قحطان محمد الشعبي (1923م- 1981م )

كتب: توفيق السامعي

مناضل وثائر وسياسي وأول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في الفترة من 1967م إلى 1969م والتي عرفت فيما بعد بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

ولد في وادي شعب، أحد أودية مدينة طور الباحة عاصمة إقليم الصبيحة عام 1923.

مارس العمل السياسي وهو في سن الشباب عندما كان طالباً جامعياً بالسودان، وعقب 26 سبتمبر 1962م انتقل قحطان من القاهرة إلى صنعاء, وعُين مستشاراً للرئيس عبد الله السلال لشؤون الجنوب المحتل، وتم دعم الجنوبيين لثورة 26 سبتمبر في الشمال، وأرسل المتطوعون لدعم الثورة في كل من الحديدة وحجة وإب.

وبعد مضي عام من ثورة 26 سبتمبر، تم الاتفاق في صنعاء بين قحطان الشعبي وشخصيات جنوبية مع السلال وبدعم من الرئيس المصري جمال عبدالناصر للتنسيق للثورة ضد الاحتلال البريطاني، وتكوين هيئة إدارية تتولى إدارة الثورة برئاسة قحطان نفسه، وانتقل النضال من الشمال إلى الجنوب، واستقبلت تعز مجموعات ثورية وتشكيلات مسلحة لتدريبها في معسكرات تعز ثم انطلاقتها لتفجير الثورة في الجنوب.

في 13 أكتوبر 1963هاجمت قوات لحكومة الاتحاد الفدرالي للجنوب مجموعة من مشيخة القطيبي بردفان, وقتل في الهجوم الإتحادي اثنان من أهل ردفان (أحدهما الشيخ راجح غالب لبوزة العائد من الشمال) وفي مساء اليوم التالي 14 أكتوبر كتب الشعبي من فوره بياناً باسم الجبهة يعلن ثورة تحرير الجنوب ابتداءً من 14 أكتوبر 1963.

قدم قحطان أول دعم “شخصي” للمقاتلين بردفان استغل قحطان أحداث ردفان فقام بتحويلها من مجرد انتفاضة قبلية إلى ثورة مسلحة لتحرير الجنوب كله.

في يناير 1964 أوصل قحطان بنفسه إلى جبهة القتال بردفان (عبر قعطبة) أول قافلة دعم عسكري وإنساني مقدم باسم الجبهة القومية.

إحتجزته السلطات المصرية وظل قحطان محتجزاً بمصر حتى وقعت نكبة 1967 ثم سمح عبدالناصر بعدها بالعودة.

بدأت مباحثات الاستقلال في 21 نوفمبر 1967، وفي صباح 28 نوفمبر عقدت الجلسة الأخيرة, وعند ظهيرة يوم 29 نوفمبر 1967 وقع قحطان الشعبي ولورد شاكلتون على اتفاقية استقلال جنوب اليمن وذلك بعد احتلال بريطاني للجنوب دام نحو 129 عاماً بدأ باحتلال عدن في 19 يناير 1839 وانتهى بخروج آخر قوات للاحتلال في 29 نوفمبر 1967م.

ألقى الرئيس قحطان الشعبي بيان إعلان الاستقلال في (مدينة الشعب)، وفي نفس اليوم شكل حكومة صغيرة من 13 وزارة برئاسته.

إتسم عهد الرئيس قحطان الشعبي بالاعتدال وكان عهده أبيضاً ثم تم الانقلاب عليه من قبل مجموعة يسارية في حزبه على رأسها سالم ربيع علي، وقدم قحطان استقالته إلى القيادة العامة للجبهة القومية من كافة مناصبه في 22 يونيو 1969.

تم اعتقال قحطان في “معتقل الفتح” بحي التواهي بعدن في أواخرمارس1970، ثم نقل إلى كوخ خشبي بمنطقة دار الرئاسة، وظل معتقلاً انفرادياً بدون محاكمة أو تحقيق أو حتى تهمة حتى أعلنت السلطة في عدن عن وفاته في 7/7/1981 عن 57 عاماً، وهناك رواية أنه تم اغتياله اغتيالاً داخل الكوخ الذي حبس فيه.

من عاصر عهده وصفه بأنه كان العصر الذهبي للجنوب؛ وكان حمدي الجنوب، كان نزيهاً محباً لوطنه حريصاً على بنائه على المثل والقيم الثورية والعلمية والتوعية، وكان محبوب الجماهير أقرب إلى نفوسهم من كل من حكم الجنوب قبله أو بعده.

Exit mobile version