مديرية الصلو تعز

تقع مديرية الصلو في محافظة تعز ويمتزج ذكر هذه المديرية بتاريخها العريق وحضارتها الضاربة وجبالها التي تحتضن واحدة من عجائب اليمن قلعة الدملؤة.
مديرية الصلو تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة تعز عاصمة المحافظة، ويتجاوز عدد سكانها اليوم مائة ألف نسمة، وتمتد المديرية على مساحة شاسعة من الأرض تبلغ 89.3 كم2 .
وصف الهمداني في كتابه مديرية الصلو بأنها جبل وواد خصيب التربة كثير الينابيع متنوع المحاصيل والثمار، ويأتي اسم الصلو مقترنا مع واحد من أهم جبال الصلو وهو جبل ابي المغلي الذي يقع في الجهة الشرقية من المديرية.
تجاور مديرية الصلو ست مديريات من مديريات محافظة تعز، اذا تقع مديرية الصلو جنوب مديرية خدير، وتقع مديرية الصلو شمال مديرية المواسط ومديرية حيفان، وتقع مديرية الصلو غرب مديرية خدير وحيفان، وإلى الشرق من مديرية الصلو تقع مديرية المواسط.
عزل مديريات الصلو
تتكون مديرية الصلو من (11) عزلة و(65) قرية أهمها ( الضعه، الضباء، الودر، الضهرين، الشرف، القابله، قرية الصعيد، قرية المنصورة، حمدة، الحريبه، الحقيب ،الأشعوب، والعكيشة)و تتباين العزل من حيث مساحتها وسكانها.
مديرية الصلو تشتهر بالنشاط الزراعي وخصوصا زراعة زراعة الذرة الرقيقة والغرب والذرة البيضاء بالاضافة الي بعض انواع الحبوب الاخري وقليل من القرى تزرع القات حيث يستورد من خارج المديرية وتزع كذلك حب العزيز او ما يسمي بالفول السوداني وبعض الخضروات والفواكه مثل الموز والخوخ (الفرسك) .
وقد اشتهرت مديرية الصلو قديماً بمنتجات زراعية ارتبطت باسم المديرية لشهرتها كالبصل والبطاط والجزر الأحمر واللوز (الفول السوداني) ذو المذاق المتميز.
بالإضافة إلى النشاط الزراعي تمارس في المديرية بعض الصناعات التقليدية مثل :
- صناعة الباروت الذي ما يزال يستخدمه اليمنيون في تفجير وتفتيت الصخور لغرض البناء حيث اشتهرت بعض قرى المديرية في عزلة الأشعوب التي تقع في الصلو بصناعة هذه المادة التفجيرية حتى صار يطلق على كل من يسكن في تلك القرى لقب (مبورت) نسبة إلى مادة البارود.
- صناعة السكر الأحمر والصليط
يصنع من خام قصب السكر الخالص وبذور السمسم وتشتهر بذلك عزلة الحريبة، وللأسف فإن هذه الصناعة وغيرها من الصناعات بدأت بالاندثار ولم يبق ممن يجيدها إلا القليل. - إستخراج الرخام :
تزخر الأطراف الشمالية من المديرية بالصخور الرخامية التي تعد من أفضل أنواع الرخام في اليمن. حيث يتم استخراج الرخام من منطقه الودر ومنطقه القبيبة بالتحديد وتوجد كسارة تقوم بعمل اللازم وتجهيزها للمصانع الصغيرة خارج المنطقه وتتميز الصلو بالجبال الشاهقه وتنوع الاحجار .
المعالم التاريخية لمديرية الصلو
تعتبر مديرية الصلو من أغنى مديريات الجمهورية اليمنية بالمعالم التاريخية والأثرية القديمة التي ما زالت منها بعض الأطلال المندثرة والأحجار المتناثرة للحصون والقلاع والأسوار المهدمة والسقايات العجيبة المنحوتة في الصخر الصلب وبعض الأحجار الضخمة التي نقشت فيها الآيات المختلفة والعبارات والزخارف وغيرها من أنواع الخطوط الحميرية التي تدل على حضارة هذه المديرية التي سكن فيها الكثير من ملوك اليمن بل سكنها أحياناً الأيوبيين والعثمانيين وغيرهم من غير اليمنيين، وهو ما أشارت إليه المراجع التاريخية، فهذه الآثار والمعالم التاريخية المتواجدة في مديرية الصلو تعبر عن حضارة عريقة ضاربة جذورها في التاريخ اليمني القديم، إضافة إلى ذلك توجد فيها العديد من القباب والمزارات وغيرها، والصلو جبل ووادٍ ذو تربة خصبة، وكثيرة الينابيع والعيون، ومحاصيلها الزراعية متنوعة من الثمار المختلفة والخضروات وغيرها، ويذكر في بعض المراجع التاريخية أن منطقة الصلو وحتى وقت قريب كان يوجد فيها حوالي (360)نهير سريع الجريان وكانت المياه تكفي لقيام زراعة مروية طيلة العام، وكانت الصلو تموَّن دمنة خدير والقبيطة وجزءاً كبيراً من مناطق الحجرية بجميع أنواع الخضروات، مثل: البصل، البطاطس، ومنها البطاطس الحلوة، الطماطم، الفجل، الخيار، القثاء، والثوم، والجزر الأصفر وغيرها. كما كانت تنمو في الصلو الفواكه مثل: الموز الجوافة الخوخ الرمان التين التركي، فضلاً عن زراعة الحبوب والبقوليات بأنواعها المختلفة.
من أهم المعالم التاريخية والأثرية في الصلو
وتعتبر مديرية الصلو من أغنى مديريات الجمهورية اليمنية بالمعالم التاريخية والأثرية القديمة التي ما زالت منها بعض الأطلال المندثرة والأحجار المتناثرة للحصون والقلاع والأسوار المهدمة والسقايات العجيبة المنحوتة في الصخر الصلب وبعض الأحجار الضخمة التي نقشت فيها الآيات المختلفة والعبارات والزخارف وغيرها من أنواع الخطوط الحميرية التي تدل على حضارة هذه المديرية التي سكن فيها الكثير من ملوك اليمن بل أحياناً سكنها الملوك العرب مثل بني أيوب والعثمانيين وغيرهم، وقد تحدثت بهذا الكثير من الكتب الأثرية، ومن أهم هذه المعالم التاريخية والأثرية الآتي:
- قلعة الدملؤه: بضم الدال المهملة وسكون الميم وضم اللام وفتح الواو وقد تجعل مكانها همزة ثم هاء، قال ياقوت في قاموسه: حصن عظيم باليمن كان يسكنه آل زُريع المتغلبون على تلك النواحي، وقد تواترت المعلومات والإشارات عن المؤرخين الإخباريين حول قلعة الدملؤه نظراً لموقعها الطبيعي الحصين وإضافة تحصينات دفاعية متينة حولها من قبل حكام الدول التي تعاقبت عليها مما زاد من شهرتها. وقد أشار “الهمداني” إلى أن الدملؤه من عجائب اليمن التي ليس في بلد مثلها، وكانت بيت ذخائر الملوك وأموالهم، وللدملوة تاريخ طويل مشهور، وقد لعبت أدواراً بطولية مجيدة ولها أخبار وحكايات تضمنتها كتب التاريخ، ويُذكر أنه كان لها كتاباً تاريخياً يسمى (ضوء الشمعة في تاريخ الجمنون والقلعة) ولا يزال إلى الآن مفقود، وأتمنى على محبي التراث اليمني أن يساهموا في البحث عنه، لعله يثري التاريخ بمعلومات لم تتطرق إليها المراجع التاريخية الحديثة.. وقد ارتبط اسم قلعة الدملؤه بأبن المغلس وهو أحد أهم الزعماء المحليين المواليين لدولة آل زريع في عدن القرن الخامس عشر للميلاد. والباحث المطلع على المواصفات الهندسية لبناء هذه القلعة أو الحصن يجد أن مواصفات هندسة بناء وطريق الحصن تكتسب خاصية معمارية مميزة، فهو من الخارج قد صمم أولاً بطريقة فريدة ومحكمة تتناسب مع موقع جبل قور الاستراتيجي المجاور لها وقد اختار له المصمم الموقع الطبوغرافي المناسب داخل ساحة قمة الجبل المخروطي الشكل ومتعدد الأضلاع بحيث لا توجد ثغرة ما قد تشكل منفذاً إلى الحصن بأي حال من الأحوال، وهو مالم يتوفر عمله في بعض القلاع والحصون الدفاعية اليمنية القديمة التي يلجأ أصحابها عادة إلى استحداث وسائل استحكام أمنية إضافة على هيئة أبراج حماية تقام على خصر الجبل، أو عند بعض تعرجات طرقه المتخفية. لذا يصعب من هذه الناحية التسلل إلى داخل الحصن فضلاً عن أن الطريق إليه صعبة، محكمة الصنع ومعقدة ومكشوفة في نفس الوقت أمام المدافعين عنها من داخل الحصن أو موقع الحراسة السفلي، حيث أن أي محاولة من هذا القبيل معرضة للفشل الذريع.
