ينابيع

قصة إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد

روى الأستاذ عارف حجاوي في برنامج سيداتي سادتي على قناة العربي قصة إرم ذات العماد كما لم يروها أحد من قبل قال :
خرج عبد الله بن قلابة الأنصاري يريد الشام فتاه في الصحراء وظل يمشي حتى جن عليه الليل فرفع رداءه على عصاه ونام تحته ، وحين أصبح رأى قصورا عظيمة حولها حصونا مشيدة فطلبها ، فوصل إليها ، فلما رآها دهش وبهت .
لقد وجد قصورا من ذهب ويواقيت وأحجارا كريمة وجواهر ، فقال في نفسه:
ـ هذه تشبه الجنة التي وعد الله بها عباده المتقين في الآخرة ، فقصد بابا من أبوابها ، فلما وصل إليه أناخ راحلته، ودخل المدينة، فرأى تلك القصور والأنهار والأشجار ، ولم ير في المدينة أحدا.

فقال :
ــ أذهب إلى معاوية ابن أبي سفيان في الشام وأخبره بهذه المدينة وما فيها، ثم حمل معه شيئا من تلك الجواهر واليواقيت في وعاء ، وجعله على راحلته وعلم على المدينة علامة ، وقال قربها من جبل عدن كذا، ومن الجهة الفلانية كذا ، ثم دخل على معاوية رضي الله تعالى عنه بدمشق، وأخبره بجميع ما رآه .

فقال له معاوية :
ــ في اليقظة رأيتها أم في المنام؟
قال:
ــ بل في اليقظة، وقد حملت إليك من جواهرها وذهبها ، وأخرج له شيئا مما حمله من الجواهر واليواقيت فتعجب معاوية من ذلك ، وأسكنه بدارا قرب قصره وفي اليوم التالي أرسل معاوية إلى كعب الأحبار – وكان عنده علم من التوراة وأخبار الأولين- ، فلما دخل عليه قال له معاوية يا أبا إسحاق: هل بلغك أن في الدنيا مدينة من ذهب؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين، وقد ذكرها الله عز وجل في القرآن لنبيه صلى الله عليه وسلم بقوله عز من قائل: ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد”.

وقد أخفاها الله تعالى عن أعين الناس، وسيدخلها رجل من هذه الأمة يقال له عبد الله بن قلابة الأنصاري، ثم التفت، فرأى عبد الله بن قلابة.

فقال: ها هو يا أمير المؤمنين، وصفه واسمه في التوراة، ولا يدخلها أحد بعده إلى يوم القيامة.
وقصتها أن الملك شداد بن عاد جمع الذهب والجواهر من أنحاء مملكته وقرر بناء جنة في الدنيا وجمع إليها العمال المهرة من كل الدنيا فلما تم بناء إرم وسار إليها ظن هو وقومه بالله ظن السوء فأهلكهم الله بصيحة من عنده وأخفى إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد والله أعلم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock