يناقش هذا المقال أصل قبيلة العطوي والمعروفة أيضًا باسم بني عطية، تعد من القبائل العربية العريقة التي تتجلى أصالتها في نسبها الواضح والراسخ. يعود أصل هذه القبيلة إلى القبائل العدنانية المضرية، وتحديداً إلى نسل أسد بن ربيعة العدنانية، وهو ما يذهب إليه العديد من الباحثين والمؤرخين. بينما يرى آخرون من علماء الأنساب أن شجرة بني عطية تنسب إلى أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا الاختلاف الطفيف في تحديد الفرع الأقرب لا ينقص من أصالة النسب العدناني الذي يجمع عليه غالبية النسّابين.
إن التواتر التاريخي الذي نقله ثقات النسّابين من بني عطية يؤكد أن الجد المؤسس للقبيلة هو معاز من نسل أسد بن ربيعة العدنانية. وقد رجّح الباحثون المحدثون أن بني عطية تنتسب إلى عطية العوفي البكري، الذي وصفه ابن حزم بأنه “من بني عوف بن سعد؛ فخذ من بني عمرو بن عباد بن بكر بن وائل”.
ويضيف الباحث إبراهيم بن جار الله بن دخنه في موسوعته عند الحديث عن أصل قبيلة العطوي أن “المرجح أن بني عطية ينتسبون إلى عطية العوفي وهو من بني عوف بن سعد فخذ من بني عمرو بن عباد بن يشكر بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بن جديله بن أسد؛ وعطية هذا هو المحدث”. هذا عطية جد وعمود نسب، وقد اشتهر نسبه في العهد العباسي، حيث كان من أبنائه الكثير من القضاة والشعراء والمحدثين، منهم الشاعر العباسي أبو عبد الرحمن العطوي المتوفى سنة 250 هجري، وعبد الملك العطوي وغيرهم، مما يبرز الأثر الثقافي والعلمي لهذه القبيلة عبر التاريخ.
فروع قبيلة العطوي: شجرة نسب متفرعة
تتفرع قبيلة بني عطية إلى فروع رئيسية عديدة، وكل فرع يتسع ليضم فروعًا أخرى، مما يعكس الامتداد الكبير للقبيلة وتنوع بطونها:
- السليمات: يتفرعون إلى ثلاثة فروع رئيسية: الحماديين، العبادلة، والمواضية. وتتفرع هذه الفروع بدورها إلى: أبو جنيب، الضروج، الضبع، العضدة، الأيديات، الرشيدات، الجعيبات، العراعره، والسودان، وغيرها.
- العطيات: ينقسمون إلى: الصباحيين، الحمران، والفرجات.
- العليين: يتفرعون إلى: الذيبة، العرجان، الجميعانيين، الكرشة، السلمانيين، الرويعيات، السعيدات، الدواغرة، البطاوين، الزعاترة، والقواسمة.
- السبوت: ينقسمون إلى ثلاثة فروع رئيسية: المراعية، الرواضين، والبريكات. وينقسم المراعية إلى: الزلوع، السمايمة، الموسة، النجيعات، السويعدات، والنجرة. أما الرواضين فمنهم بريكات مدادحة. وينقسم البريكات إلى: المحالسة، الرعيات، والقرعان.
- الخضرة: ينقسمون إلى فرعين رئيسيين: المحيسنيين والعمريين. من المحيسنيين: العقايلة، العماوية، العويضات، المهانية، العيد، الشقران، الحمدانيين، الذنيبات، والقعيسات (ومنهم السليم، الهذيلات، والعايد). أما العمريون فمنهم: المسعد، المجانين، الحسنات، الفقراء، الرواضين، والغوانمة.
- الفنادلة: ومنهم: المسلميين، التذاريب، الزوايدة، والصراهدة.
- المصابحة: ومنهم: الغوانمة، الرواشدة، الخويرات، العديلات، الردسة، والحنكان.
- السويلميين: ومنهم: الوكلة، العطاطرة، المضالعة، الحسونات، السروح، الجريدات، الصناعين، الحياينة، الدحالين، التماسحة، الجودات، والخبايثة.
