شجرة شمر سنجارة
تنحدر شجرة شمر سنجارة من عشيرة زوبع إحدى الركائز الأساسية في قبيلة شمر الكبيرة، حيث تتشعب منها بطون رئيسية تنبثق عنها بدورها فخوذ متعددة. وفي هذا السياق، نسلط الضوء على أحد هذين البطنين الهامين، وهو بطن سنجارة، لاستجلاء تفرعاته العشائرية وتكوينه القبلي.
شجرة سنجارة
شجرة شمر سنجارة تتكون من خمسة فروع وينضوي تحت لواء شجرة شمر سنجارة خمسة أفخاذ رئيسية، لكل منها ثقله وتاريخه الخاص ضمن النسيج الشمري، وهي: الثابت، الزامل، الزميل، الغفلية، وزوبع (الفرع الذي يحمل اسم العشيرة الأم، مما يدل على أهميته). وفيما يلي تفصيل لتفرعات هذه الأفخاذ:
- فخذ الثابت: يتميز بكونه من الفروع الكبيرة والمؤثرة في سنجارة، ويتكون من أربعة فروع أساسية هي:
- التومان: الذين يُعدون في بعض الأحيان فرقة مستقلة بذاتها نظرًا لثقلهم، ويتزعمهم حاليًا الشيخ نواف بن بندر التمياط والشيخ مشل بن برغش التمياط، ونخوتهم المميزة هي “المساعيد” نسبة إلى جدهم مسعود. ويتفرع منهم: الأوضاح (بزعامة نواف التمياط)، والهدبة (بزعامة مطلك بن عايش)، والربعة (بزعامة سعد بن سطام الربع)، وغالبهم يتواجدون في منطقة الموصل.
- النجم: ويتولى رئاستهم حاليًا الشيخ موسى بن الحاج جعفر بن مهنا بن برغش بن ماضي بن مهنا بن مغامس بن محمد بن عبدعلي بن عشعوش بن جنديل بن شمس بن محمد بن عبدالكريم بن نجم بن ثابت بن زوبع بن سنجارة بن شمر (وفقًا لوثيقة الشيخ عجيل الياور عام 1935م). ويتفرع منهم آل متيتة (بزعامة ابن رطني) وآل دجارة (بزعامة ابن جديان وابن عزام).
- العمار: ويتزعمهم ابن محيثل، وينقسمون إلى العجارشة (بزعامة العجرش/مطلك) والذياب (بزعامة ابن محيثل، الذي كان سابقًا رئيسًا لكافة فخذ الثابت).
- الزرعة: ويتولى رئاستهم الشيخ متعب الأحدب، ويتفرعون إلى آل عكبة (أو بكعة، بزعامة الأوضيح) وآل جاسم (الحدبان بزعامة رؤساء الثابت، وآل وسيد) والحذانا.
- فرع الزميل: يُعد من الفروع الهامة في سنجارة، وينبثق منه تسعة فروع رئيسية تُظهر عمق التفرع العشائري: الثنيان (بزعامة بابج بن ثنيان)، والرمحان، والشيحة، والذرفان (بزعامة الذرفي)، والنمصان، والشلقان (بزعامة الشيخ جاسب العبجلي)، والنبهان (بزعامة جاسم بن رخيص)، والشمروخ، والسلمان (بزعامة ابن سمير)، بالإضافة إلى فروع أخرى مثل العفاريت، والضفير (منهم محمد الضفيري)، وآل الضو (بزعامة حسبان الضوي)، والخمسان (بزعامة حواس بن خمسان)، واللواحق (بزعامة اللاحقي)، والرخيص (بزعامة عيادة بن رخيص)، وآل أبي سعد. وقد قسمهم صاحب كتاب “قلب الجزيرة” إلى آل سهيل (بفروعهم آل سلمان، وآل شيحا، والأبي سعد، والضرفان، والنمسان، والمغافل، والربظان، والسلقان) والنبهان (بفروعهم الشمروخ، والخمسان، والوضنان، وآل كويس، وآل ضو).
- فخذ الزامل: يتكون من فرعين رئيسيين هما:
- الفداغة: الذين يُعدون أحيانًا من زوبع الأم نظرًا لقربهم الشديد منهم. ونخوتهم المميزة هي “بلهه فديغي” أو “خيال البلهه فديغي” و “كلايع زوبع”. وكان رئيسهم الأصلي هجر بن وتيد، ويتواجد قسم كبير منهم حاليًا في أراضي اليوسفية بزعامة سهيل المهاوش ورعد المهاوش.
- ويتفرعون إلى الزملات (بزعامة غديف أبو الوأ/الجيس)، والحمير (آل غريب بزعامة هجر بن وتيد، والمطعاي/المطعات بزعامة خليف اللكلك، والرثعة بزعامة حيزان، وآل سيد بزعامة سليمان بن جابر)، والطيور (آل كدور وآل نابت/النوابت بزعامة ابن كدور)، وآل سويد (بزعامة الحمزي، ويُعد كل الفداغة منهم، ويُعرف القادمون من نجد إلى سنجارة في العراق بآل كدور). وذكر “قلب الجزيرة” فروعًا أخرى لهم مثل الفضلي، والكريشة، والحرابدة، والدغيم (بزعامة ابن عبد العزيز)، والرعجان، والغفيلة (الرمال بزعامة غضبان بن رمال، والجرذان بزعامة العيبان المايج/دمنان بن مزيريج، وآل كني بزعامة ابن مسطح، والمزيريب). كما ذكر لهم “قلب جزيرة العرب” أسماء أخرى مثل آل جارد، وآل حازم، وآل سليط، وآل كلاب، والعمور، وآل زبيد، وآل بو علي، وآل رحام، مشيرًا إلى منازلهم في أجا وبيضا نثيل وسلمى.
- فرع الغفيلة: يتألف من ثلاثة فروع رئيسية هي: القني، والرمال (بزعامة غضبان بن رمال كما ذكر في فخذ الفداغة، مما قد يشير إلى تداخل أو فرع مشترك)، والمحتار.
- فخذ زوبع: وهو الفخذ الذي يحمل اسم العشيرة الأم، ويتكون من خمسة فروع هي: الحمام، والرموث، والنمور، والكدادة، والحرصة.
شجرة الزايدي ( زايدة )
يُعد بطن زايدة الفرع الثاني الرئيسي من عشيرة زوبع، ويتكون من ثلاثة أفخاذ أساسية هي:
- فخذ الخرصة: ويتكون من البريك، والهضبة، والغشم، والعليان. وتُشير بعض المصادر إلى أن عشيرة الخرصة كانت المركز الرئيسي للقيادة في قبيلة شمر.
- فخذ العمود: ويتفرع منهم التجاغفة، والخلف، والغضي.
- فرع الصبحي: ومنهم الميامين، والخماس، والشواريق، والحريرة.
المراكز الحضارية والامتداد التاريخي والجغرافي لقبيلة شمر
تُعتبر قبيلة شمر من القبائل العربية ذات الجذور العميقة في تاريخ الجزيرة العربية، حيث كانت منطقة حائل مركزًا حيويًا لاستقرارها ونفوذها، وللقبائل البدوية بشكل عام. وتمتد جذورها التاريخية لآلاف السنين، وربما تعود إلى عصور ما قبل الحضارة البابلية.
وقد انتشرت قبيلة شمر على نطاق واسع في شبه الجزيرة العربية والعراق وسوريا والأردن والكويت وقطر والإمارات، مما يعكس أهميتها وتأثيرها في المنطقة. ويُنسب أصلها إلى يعرب بن قحطان، الذي يُعتبر تقليديًا أول من نطق بالعربية الفصحى. وقد شهدت المنطقة التي استقرت فيها تحولات جغرافية وثقافية كبيرة عبر التاريخ.
في القرن السادس عشر الميلادي، بدأت هجرة شمر بشكل ملحوظ نحو العراق، وانتقلت رئاستها إلى أسرة آل جربا في القرن الثالث عشر الهجري (الموافق للقرن التاسع عشر الميلادي)، حيث لعبت دورًا بارزًا في تاريخ القبائل العراقية والمنطقة بشكل عام.
مواضيع ذات صلة:
فخوذ قبيلة شمر: النشأة التاريخية والامتداد الجغرافي
النظام القبلي والإداري في شمر
كانت قبيلة شمر نموذجًا للنظام القبلي العريق في الجزيرة العربية، حيث استند هيكلها التنظيمي على تقاليد راسخة. ويُقدر عدد خيامها في فترات قوتها ما بين 11,000 و12,000 خيمة، مما يدل على حجمها وقوتها البشرية.
- هيكل القيادة القبلية: تميزت شمر بنظام قيادة هرمي دقيق، يقوم على:
- الشيوخ: الذين يمثلون أعلى سلطة في القبيلة أو العشيرة أو الفخذ، ويتولون مسؤولية اتخاذ القرارات الهامة وتمثيل جماعتهم.
- مجالس العشائر والفخوذ: التي تُعقد للتشاور وتبادل الآراء في مختلف القضايا التي تهم الجماعة.
- نظام وراثي في القيادة: حيث تنتقل المشيخة غالبًا في نطاق أسر معينة تتمتع بالاحترام والتقدير.
- القدرة القتالية: التي كانت تُقدر بحوالي 20,000 رمح في أوقات قوتها، مما يعكس أهميتها العسكرية في المنطقة. وقد برزت عائلة الجرباء كإحدى أقدم وأبرز العائلات الحاكمة في القبيلة.
