قبائل عمان : عددها والقابها وتاريخها السياسي

يستعرض هذا المقال قبائل عمان اذ تُعد سلطنة عُمان فسيفساء ثقافية غنية، تتشكل من نسيج مجتمعي فريد تتصدره القبائل العريقة. هذه القبائل، التي تختلف في أنسابها بين القحطانيين والعدنانيين، ليست مجرد تجمعات سكانية، بل هي كيانات راسخة لعبت دورًا محوريًا في تشكيل تاريخ السلطنة وحاضرها. يتجلى هذا التنوع في عددها الذي يتجاوز 229 قبيلة، لكل منها هويتها ولقبها الخاص.

قائمة بأبرز قبائل عمان وألقابها

تزخر سلطنة عُمان بالعديد من القبائل المعروفة، إليك قائمة بأشهرها مع ألقابها:

الدور السياسي لـ قبائل عمان: تاريخ من التعاون والبناء

لم تكن نشأة قبائل عمان مجرد تفصيل اجتماعي، بل كانت جزءًا لا يتجزأ من النسيج السياسي للدولة. لقد أثبت التاريخ على مدار أكثر من 1500 عام أن القبيلة هي الحاضنة الأولى والأساسية للدولة العمانية.

ارتبطت عُمان ارتباطًا وثيقًا بالقبيلة، وظهر ذلك جليًا خلال مراحل التطور والنمو والازدهار التي مرت بها السلطنة عبر القرون. العديد من الحكام العمانيين، الذين تعاقبوا على حكم السلطنة، انتموا إلى قبائل مختلفة مثل اليحمد، بنو خروص، النبهانية، اليعاربة، والخليلي. وتُعد قبيلة آل بوسعيد آخر القبائل التي حكمت عُمان، حيث بدأت حكمها منذ عام 1744م وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وشهدت على يديها تأسيس عُمان الحديثة.

عُمان: تاريخٌ وحضارةٌ تمتد لخمسة آلاف عام

تحفل سلطنة عُمان بتاريخ عريق يمتد لأكثر من 5000 عام، شهدت خلالها البلاد حضارات مزدهرة وأحداثًا تاريخية عديدة، مما أسهم في تقدمها وتنوع ثقافاتها وعلومها.

وفقًا لتقرير وزارة التراث والسياحة العمانية، عُرفت أرض عُمان بأسماء عديدة أبرزها ماجان ومزون، وذلك لدورها التجاري الواسع وعلاقاتها الممتدة مع مختلف بلدان العالم. كان للعمانيين نفوذ واسع في شرق آسيا وغربها، وحتى في القارة الأفريقية، حيث اتخذوا من زنجبار عاصمة لهم. ويُضرب بهم المثل في بطولاتهم البحرية والبرية عبر التاريخ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك نجاحهم في طرد البرتغاليين من أراضيها. يزخر التاريخ العماني بالعديد من الإنجازات والثروات الفكرية التي ساهمت في بناء الإنسان العماني، فقد برز العديد من العلماء والأدباء العمانيين في مجالات متنوعة.

من استوطن عُمان أولاً؟ رحلة عبر العصور

مثل غيرها من البلدان ذات الموقع الجغرافي المتميز، استوطن العديد من الأمم عُمان عبر التاريخ. يُعد السومريون أول قبائل عمان واول من سكنها، وهم من قاموا باستخراج النحاس من أراضيها، وأطلقوا عليها اسم “بلاد ماجان” أي “بلاد النحاس”، وذلك قبل أربعة آلاف سنة.

بعد السومريين، جاء الكلدانيون ليشكلوا قوة كبرى ضمن قبائل عمان واستقروا في عُمان لسنوات طويلة، ثم تولى الفرس زمام الأمور لقرون عديدة تجاوزت السبعة، حتى تم إخراجهم. تلاهم قوم عاد، الذين وفدوا من الجزيرة العربية بموجات متتالية، وكانت الأحقاف مركز زعامتهم.