- العقيلات: ومنهم: الخليفات، الهرامسة، العصيفات، الهشايمة، الشمالا، الفقراء، الجرابعة، الصقرة، القوانية، الرشيد، الحناحنة، المضاعين، العقداء، العلادية، النصيرات، الشطايطة، والردون.
- الربيلات: ومنهم: النوابتة، الحوامدة، السعور، العيدي، الدباوين، الجميعات، العثامين، العطون، الغنيمات (ومنهم النصايرة)، الطويط، الكميان، القراعان، والقرينات.
- الخمايسة: ومنهم: الدعامين، الحمدات، الفراركة، الدراوشة، الزرارعة، المباركيين، الهلولات، الصوالحة، الهيمة، والضيوفية، وغيرهم.
- السعيدانيين: ومنهم: الدوالية، القبالين، الرضام، الزملان، الحمدانيين، الشقران، الصدافين، الغنيمات، المحينات، النواقة، الركابات، الخضيرات، والجرابعة.
- الرماضين: ومنهم: المدامية، الصقاقعة، العسوفية، الغمامضة، والطرابشة.
من هذه البطون الرئيسية، تفرع ما يقارب مائة وستون بطنًا وعشيرة داخل قبيلة بني عطية، مما يعكس حجم القبيلة وتنوعها العشائري، ودورها البارز في تشكيل النسيج الاجتماعي للمنطقة.
الامتداد التاريخي والنفوذ الجغرافي لبني عطية
تضم قبيلة بني عطية عددًا كبيرًا من القبائل المتفرعة، مثل: المعازة، الوحيدات، العمارين، الترابين، الرتيمات، الأحيوات، المساعيد، التياها، الرشيدات، الجبارات، السواركة، الحناجرة، الكعابنة، بالإضافة إلى جزء من الحويطات. هذه القبائل كانت تاريخيًا تشكل تحالفًا قويًا في السلم والحرب تحت راية بني عطية، وقد خلد التاريخ ذكرهم بشكل لم ينله غيرهم.
يشير المؤرخون إلى أن قبائل بني عطية كان لها نصيب الأسد في الأحداث التاريخية التي شهدتها مناطق الحجاز، الأردن، فلسطين، سيناء، وحتى مصر الوسطى. هذا الحضور القوي والفاعل يؤكد عمق تأثير هذه القبيلة ومساهماتها الكبيرة في تاريخ المنطقة عبر العصور.
رمز قبيلة العطوي: قيد البحث والتوثيق
في سياق التوثيق الحديث للقبائل العربية، تخصص أرقام ورموز لتمييزها. ومع أن بعض القبائل قد وثقت رموزها الرقمية، إلا أن البحث عن رمز خاص لقبيلة العطوي (بني عطية) لم يسفر عن نتيجة واضحة حتى الآن. قد يستدعي هذا الأمر المزيد من الاطلاع على كتب الأنساب المتخصصة والمصادر التاريخية المعنية لتوثيق هذا الرمز، بما يضمن الحفاظ على هوية القبيلة في السجلات الحديثة.
أفخاذ وبطون بني عطية عبر التاريخ
تظهر كتب الأنساب والمصادر التاريخية أن قبيلة بني عطية قد تفرعت إلى العديد من الفخوذ والبطون عبر العصور، كل منها أسهم في تشكيل النسيج الاجتماعي والتاريخي للمنطقة:
- معاز: هذا البطن هو الأصل الذي تنسب إليه قبائل المعازة الحالية. يعد المعازة اليوم من أكبر القبائل العربية في مصر، ويُعرف عنهم الانتماءات التاريخية البارزة، حيث يُذكر منهم أئمة للمسجد الأزهر، وشخصيات فنية مرموقة مثل كوكب الشرق أم كلثوم.
- سراقة: تنسب إليه قبائل السورقيون. من سراقة انحدر بطن الحنجوريون، الذين سُموا بذلك لما وهبهم الله من صوت جهور (عالٍ وواضح). اليوم، يُعرفون بـ السواركة والحناجرة في فلسطين وسيناء، ومن أعلامهم جساس بن سليم.
