ينابيع

فضل الرباط فى سبيل الله

روى مسلم عن سلمان قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : “رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذى كان يعمله وأجرى عليه رزقه وأمن من الفتان ” . [رواه مسلم (1913)]والرباط يضاعف أجره لصاحبه يوم القيامة لقوله عليه الصلاة والسلام :”وإن مات أجرى عليه عمله” ، وقد جاء مفسراً مبيناً فى كتاب الترمذى عن فضالة بن عبيد الله عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال :”كل ميت يختم على عمله إلا الذى مات مرابطاً فى سبيل الله ، فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويأمن من فتنة القبر” .[رواه أبو داود(2483) ، والترمذى (1671) ، ووصححه ، والحاكم (2/144) ، وقال : صحيح على شرط الشيخين] .
وقال : حديث حسن صحيح ، وأخرجه أبو داود بمعناه وقال : “يؤمن من فتانى القبر” ولا معنى للنماء إلا المضاعفة وهى غير موقوفة على سبب فتنقطع بانقطاعه ، بل هى فضل دائم من الله تعالى لأن أعمال البر لا يتمكن منها إلا بالسلامة من العدو والتحرز منهم بحراسته وإقامة شعائر الإسلام ، وهذا العمل الذى يجرى عليه ثوابه هو ما كان يعمله من الأعمال الصالحة .
وخرجه ابن ماجه بإسناد صحيح عن أبى هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال :”من مات مرابطاً فى سبيل الله أجرى عليه عمله الصالح الذى كان يعمل وأجرى عليه رزقه وأمن من الفتان ويبعثه الله أميناً من الفزع الأكبر” .[رواه ابن ماجه(2767) ، وإسناده صحيح] .
وخرج أبو نعيم عن جبير بن بكير وكبير بن مرة وعمرو بن الأسود عن العرباض بن سارية (رضى الله عنه) : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : “كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط فى سبيل الله ، فإنه ينمى عليه عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم الحساب” .[رواه أبو نعيم (5/157) ، وصححه الشيخ الألبانى رحمه الله] .
وفى هذا الحديث وحديث فضالة بن عبيد قيد ثان : وهو : الموت حالة الرباط . والله أعلم
والرباط هو الملازمة فى سبيل الله ، مأخوذ من ربط الخيل ثم سمى ملازم لثغر من ثغور المسلمين : مرابطاً . فارساً كان أو راجلاً ، واللفظة مأخوذة من الرباط فى سبيل الله ، والرباط اللغوى هو الأول ، وهو الذى يشخص إلى ثغر من الثغور ليرابط فيه مدة ما ، فأما سكان الثغور دائماً بأهلهم الذين يعمرون ويكتسبون هناك ، فهم وإن كانوا حماة فليسوا بمرابطين . قال علماؤنا ، وقد بيناه فى كتاب الجامع لأحكام القرآن من سورة آل عمران والحمد لله .
[منقول]

اللهم ارحم من مات مرابطاً فى سبيلك وارزقه رفقة النبى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) فى الجنة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock