قبيلة الأنصار : جذور عريقة وامتداد حضاري عبر التاريخ والجغرافيا

تعد قبيلة الأنصار، بتاريخها العريق وإسهاماتها الجليلة، إحدى الركائز الأساسية لشعب الأزد الكهلاني السبئي، المنحدر من العرب القحطانية. فمنذ فجر الإسلام، شهدت أرض الكنانة، مصر، استقرار أفخاذ من هذه القبيلة الأصيلة، حاملةً معها إرثًا من الشرف والسبق في الجاهلية والإسلام.

ينتسب الأنصار إلى بني الأوس والخزرج، وهما ابنا حارثة بن ثعلبة البهلول بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة العنقاء بن مازن بن الأزد (الجد الجامع لقبائل الأزد) بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان بن قحطان. إن هذا النسب الشريف يربطهم بأصول راسخة في التاريخ العربي.

وقد عُرف الأوس والخزرج مجتمعين بلقب “الأنصار”، بينما كان يُطلق عليهم في الجاهلية اسم “بنو قيلة” نسبة إلى والدتهم الشريفة. ورغم أن الخزرج كانوا يتمتعون بأعداد أكبر، إلا أن اسم “بني الخزرج” قد يُطلق على القبيلتين معًا في بعض الأحيان. وقد استوطنوا يثرب، الواقعة على بعد نحو ستمائة كيلومتر شمال مكة المكرمة.

ومع بزوغ فجر الإسلام، تبدّل اسم يثرب ليصبح “مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم”، ونال أهلها التكريم الإلهي بتسميتهم “الأنصار”، وهو اسم يحمل في طياته معاني النصرة والتأييد. فقد وهبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرتهم الخالصة وحمايتهم الصادقة من كل سوء، حتى أتمّ تبليغ رسالته وأداء أمانته.

تقبّل الله جهادهم وتضحياتهم العظيمة في سبيل نصرة الدين الحق. ويشهد التاريخ على بيعتهم الصادقة يوم العقبة، حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جزائهم إن هم وفوا بما عليهم من نصرة ومنعة، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم كلمة موجزة تحمل أسمى معاني الأجر: “الجنة”. وإننا نشهد أنهم صدقوا في بيعتهم، ونسأل الله تعالى أن يبلغهم أعلى مراتب الجنة بفضله وكرمه. وقد أثنى عليهم الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز:

﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ 1 عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9].  

حضور الأنصار في المملكة العربية السعودية: امتداد وتأثير

تتجلى امتدادات قبيلة الأنصار في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، حيث أسهمت العديد من الأسر والعائلات المنحدرة منهم في بناء المجتمع وخدمته في شتى المجالات. ومن أبرز هذه الأسر:

  1. أسرة الشريدة: ذات الأصول الخزرجية الأزدية القحطانية، والتي هاجرت من المدينة المنورة واستقرت في القصيم (القصب، جلاجل، ثم بريدة). وقد تجلى كرم هذه الأسرة وعراقتها في استضافتها للتجمع التاريخي الأخير لأسر الأنصار في المملكة، برعاية كريمة من عميدها الشيخ عبدالله الصالح الشريدة. ولهم مواقف تاريخية مشرفة مع مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود وأبنائه، وإسهامات جليلة في خدمة أهالي بريدة والمجتمع.
  2. آل نافع: المنتشرون في شمال أفريقيا وغربها (مالي، المغرب، الجزائر، ليبيا، موريتانيا، النيجر) بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية. يعود نسبهم إلى بني الأحمر من سلالة قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الساعدي الأنصاري رضي الله عنه. ويقوم عميدهم في المملكة، الشيخ عبدالرحمن الأنصاري، بجهود مباركة منذ عام 1410هـ في تعارف الأنصار وتوثيق أنسابهم من خلال “صفحات الأنصار”، “شبكة منتديات الأنصار”، وكتب ومؤلفات تعنى بالشعر وتاريخ الأنصار.
  3. آل معتاز: من بني النجار الخزرج، وعميدهم الشيخ عبدالله محمد المعتاز. تُذكر لهم الريادة في تنظيم أول لقاء جامع لأسر الأنصار في المملكة بعنيزة عام 1427هـ. ويُبذل المستشار أسامة محمد المعتاز الأنصاري جهودًا في التعريف بالأسرة والأنصار عمومًا، كونه من أوائل الباحثين الذين أسسوا التواصل بين الأسر الأنصارية.
  4. أسرة آل عبيد: القاطنة في القصب وجلاجل والرياض، والمنحدرة من عبيد بن عامر الخزرجي من ذرية الصحابي الجليل عبادة بن الصامت الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه. وقد بذلت هذه الأسرة جهودًا مبكرة في التعارف والتواصل بقيادة عميدها الأستاذ عبدالله ناصر العبيد، الذي يحتفظ بوثائق تاريخية هامة.
  5. آل رافع بن خديج رضي الله عنه الأوسية: المتواجدون في دارين ورأس تنورة والجبيل والكويت وقطر. عميدهم في المملكة الشيخ جاسم الأنصاري، وفي الكويت العم إسماعيل الأنصاري. وقد ساهم الباحث القدير الأستاذ سعود عبدالعزيز الأنصاري رحمه الله والدكتور أحمد عبدالكريم الأنصاري في التعريف بالأنصار، بالإضافة إلى تنظيم لقاء عام لهم في الجبيل عام 1428هـ.
  6. الشيوخ الأنصار في الحجاز: (هدى الشام، وادي فاطمة، الجموم، الكامل، مكة، جدة)، وهم عدة بطون تشمل ذوي عبدالوهاب، ذوي مليح، القديرات، ذوي مهمل، ذوي دغلوب، ذوي النجل، ذوي دويش، وذوي زيني. شيخ الأنصار بهدى الشام هو الشيخ يحيى عابد الأنصاري، بينما يتولى الشيخ الدكتور عمر بن عبدالله الأنصاري مشيخة الأنصار بوادي فاطمة.
  7. آل الصويغ: من بني النجار الخزرج في ضرماء والرياض وحائل والشرقية والمدينة المنورة. عميدهم الشيخ فهد إبراهيم الصويغ، وهو باحث قدير في أنساب بني النجار، جمع العديد من الوثائق الهامة وله مساهمات وجهود كبيرة في تعارف وتواصل الأنصار منذ وقت مبكر، حيث سافر داخل المملكة وخارجها لجمع الوثائق واستضاف العديد من اللقاءات في منزله.
  8. أسرة الموسى: من بني النجار الخزرج في الفرعة وشقراء والرياض. عرّف بهم الشيخ بندر بن عبدالله الموسى، الباحث القدير في تاريخ الأسرة، والذي جمع وثائق هامة وساهم في تعزيز التعارف والتواصل بين الأنصار، كما استضاف لقاءً لبعض رموز الأسر الأنصارية.
  9. آل حماد: من بني ساعدة، من ذرية سيد الخزرج سعد بن عبادة رضي الله عنه، في الدرعية والرياض. وهم من عقب العلامة عبدالله بن سليمان الحماد الساعدي الخزرجي الأنصاري، إمام مسجد الطريف.
  10. آل جامع: أسرة خزرجية أزدية قحطانية في القصب والرياض، يلتقون مع أسرة الشريدة في النسب القريب. عُرف بهم الشيخ سعود الجامع، الباحث القدير الذي له مساهمات في تعارف وتواصل الأنصار.
  11. أسرة آل منصور: القاطنة في الحريق والرياض، وهي خزرجية أزدية قحطانية من بني النجار الخزرج، من ذرية الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه. وجدهم هو القاضي العلامة الشيخ عبدالرحمن بن منصور بن ثمان بن أحمد بن حسين الخزرجي.
  12. آل جمعة: القاطنة في حوطة بني تميم والرياض، من بني عوف، ومن ذرية الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
  13. السبعي: في جازان، وينسبون إلى سبيع بن عامر من أحفاد سعد بن عبادة الساعدي الخزرجي الأنصاري، وكذلك بني عمومتهم وجيرانهم: آل النمازي وآل الشرواني وبنوهتان. ولهم جهود في التعريف بأنفسهم وبالأنصار من خلال الدكتور سامي النمازي وغيره.
  14. المطوع: الذين خرجوا من المدينة المنورة واتجهوا نحو نجد، وسكنوا شقراء ثم وادي الدواسر ثم استقروا في خميس مشيط. هم من بني النجار الخزرج، ويُعرفون بـ (عائلة المطوع ابن سليمان)، ويُعدون من أعمدة الاقتصاد التجاري في منطقة عسير ومن أبرز رجال الأعمال فيها. ولهم جهود في التعريف بأنفسهم من خلال الشيخ عبدالعزيز المطوع، الباحث المهتم بتواصل الأنصار.
  15. آل زين الدين نجم الدين قطب الدين الأنصاري: في المدينة المنورة وينبع، ويرجع نسبهم إلى أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري.
  16. آل هارون: في المنطقة الشرقية والخليج، ويرجع نسبهم إلى جابر بن عبدالله بن حرام الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه. ولهم جهود في التعريف بأنفسهم من خلال الباحثين القديرين: جلال وجمال الهارون.
  17. آل عبدالقادر: في السعودية (الأحساء والمبرز والشرقية) وباقي دول الخليج، ويرجع نسبهم إلى أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
  18. في مدينة الجبيل: الشيخ عثمان بن عبدالله بن عبدالرحمن الخزرجي الأنصاري، من ذرية سيد الخزرج سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه. وقد عرف بهم الأستاذ إبراهيم بن عثمان الأنصاري.
  19. بيت الأنصاري في المدينة المنورة: من أسرة الزرندي نسبة إلى قرية زرند القريبة من وادي القرى.
  20. الأيوبي واليعقوبي والساعدي من أهل السوق: في شمال أفريقيا وغربها ومكة والمدينة والرياض (بعضهم فقط من الأنصار). ويرجع نسبهم إلى أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ويعقوب الأنصاري، وسعد بن عبادة رضي الله عنه سيد الخزرج.
  21. أسرة النجار: خزرجية من بني النجار أخوال الرسول صلى الله عليه وسلم. ترجع إلى جدهم عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن النجار، الذي خرج من المدينة في بدايات القرن العاشر الهجري إلى نجد واستوطن الرياض، ثم استقر بهم المقام في الجبيل والكويت.
  22. أسرة آل الصويغ: في الخرج وحوطة بني تميم والدلم والسيح واليمامة وغيرها، من ذرية الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وجدهم عبدالله الصويغ بن محمد بن عامر الخزرجي، الذي انتقل من المدينة وسكن الدلم.
  23. أسرة الخزرج بالرس: ترجع إلى جدهم محمد بن عبدالله الخزرج، الذي كان يسكن حوش خميس بالمدينة المنورة. وقد انتشرت فروع هذه الأسرة في عدد من مدن المملكة. عُرف بهم الأستاذ مشعل عبدالرحمن الخزرج.
  24. آل السخاخني: أسرة مكية قدمت من مصر واستقرت في مكة المكرمة في القرن الثالث عشر الهجري، ويرجع نسبهم لبني حرام ذرية جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما.

تاريخ الأنصار في مصر: بصمات راسخة في أرض الكنانة

لم يقتصر حضور الأنصار على يثرب وشبه الجزيرة العربية، بل امتدت فروع منهم مع الفتوحات الإسلامية لتستقر في الشام والعراق ومصر، حيث كان لهم تجمع كبير.

وقد انحاز الأنصار في مصر إلى الفريق المطالب بالثأر لقتلة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقد سعى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لاستمالتهم بتأمير سيدهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري عليهم. وبعد فترة من اعتزال الفتنة، أخرج الأنصار والي مصر الذي خلف قيسًا. وقد استقر الأنصار في الدلتا والصعيد، تاركين بصمات واضحة في محافظات مصر المختلفة. ومن أبرز تجمعاتهم وفروعهم التي تعرف عليها الباحثون حتى الآن:

الأنصار بالدلتا:

الأنصار بمحافظة القليوبية:

الأنصار بمحافظة الشرقية:

الأنصار بمحافظة الغربية:

الأنصار بمحافظة البحيرة:

الأنصار بمحافظة المنوفية:

الأنصار بمحافظة الدقهلية:

الأنصار بمحافظة دمياط:

الأنصار بالصعيد:

مواضيع ذات صلة:

قبيلة بني خالد قبائل الكويت الهوله وش يرجعون
شجرة مطيررمز قبيلة مطيرفخوذ العتبان
قبيلة العجمان قبائل الدواسرالعبدلي وش يرجع 
غامد الهيلا قبيلة عتيبة قبائل نجد 
رمز قبيلة غامد قبيلة العجمينسب قبيلة حرب 
قبيلة غامد انسابها وديارهافخوذ قبيلة جهينة نسب قبيلة جهينة 
الحراجين وش يرجعون المطرفي وش يرجع قبيلة بلقرن 
قبيلة الغياثي قبيلة بني مهدي قبيلة يام الهمدانية
الجرفالي وش يرجعقبيلة هذيلاكبر قبائل الجنوب
قبيلة بني مالك قسرقبيلة شهرانالبقوم وش يرجعون
قبيلة اكلب وش ترجعشجرة قبيلة الاشراف كاملةقبيلة بلي نسبها وفروعها
Exit mobile version