وقد وصفت قلعة الدملوه في كتب التاريخ وصفاً مفصلاً فهي؛ قلعة ابن أبي المُغلس التي يتم الطلوع إليها بسُلمين في السلم الأسفل منهما أربع عشرة ضِلعاً والثاني فوق ذلك أربع عشرة ضِلعاً بينهما المُطبَق وبيت الحرس على المُطبَق بينهما، ورأس القلعة يكون اربعمائة ذراع في مثلها فيها المنازل والدور وفيها شجرة تدهى الكُلْهُمَه تُظِل مائة رجل وهي أشبه الشجر بالتُّمَار، وفيها مسجد جامع فيه منبر وهذه القلعة ثنية من جبل الصِّلو يكون سَمْكها وحدُّها من ناحية الجبل الذي هي منفردة منه مائة ذراع عن جنوبيها وهي عن شرقيها من خَدير إلى رأس القلعة مسيرة سدس يوم ساعتين، وكذلك هي من شماليها مما يَصلى وادي الجنات وسوق الجُؤة ومن غربيها بالضعف مما هي من يمانيها في السمك وبها مرابط خيل صاحبها وحصنه في الجبل الذي هي منفردة منه أعني الصلو بينهما غَلَوة قوس ومنهلها الذي يشرب منه أهل القلعة مع السُّلّم الأسفل غيل بمأجل عَذى خفيف عذب لا بعده، وفيه كفايتهم، وباب القلعة في شمالي القلعة، وفي رأس القلعة بركة لطيفة ومياه هذه القلعة تهبط إلى وادي الجنات من شمالها ثم المآتي شمال سوق الجُؤة إلى خدير ووادي الجنات هذا يشبه في الصفة وادي ضهر وهو كثير الغيول والمآجل والمسايل فيه الأعناب والورس مختلطة في أعاليه مع جميع الفواكه وأسفله جامع للمَوز وقصب السكر والأترج والخيار والذُّرة والقِثاء والكزبرة وغير ذلك. وقال الشاعر الكبير المرحوم محمد بن زياد الماربي، الذي عاش في عهد أبا السعود بن زُريع، مادحاً له:
يا ناظري قل لي تراه كما هوَه،
إني لأحسبه تَقَمَّصَ لُؤلُوَة
ما إن نظرت بزاخر في شامخ،
حتى رأيتك جالساً في الدملوة
ويذكر الباحث الأستاذ/محمد محمد الشعيبي – أطال الله عمره – في كتابه (اليمن الظواهر الطبيعية والمعالم الأثرية) أن الأمر ألتبس على بعض المؤرخين العرب فأطلقوا على حصن الدملوه أسم (منيف ذبحان) وهو أسم الجبل الذي يجاور جبل الصلو من ناحية الغرب، كما أطلق عليه أخرون أسم حصن (القور) وذلك لوقوعه أيضاً وتعملقه على قمة جبل (القور) هذا المشرف بدوره على وادي ذبحان والأراضي المحيطة به وحيث يسيطر من على تلك القمة على المناطق المجاورة، وينفذ ببصره على خطوط المواصلات العامة التي تتشابك مع بعضها بين كل منطقة وأخرى، بما في ذلك داخل جبال منطقة ذبحان نفسها.
