يستعرض هذا المقال أسماء قبائل حراز نظرا لكون حراز تعد منطقة يمنية تاريخية عريقة، كانت تُعرف قديمًا باسم “مخلاف حراز” ضمن التقسيمات الإدارية لليمن في العصر الإسلامي، وذلك قبل سيطرة العثمانيين على البلاد عام 1538م واحتلال بريطانيا لعدن عام 1839م. سُميت حراز بهذا الاسم نسبةً إلى بطن من قبيلة حمير اليمنية العريقة، وتُعرف قراها أحيانًا باسم “حرازة”.
شهدت التقسيمات الإدارية في اليمن تحولات عبر التاريخ؛ فبعد أن كانت مقسمة إلى مخاليف، قسمها العثمانيون إلى ألوية تتفرع منها أقضية ونواحي. وفي العهد الجمهوري والوحدة اليمنية، تحولت هذه الألوية إلى محافظات والنواحي إلى مديريات.
من أبرز أسماء قبائل حراز المعروفة: الصليحي، الشاطر، النقيب، المحمدي، والصيفي. وتُعرف حراز كذلك بوجود أضرحة لطائفة البهرة، وهي إحدى الطوائف الإسماعيلية في اليمن. ونظرًا للطبيعة المنعزلة لبعض أبناء هذه الطائفة، فإن أسماء قبائل حراز قد لا تكون واسعة الانتشار أو معروفة بشكل كبير بين عامة الناس. وتُوثق المصادر التاريخية أن قبائل حراز هي قبائل حميرية الأصل، وتُنسب إلى حراز بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد، ويتصل نسبها إلى الهميسع بن حمير.
موقع حراز اليمن وحصن الحطيب
تتربع قرية الحُطيب اليمنية كلوحة فنية معلقة فوق السحاب في منطقة حراز الجبلية، لتربط بين محافظتي صنعاء والحديدة. هذه القرية الساحرة، التي تبعد حوالي 90 كيلومترًا عن العاصمة صنعاء، تُعد وجهة سياحية فريدة بفضل جمالها الطبيعي الخلاب وموقعها الاستراتيجي على قمة جبل حراز.
موقع الحطيب حراز
- الموقع والارتفاع: تقع الحُطيب ضمن مديرية مناخة في منطقة حراز الجبلية. على الرغم من أن الارتفاع الدقيق للقرية يختلف بين المصادر، حيث يُذكر غالبًا 3200 متر فوق سطح البحر، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن ارتفاعها يقارب 2700 متر، مما يمنحها إطلالة بانورامية لا مثيل لها فوق الغيوم.
- المناخ: على الرغم من ارتفاعها الشاهق، تتميز الحُطيب بمناخ دافئ ومعتدل، مما يجعلها مريحة للعيش والزيارة على مدار العام.
- الطابع المعماري: بُنيت مساكن الحُطيب من الحجر الرملي الأحمر، وتتميز بتراث معماري فريد يمزج بين الأصالة القديمة والحداثة. المنازل الحجرية التقليدية مبنية بأسلوب هندسي متناغم مع البيئة الجبلية المحيطة، وتُحاط القرية بأسوار عالية تشبه القلاع، مما يضفي عليها طابعًا تاريخيًا وأمنيًا.
- السكان: تسكن الحُطيب طائفة البهرة أو المكارمة، وهي طائفة مسلمة معروفة في المجتمع اليمني.
- القيمة التاريخية: اكتسبت الحُطيب أهميتها التاريخية من موقعها الاستراتيجي بين سهل تهامة الساحلي والبحر الأحمر، وإقليم الحجاز، ومدينة صنعاء. كانت نقطة توقف حيوية للقوافل التجارية عبر التاريخ. كما كانت معقلًا لآل الصليحي الذين بنوها في القرن الحادي عشر الميلادي، وشهدت ميلاد الملكة أروى بنت أحمد الصليحي التي حكمت اليمن لفترة.
- الوجهة الدينية والسياحية: تضم الحُطيب مزار وقبة حاتم محيي الدين التاريخية، والتي يتوافد عليها عشرات الآلاف من أتباع البهرة كل عام، مما يجعلها مركزًا دينيًا مهمًا وجاذبًا للسياحة.
- التراث العالمي لليونسكو: في عام 2002، أُدرجت قرية الحُطيب ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، كـ”موقع ذي قيمة عالمية استثنائية” في الفئة المختلطة (الطبيعية والثقافية)، مما يؤكد على أهميتها التاريخية والطبيعية.
مواضيع ذات صلة:
-
-
-
-
-
-
-
-