- نجم: ينسب إليه قبائل الترابين، الذين سُموا بذلك نسبة إلى واديهم وادي تربان في منطقة عقبة أيلة. يتواجد الترابين حاليًا في الأردن، فلسطين، ومصر، ومن شخصياتهم البارزة الحاكم حماد الصوفي.
- كعب: تنسب إليه قبائل الكعابنة المتواجدة في الأردن وفلسطين. من كعب، انحدر بطن سعد صادق الوعد، ومنه تفرع بطن كساب، الذي تنسب إليه قبائل الكسابيون المتواجدة في الكرك بالأردن.
- رتيمة: تُنسب إليه قبائل الرتيميون، وهم يُعدون الأقل عددًا بين عمائر قبائل بني عطية، ويتواجدون حاليًا كقبيلة الرتيمات في فلسطين.
- عامر: تنسب إليه قبائل العميرنيون، المعروفون اليوم بـ العمارين، ويتواجدون في الأردن، فلسطين، ومصر. يُذكر أنهم من بطون بني سليم، ومن فروع معاز.
- هرماس: تنسب إليه قبائل الهرماسيون. من هرماس، انحدر بطن الوحيديون، وهو فرع من بطون بني عقيل من معاز. تعرف هذه القبيلة حاليًا بـ الوحيدات، وتتواجد في فلسطين، شمال الأردن، ولبنان.
الامتداد التاريخي والتجمعات الكبرى لقبيلة العطوي
عند الحديث عن أصل قبيلة العطوي فان اسم بني عطية يضم اليوم عددًا كبيرًا من القبائل والعشائر التي تربطها أواصر النسب والتاريخ المشترك. من أبرز هذه القبائل: المعازة، الوحيدات، العمارين، الترابين، الرتيمات، الأحيوات، المساعيد، التياها، الرشيدات، الجبارات، السواركة، الحناجرة، والكعابنة. ويضاف إليهم جزء من قبيلة الحويطات.
تاريخيًا، كانت هذه القبائل تشكل جبهة واحدة في السلم والحرب تحت مسمى “قبائل بني عطية”، وخلّد التاريخ ذكرهم في العديد من الأحداث الهامة. لا يوجد حدث تاريخي بارز في الحجاز، الأردن، فلسطين، سيناء، أو حتى مصر الوسطى إلا وكان لهم فيه “نصيب الأسد”، مما يؤكد حضورهم القوي وتأثيرهم الفاعل على مسرح الأحداث في تلك المناطق.
أفخاذ بني عطية المعاصرة: استمرارية النسب
تعد الأفخاذ المعاصرة لقبيلة بني عطية امتدادًا طبيعيًا لجذورهم التاريخية، وهي تتفرع أساسًا من أبناء معاز الثلاثة:
- عطية الأكبر: الذي أعقب مزيدًا، وإليه تنسب قبائل المزيديون.
- عقيل: وتنسب إليه قبائل العقيليون.
- خميس (الأصغر): وتُنسب إليه قبائل الخمسيون.
من هؤلاء الأبناء الثلاثة، تفرعت قبائل بني عطية المعاصرة، والتي تشمل، على سبيل المثال لا الحصر:
- بنو سليم
- بنو عقيل
- بنو سعيدان
- بنو سبيتان
- بنو خضر
- بنو علي
- بنو سويلم
- المصابحة
- الفندل
- بنو رمضان
- بنو روضان
- العطيات
- بنو ربيل
تشير التقديرات إلى أن هذه البطون والأفخاذ قد تفرعت بدورها لتُشكل ما يقارب مائة وستون بطنًا وعشيرة داخل قبيلة بني عطية، مما يعكس كثافتهم العددية وتنوعهم العشائري.
ختاماً : كان هذا بحث مختصر عن أصل قبيلة العطوي وفروعها وتاريخها العريق في الجزيرة العربية.
مواضيع ذات صلة:
-
-
-
-
-
-
-
-