تشير المصادر التاريخية إلى أن عُمان بن يفثان بن إبراهيم هو أول من سكن عُمان وبناها. ثم عاش العرب القحطانيون فيها ردحًا من الزمن، وظلت إمارة مستقلة ذات أهمية في كل عصر.

تجاوز عدد الأمم التي استوطنت عُمان قبل القحطانيين العشر أمم على الأقل، منها: السومريون، الكلدانيون، العاديون، الفينيقيون، الآشوريون، البابليون، الفارسيون، الجديسيون، الأزديون الأولون، الفرس الأخيرون، ومن ثم الأزد الأخيرون بقيادة مالك بن فهم الذي نجح في طرد الفرس من عُمان.

القبيلة والدولة: علاقة متطورة في عُمان الحديثة

يُشير تقرير نشره موقع (فنك) الهولندي إلى أن الدولة في عُمان وُلدت في أحضان القبيلة ولا تزال في أحضانها. ومع ذلك، شهدت العلاقة بين الطرفين الكثير من التبدلات، خاصة خلال المئتي عام الماضية، وتحديدًا مع دخول لاعبين آخرين على خط العلاقة بين القبيلة والدولة، أهمها القوى الدولية.

شهد عام 1996 منعطفًا بارزًا في علاقة الدولة العمانية بالقبيلة، وذلك عندما صدر لأول مرة في تاريخ عُمان دستور مكتوب سمي “النظام الأساسي للدولة”. هذا الدستور نقل الثقل في ميزان العلاقة لصالح الدولة، وبدأ معه تراجع الدور السياسي للقبيلة في هذا البلد.

تؤكد الدكتورة بدرية بنت محمد النبهانية، الباحثة في التاريخ وعضوة مجلس إدارة الجمعية التاريخية العمانية، أن القبيلة في عُمان عبر تاريخها الطويل أدت أدوارًا عديدة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وشكلت نواة المجتمع الأساس. كما تشير إلى أن عُمان بطبيعتها هي نسيج مجتمعي من مختلف القبائل ذات الأصول المتعددة، حيث شكل الأزد أول من استوطنها من القيادات السياسية القادمة من الجنوب، في حين شكل النزارية ثقلاً سياسيًا ودينيًا مساندًا لقوة الأزد الحاكمة في أغلب فترات التاريخ العماني.

تضيف النبهانية أن القبيلة أدت دورًا كبيرًا في التاريخ العماني، إيجابًا أحيانًا وسلبًا أحيانًا أخرى. وتُشيد بالفكر السياسي العماني القديم الذي نجح في إيجاد التوازنات بين مختلف القبائل على الصعيد السياسي.

حول مستقبل دور القبائل مع التطور الذي تشهده السلطنة، تقول النبهانية إن الدولة اليوم تسير وفق الأطر التي بُني عليها الفكر السياسي العماني منذ القدم، وهو تأصيل دور القبيلة فيما يتعلق بأدوارها الاجتماعية المساندة لدور مؤسسات الدولة المدنية الأخرى، وفق منظومة القوانين والتشريعات. ومع تنامي الدور الذي حددته الدولة لمكاتب المحافظين ومتابعتهم للولاة، ستظل الأدوار ثابتة وواضحة للجميع، مع استمرار الدولة في تعزيز مبادئ المواطنة لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، لتبقى عُمان أولاً فوق القبيلة وفوق الانتماءات الأخرى.

مواضيع قد تهمك

قبيلة بني خالد قبائل الكويت الهوله وش يرجعون
شجرة مطيررمز قبيلة مطيرفخوذ العتبان
قبيلة العجمان قبائل الدواسرالعبدلي وش يرجع 
غامد الهيلا قبيلة عتيبة قبائل نجد 
رمز قبيلة غامد قبيلة العجمينسب قبيلة حرب 
قبيلة غامد انسابها وديارهافخوذ قبيلة جهينة نسب قبيلة جهينة 
Exit mobile version