مديرية بيحان قراءة في البعدين التاريخي والجغرافي

مبخوت السيفي
هي إحدى مديريات محافظة شبوة، وتقع في الجهة الشمالية الغربية للمحافظة وتبعد حوالي 210 كيلومترات عن عاصمتها مدينة عتق.
ظهرت بوادي بيحان دولة قتبان وعاصمتها تمنع. توسعت في فترة من فترات قوتها لتصل حدودها غرباً إلى البحر الأحمر وشمالا الى ذمار وجنوباً الى حدود مملكة اوسان في عدن.
دخلت في حلف مع الدولة السبئية ضد دولة أوسان وضمت معظم مناطقها بعد إنهيار الأخيرة كما دخلت في صراع مع دولة حضرموت شرق اليمن.
أختلف المؤرخون حول تاريخ محدد لنشأتها وعلى العموم نشأت في الفترة ما بين القرنين الثامن والخامس قبل الميلاد.
اشتهرت الدولة القتبانية بالتجارة والزراعة، وتشيد العمارة، وشق الطرق خاصة بينها وبين سبأ لتسهيل نقل قوافلهم التجارية، وأشهرها طريق مبلقة الذي شقه الملك يدع آب ذبيان. أختلف المؤرخون حول سقوط ونهاية قتبان لكن من المرجح انها انتهت في سنة 50 ق.م نتيجة صراعات داخلية ودخولها في صراعات مستمرة مع دول وممالك أخرى.
حاليا تبلغ مساحتة مديرية بيحان 616 كيلومترا مربع، وبجوارها من الشمال تقع مديرية عسيلان التي تضم حقل جنة والمعروف بثاني أكبر مخزون نفطي إحتياطي في اليمن ما جعلها منطقة استراتيجية.
كما تكمن أهمية بيحان انها تتميز بموقع جغرافي هام في أنها تقع على مفترق طرق بين ثلاث محافظات هي: مأرب والبيضاء وشبوة.
ولبيحان اهمية عسكرية كون طبيعتها متنوعة ما بين رمال وسهول منبسطة وكذا جبال عالية في أعلى الوادي.
وترتبط بشبكة من الخطوط الإسفلتية والرملية المختلفة، أهمها الطرق المؤدية الى مأرب، والساحل، وصافر، والبيضاء، كل هذه المميزات جعلت من بيحان ورقة عسكرية رابحة للمليشيا. أسقطت ميليشيات الحوثي في مارس 2015 مدينة “العليا” عاصمة مديرية بيحان، وكانت أول منطقة في محافظة شبوة يسيطرون عليها، ومنها توسعوا إلى مناطق أخرى، قبل أن يتم دحرهم منها في أغسطس/آب من ذات العام بعد انطلاق عاصفة الحزم، واستماتت المليشيات على سيطرتهم على بيحان وعسيلان، نظرا لأهميتها وما يمثله تواجدهم فيها.
ظلت ميليشيات الحوثي تعتمد على بيحان كخط إمداد رئيسي لجبهاتها وعامل تهديد للمحافظات المحررة.
وفي فجر يوم الجمعة الخامس عشر من ديسمبر من العام 2017 اطلقت قوات الجيش الوطني وباسناد من المقاومة الشعبية والتحالف الوطني، معركة تحرير مديريتي عسيلان وبيحان، حيث تقدمت القوات من المحور الغربي لمديرية عسيلان من اتجاه حيد بن شقبان ومدينة النقوب ومفرق السعدي، ثم تحركت القوة الى جبهة بيحان العليا وتمكنت من دخولها الساعة الرابعة عصرا من نفس اليوم.
حاولت المليشيات الاحتماء بالمدنيين واتخاذهم دروعا بشرية لمنع تقدم القوات الا ان الاهالي تصدوا لهم واجبروهم على الخروج. انتهت القوات بتحرير معظم المناطق في المديريتين، وعلى رأسها السليم وطوال السادة، والصفراء والنقوب ومفرق السعدي والصفحة، وحيد بن سفيان، والسبحة الداخلية، والمفرد، مفرق الدهولي، عكيد صوفة، مفرق مبلقة، ووادي خِر.
وتم قطع طرق الإمداد عن الميليشيات القادمة من البيضاء بالكامل، بعد السيطرة على الطريق الاسفلتي بين المحافظتين. وبهذه الحصيلة تكون القوات الشرعية قد سيطرت على 90% من بيحان، خلال ما يقارب 14 ساعة، ولم يتبق فيها سوى جيوب قليلة للانقلابيين في الاطراف النهائية لمديرية العليا التي بتطهيرها تكون بيحان قد تحررت بالكامل.
وفي تاريخ 24 ديسمبر من العام 2017م يعلن الجيش الوطني تطهير مديرية بيحان ويؤكد بان شبوه اصبحت محررة بالكامل، وان الجيش الوطني اصبح في اولى مناطق محافظة البيضاء. لتنهي بذلك معاناة ابناء مديريات بيحان جراء الاحتلال الحوثي لها منذ منتصف مارس 2015م، بعد بقاءهم فيها ما يقارب ثلاث سنوات، توقفت فيها الخدمات الاساسية واغُلقت الطرقات الرئيسية من قبل الميلشيات وتم تفجير المدارس وعدد من المساجد ودور القران الكريم.
كانت معركة التحرير بمشاركة قوات اللواء 26 مشاة واللواء 19 واللواء 21، التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة.
خاض الجيش الوطني في محور بيحان, معركة مصيريه، حشدت لها المليشيات من أقوى تشكيلاتها المدربة والمعدة بأحدث الأسلحة والقناصات.
اتضحت أهمية هذه الجبهة بالنسبة لها، من مدى الترتيب، والتكتيك المتبع، ونوع السلاح، وطريقة التخندق، والتمويه، والكثافة البشرية لدى مليشيا الحوثي، وأيضا نشرهم لأعداد كبيرة من الرشاشات والمدافع والمعدات الثقيلة والهاوون، بالإضافة الى سبعة قناصين، وترسانة كبيرة من السلاح و الصواريخ الموجهة والحرارية حسب ما وجد من أغلفتها المستخدمة والسليمة في المواقع المحررة، وطريقة التلغيم التي أستخدمت فيها كل أنواع الخدع والمهارات، فالألغام لم تكن شبيهة لسابقاتها من ناحية التمويه، والشكل، او المادة المتفجرة، بل صُممت وفُصلت على طبيعة الأرض، منها ماهو على شكل الصخور، ومنها ماهو أقرب لرمال الصحراء، فيما انتزعت الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني ألآف الالغام من المناطق المحررة التي استشهد فيها العشرات من الاهالي بعد عملية التحرير. بعد سيطرة مليشيا الحوثي على عقبة القنذع بتاريخ 20 يوليو 2021 م تقريبا.
أستطاعت المليشيا أن يسيطر على مديرية بيحان ناريا في تاريخ10 سبتمبر 2021 حاولت الميليشيا استعادة السيطرة على مديرية بيحان، بعد طردها منها.
وعلى ٳثر ذلك ظهرت مطالبات من مدنيين لقيادة القوات المشتركة ووزارة الدفاع ومحافظ شبوة بأخذ الحيطة والاستعداد لمواجهة المليشيا التي كانت قد بدٲت بحشد عتادها وزنابيلها المغرر بهم ٳلى راس جبل جبهة القنذع للحفاظ على بيحان من السقوط ما سيؤدي بالضرورة لسقوط حريب بمارب.. والمديريتان كما يعلم العارفون تعتبران بوابتان جنوبية لمأرب وشمالية غربية لشبوة.
وفي يوم الثلاثاء الساعة 12 ظهرا تاريخ 21 من شهر 9 سبتمبر من العام 2021 الحوثي يسيطر على مركز مديرية بيحان، تزامنا مع تقدم الحوثي بجبهة مديرية عين بشبوة.
وفي نهاية شهر اكتوبر حاولت قوات الشرعية التقدم صوب بيحان ولكن القوة تراجعت.
وفي يوم الاربعاء 1 ديسمبر 2021 م شن الجيش الوطني عملية هجومية على مواقع للمليشيا في مواقع (الساق) ومن خلال الهجوم تمت السيطرة ناريا على أجزاء من الخط الرابط بين مديريتي حريب – بيحان أي الخط ما بين منطقتي (مجبجب – الساق)
وفي يوم الاثنين بتاريخ 27 ديسمبر 2021م قوات عسكرية من ألوية العمالقة تصل إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة قادمة من الساحل الغربي لتنفيذ معركة تحرير المحافظة.
وفي صباح يوم الخميس 30 ديسمبر 2021 م مليشيا الحوثي تستهدف معسكر خمومة بمديرية مرخة بمحافظة شبوة مما أسفر عن سقوط ما يقارب 10 شهداء من جنود العمالقة وعشرات الجرحى وبعده بساعات نفذت قوات ألوية العمالقة أول هجوم لها على مواقع المليشيا الحوثية بمديرية عسيلان.ضمن عملية عسكرية تستهدف تحريره مديريات عسيلان وبيحان وعين بالكامل.
وفي يوم الثلاثاء 4 يناير 2022 م حققت قوات ألوية العمالقة، انتصارات ميدانية مهمة في مديرية عسيلان.
وفي يوم الاربعاء 5 يناير 2022 تقصف المليشيات منزلاً في بيحان خلف سقوط 14 جندياً وجرح العشرات من المدنيين.
وفي اليوم نفسه تمكنت قوات العمالقة والجيش الوطني والمقاومة الشعبية، مسنودة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن من تحرير معسكر اللواء 163 مشاة، الواقع في مديرية عسيلان، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد المليشيا الحوثية كما تم استعادة مواقع ومناطق قريبة من المعسكر أبرزها مناطق السليم، والعلم، والصفراء، حسب ما نشرته صحيفة الجيش “سبتمبر نت” والمركز الاعلامي التابع لوزارة الدفاع.
وبهذا باتت عسيلان محررة من مليشيا الحوثي الإرهابية ومنها توجهت قوات العمالقة صوب مدينة العليا في بيحان لتحريرها، بعد نجاحها اليوم التالي في استعادة السيطرة على مفرق السعدي الاستراتيجي بمديرية بيحان الرابط بين محافظتي شبوة ومأرب وبالتحديد في صباح اليوم الخميس 6 يناير 2022.
في مساء يوم الجمعة الموافق 7 يناير 2022م الساعة السابعة مساءا محافظ محافظة شبوه يعلن تحرير مركز مديرية بيحان بشبوه. تعتبر قوات ألوية العمالقة، قوة ضاربة تمرست على هزائم الانقلابيين الحوثيين، وأوجعتهم في الساحل الغربي.
وفقا لمصادر عسكرية لموقع “سكاي نيوز عربية” إن قوات العمالقة تتشكل من 17 لواءً، ويصل قوامها لنحو 50 ألف مقاتل. وكشفت المصادر أن القوات التي جرى نقلها لشبوة هي ضمن قوات الاحتياط في ألوية العمالقة، وعبارة عن وحدات متحركة يمكنها تنفيذ أعمال قتالية في أي مكان بحسب أوامر قادتها “أي أنها قوات للتدخل السريع”.
المعقل الرئيسي لقوات ألوية العمالقة في مدينة المخا وتنتشر ألويتها في جبهات الساحل الغربي، ومؤخرا في جبهات شبوة، ولها وجود رمزي في جبهات الضالع.

