسرائيلي بإعلان اعتراض مسيّرة أخرى في أعقاب ذلك.

شملت الهجمات مناطق واسعة داخل إسرائيل، بما في ذلك القدس وتل أبيب ومستوطنات في الضفة الغربية ومئات المواقع الأخرى. أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسماع دوي انفجارات قوية في العديد من التجمعات السكنية وسط إسرائيل، وتحدثت عن سقوط صاروخ إيراني بشكل مباشر في تل أبيب، مما أدى إلى أضرار جسيمة وإصابة 4 إسرائيليين مبدئياً، وارتفاع العدد لاحقاً إلى 63 مصاباً وفقاً لـ”يديعوت أحرونوت”. ذكرت “القناة 12 الإسرائيلية” أن مقتل إسرائيلية جاء جراء سقوط صاروخ إيراني في وسط إسرائيل، بينما تحدثت “هآرتس” عن انهيار مبانٍ بشكل كامل في تل أبيب.

وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق عشرات الصواريخ من إيران باتجاه إسرائيل، مع تأكيد عمل منظومات الدفاع الجوي على اعتراض عدد منها، وطالب المواطنين بالبقاء في المناطق المحمية. من جانبه، أكد الحرس الثوري الإيراني، عبر وكالة تسنيم، إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ من قواعد صاروخية في طهران وكرمنشاه، مشيراً إلى استخدام “منظومات وصواريخ ذكية ذات دقة عالية في عملية الوعد الصادق 3”.

الرد الإسرائيلي والهجمات على إيران

في المقابل، أكدت “القناة 12 الإسرائيلية” أن إسرائيل “تهاجم إيران الآن”، تبعها إعلان الجيش الإسرائيلي عن شن غارات واسعة استهدفت قواعد عسكرية لسلاح الجو الإيراني في قاعدتي همدان وتبريز غرب إيران، مشيراً إلى “تدمير هذه القواعد”.
تزامنت هذه التطورات مع سماع دوي انفجارات في العاصمة الإيرانية طهران، حيث أفاد مراسل الجزيرة بسماع انفجارات في مناطق مختلفة، فيما ذكر التلفزيون الإيراني أن الأصوات تعود للدفاعات الجوية الإيرانية. في وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجار قرب مطار مهرآباد في طهران، واندلاع حرائق فيه، مما يشير إلى استهداف مباشر للبنية التحتية الإيرانية.

مواقف دولية ودعوات للتهدئة

تفاعلت الأوساط الدولية بسرعة مع التصعيد. دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مواطنيه إلى عدم السفر إلى الشرق الأوسط تحت أي ذريعة، مؤكداً اتخاذ إجراءات لضمان سلامة المواطنين والقوات والسفارات الفرنسية في المنطقة، وأشار إلى وضع الوجود العسكري الفرنسي بالشرق الأوسط في حالة تأهب.

من جانبها، تحدثت رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس الإسرائيلي، مؤكدة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحماية شعبها”، لكنها في الوقت ذاته حثت “جميع الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والعمل على تهدئة الوضع”، مشددة على أن “الجهود الدبلوماسية حاسمة لمنع مزيد من التصعيد”.

على الصعيد الأمريكي، حذر السيناتور الديمقراطي جاك ريد من احتمال نشوب صراع إقليمي قد يتحول إلى حرب يكون إنهاؤها صعبًا. كما أجرى المتحدث باسم الحكومة البريطانية اتصالاً بين ستارمر وترمب لبحث العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، واتفقا على “أهمية الدبلوماسية والحوار”.

بدوره، أعلنت الخارجية العراقية أن وزير الخارجية يجري مشاورات إقليمية ودولية، ويطالب بموقف حازم تجاه “انتهاك سيادة البلاد”، في إشارة إلى احتمالية استخدام الأجواء العراقية في الهجمات.

اتهامات متبادلة وتصعيد في الخطاب

مع تصاعد الأحداث، تبادل الجانبان الاتهامات. اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيران بأنها “وحدها المسؤولة عن التوترات الحالية”، مضيفاً أن “سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية ومحو إسرائيل من على الخريطة هو ما أوصلنا إلى هنا”.
في المقابل، ألقى قيادي في الحرس الثوري الإيراني باللوم على الولايات المتحدة، قائلاً إن “الكيان الصهيوني ما كان لينفذ مثل هذه العمليات دون دعم أمريكي شامل”، واتهم أمريكا بالسعي “للخداع من خلال المفاوضات” وأن إيران وقفت “أمام الغطرسة”.
يبقى الوضع في الشرق الأوسط متوتراً للغاية، مع دعوات دولية متزايدة لضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يجر المنطقة إلى صراع أوسع نطاقاً.

Exit mobile version