اقتحام مسلح لمكتب محافظ السويداء السوري وإطلاق سراح متهم تحت التهديد

في تطورٍ يُكشف عن تصاعد التحديات الأمنية بمحافظة السويداء السورية، أعلنت وزارة الإعلام السورية، الأربعاء، عن اقتحام مجموعة مسلحة مبنى المحافظة لإجبار السلطات على إطلاق سراح مُتهم بسرقة سيارات، وسط تهديدات بالسلاح استهدفت المحافظ مصطفى البكور والموظفين. وجاء البيان الرسمي للوزارة – وفق وكالة الأنباء الألمانية – ليكشف تفاصيل العملية التي وصفتها بـ”الخارجة عن القانون”، مشيراً إلى أن الهجوم قاده المدعو طارق المغوش وآخرون، حيث تم تحرير المُتهم راغب قرقوط تحت تهديد السلاح، ما أدى إلى حالة من الفوضى داخل المبنى الحكومي.
تفاصيل دقيقة من قلب الأزمة:
وفق مصادر مقربة لوسائل إعلامية (بينها قناتا “العربية” و”الحدث”)، فإن مجموعة من شباب قرية “ذبين” ذات الغالبية الدرزية نفذت الهجوم، حيث استولت على مقتنيات شخصية للمحافظ – بما في ذلك هواتفه وأغراض عائلية – كرهنٍ لضمان تنفيذ مطالبهم. وأكدت المصادر أن النائب العام تدخل بشكلٍ عاجل للإفراج عن المُتهمين “راغب غرغوط” و“ضياء برجاس” (من قرية ذيبين) مقابل الإفراج عن المحافظ، الذي غادر لاحقاً إلى العاصمة دمشق تحت حراسة أمنية مشددة.
تداعيات تمسّ هيبة الدولة:
لم تكتفِ وزارة الإعلام بالإعلان عن الحادث، بل أشارت إلى أن “الفصائل الوطنية” في السويداء تدخلت لـ”فرض القانون” وتأمين خروج المحافظ، مؤكدة في بيانٍ حاد اللهجة أن “حماية الأمن خيارٌ لا رجعة عنه”، مع تحذيرٍ صريح من أي محاولة لزعزعة الاستقرار. لكن الحادثة أثارت تساؤلاتٍ حول قدرة المؤسسات الرسمية على حفظ الأمن في المناطق النائية، لا سيما مع تصاعد نفوذ الميليشيات والعصابات خارج سيطرة الدولة.
سياق مُتفجِّر وتحليلات مُرتبطة:
تأتي الواقعة في ظلّ بيئة أمنية هشّة تعيشها محافظة السويداء، التي تشهد تنامي النزاعات المحلية بين المكونات المجتمعية والسلطات المركزية، خاصةً مع تصاعد السخط الشعحي تجاه الأداء الحكومي في ملفات الخدمات والفساد. كما تُلقي الحادثة الضوء على أزمة الثقة بين المجتمع المحلي – ولا سيما المكون الدرزي – والسلطة في دمشق، ما قد يُغذي نزعات التمرد أو الاستقطابات القبلية إذا لم تُعالج جذور الأزمة.
ردود فعل متضاربة:
ركزت الرواية الرسمية السورية على تصوير الحادث كعملية “خارجة عن القانون”، بينما تُلمِّح مصادر محلية إلى أن الدافع وراء الهجوم قد يكون انتقامياً أو مرتبطاً بخلافات قبلية، خاصةً مع إطلاق سراح مُتهمين لهما صلات عائلية قوية بالمنطقة.