وتاريخياً يُذكر أنه في فترة حكم الدولة الصليحية (439-532هـ) تمكن الملك المرحوم ، أول موحد لليمن بعد الإسلام، “علي بن محمد الصليحي” من الاستيلاء على قلعة الدملؤه بعد صراع عنيف وحصار طويل لحامية “بني نجاح” التي كانت مسيطرة على القلعة عام (452هـ).
ويشير الأستاذ المرحوم “محمد يحيى الحداد” في كتابه “تاريخ اليمن السياسي” أن “منصور بن المفضل بن أبي البركات” سلم “محمد بن سبأ” ما كان ينظره من المعاقل والمدن التي انتقلت إليه بعد وفاة السيدة “أروى بنت أحمد الصليحي”، واتخذ “محمد بن سبأ” قلعة الدملؤه مقراً رئيسياً له وأقام فيها إلى أن توفي عام (548هـ) واستمر بعده سيطرة “بني زريع” على قلعة الدملؤه في عهد السلطان “عمر بن محمد بن سبأ” الملقب بالمكرم إلى عام (560هـ)، وخلال عهد الدولة الرسولية يشير “الخزرجي” في كتابه “العقود اللؤلؤية” إلى أن الملك المظفر “يوسف بن عمر” أستولى على قلعة الدملؤه عام (648هـ)، وظلت تحت سيطرة ملوك بني رسول حيث دلت على ذلك الشواهد الآثرية المتناثرة حول الحصن منها عتبة المدخل المؤرخ عام (778هـ)، وهي كتلة حجرية ضخمة طولها حوالي (1.8م)، وعرضها حوالي (60سم) مكسورة نصفين عليها كتابة بخط النسخ البارز تتألف من ثلاث أسطر تقرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم أنا فتحنا لك فتحاً مبيناً، أمر بعمارته مولانا ومالك عصرنا السلطان بن السلطان العالم العادل ضرغام الإسلام غياث الأنام سلطان الحرمين والهند واليمن مولانا السلطان الأفضل من الأنام والملك المجاهد أمير المؤمنين “العباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي رسول” خلد الله ملكه ونصره، رفعت العتبة المباركة بتاريخ الرابع والعشرين من رجب الأصم سنة (ثمان وستين وسبعمائة) مؤيداً بالنصر والتوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم) وتوالى الاهتمام بالحصن في الفترات اللاحقة للدولة الرسولية حيث دعى الإمام “محمد بن أحمد بن الحسين أبي القاسم” المعروف “بصاحب المواهب” دعى لنفسه عام (1098هـ) من حصن المنصورة بالصلو وأعلن الإمامة خلفاً لأبيه.
وذكر الأستاذ/ محمد الشعيبي – أطال الله عمره – أن تاريخ هذه القلعة ارتبط بالدول اليمنية القديمة كالدولة الحميرية التي لا تزال بعض الأسوار موجودة، وتشهد اليوم بفن ومهارة البناء المعماري اليمن القديم. ومن المؤكد أن بها الكثير من الكنوز والخبايا ما تزال مدفونة بداخلها، لم يستطع أحد أن يعثر عليها حتى الآن، فقد أصبحت المسالك المؤدية إليها منعدمة وصعبة المرور فيها، وذلك بسبب تهدم الطريق التي كانت تسلك منها وإليها، إضافةً إلى تهدم مدرجاتها التي كانت من الصخر الصلب، والتي كانت تمتد حتى باب القلعة الذي يقع في الجهة الشمالية للقلعة..
- الجوة: وردت أول مرة في نقش النصر ضمن قائمة مدن المعافر ويذكر الهمداني: “من عمل المعافر فالرأس فيها والسلطان عليها آل ذي المغلس الهمداني ثم المرَّاني من ولد عمير ذي مران قيل همدان”، وقد ضبطها الجندي بضم الجيم وهمزة على الواو مفتوحة ثم ها، وذكرها الحموي، وحدد موقعها قرب الجند، على سفح الصلو وكانت مساكن الملوك كما أوردها القاضي المرحوم محمد علي الأكوع في تحقيقه لكتاب (صفة جزيرة العرب) بأنها تقع في جبل الصلو تحت قلعة الدملوة كانت مدينة عامرة، وهي تسمى الجمنون كما يشير الأكوع في حاشية قرة العيون، يتصل نسبهم بالملوك التبابعة.