- نظام الحكم العرفي: اعتمدت شمر على نظام حكم عرفي متجذر في التقاليد والأعراف القبلية، ويشمل:
- فض النزاعات بالطرق التقليدية: من خلال مجالس الصلح والتحكيم التي تستند إلى الأعراف القبلية المتعارف عليها.
- احترام تسلسل السلطة القبلية: حيث يتم الالتزام بقرارات الشيوخ والقيادات القبلية.
- الحفاظ على التقاليد الموروثة: في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية.
وتشير بعض المصادر إلى أن الغالبية العظمى من قبيلة شمر (أكثر من 90%) تنتمي إلى الأصول القحطانية.
امتداد قبيلة شمر في الدول العربية
يُعد انتشار قبيلة شمر في العديد من الدول العربية دليلًا على أهمية العشائر العربية ودورها في تشكيل الخريطة الاجتماعية والسياسية للمنطقة. ويتجلى تواجدها القوي في:
- المملكة العربية السعودية: حيث تُعتبر منطقة حائل مركزها الرئيسي وعمقها التاريخي.
- العراق: حيث تنتشر بشكل واسع في المناطق الشمالية والغربية، ولها تاريخ طويل من التأثير والنفوذ.
- سوريا والأردن والكويت وقطر والإمارات: حيث توجد فروع وعشائر شمّرية ذات روابط قبلية متينة مع الأصل.
ويعكس وجود مراكز للقبيلة في هذه المناطق عمق التاريخ القبلي وأهمية الهجرات المتعددة التي ساهمت في انتشارها على مدى أكثر من خمسة قرون.
وعلى الرغم من التباعد الجغرافي، حافظت قبيلة شمر على وحدتها وتماسكها بفضل الروابط الثقافية والعرفية المشتركة التي تجمع أفرادها في مختلف الدول.
مواضيع ذات صلة:
قبيلة شمر الأسلم: التاريخ والنفوذ في جبل شمر والعراق
بنو سنبس والحريث الطائية : تتبع أنساب وتاريخ فروع قبيلة طيء العريقة
شجرة قبيلة سنجارة تأكيد على الإرث والقوة
تظل شجرة شمر سنجارة من زوبع إحدى أهم وأعرق العشائر العربية التي استطاعت الحفاظ على تراثها وهويتها عبر القرون. وتعود جذورها إلى أعماق التاريخ العربي، وتتكون من أفخاذ رئيسية كزوبع وعبده والأسلم، وقد لعبت دورًا محوريًا في المشهد القبلي في الجزيرة العربية وخارجها.
وبفضل صمودها وقوتها، نجحت قبيلة شمر في الحفاظ على تقاليدها وقيمها الأصيلة، وامتدت فروعها في مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية والعراق والشام، مُظهرة بذلك عراقتها وكرمها وشجاعتها.
تُمثل قبيلة شمر مثالًا حيًا على قوة الإرث القبلي العربي وقدرته على التكيف مع التحولات المعاصرة، مما يجعلها نموذجًا فريدًا للتراث القبلي في تاريخ المنطقة.
الأسئلة الشائعة حول قبيلة شمر
- ما هي أصول قبيلة شمر التاريخية؟ قبيلة شمر من القبائل العربية العريقة التي تنتمي إلى النسب العدناني، وتتميز بتاريخ طويل ومُشرّف في شبه الجزيرة العربية، حيث تركزت بشكل رئيسي في المناطق الشمالية والصحراوية، وأنجبت العديد من الشخصيات البارزة في التاريخ.
- ما هي أهم أفخاذ قبيلة شمر؟ تتكون قبيلة شمر من ثلاث عشائر رئيسية ذات ثقل تاريخي واجتماعي كبير: عشيرة زوبع، وعشيرة عبده، وعشيرة الأسلم. وتتفرع من هذه العشائر بطون وفروع متعددة لكل منها تاريخها ومكانتها.
- كيف يمكن تصنيف النظام القبلي في شمر؟ يعتمد النظام القبلي في شمر على هيكل تنظيمي متين ومعقد، حيث يتم اختيار القادة والشيوخ وفقًا لمعايير الحكمة، والمكانة الاجتماعية، والنسب العريق، والقدرة على تحمل المسؤولية، مما يضمن استمرار القيادة الرشيدة.
- ما هي المناطق الجغرافية الرئيسية لتواجد قبيلة شمر؟ تنتشر قبيلة شمر في مناطق جغرافية واسعة، تشمل شمال المملكة العربية السعودية (منطقة حائل) التي تُعتبر مركز ثقلها التاريخي، والعراق (خاصة المناطق الشمالية والغربية) حيث لها امتداد وتأثير كبير، بالإضافة إلى تواجد فروع لها في سوريا والأردن والكويت وقطر والإمارات.
- ما أهمية التحالفات التاريخية لقبيلة شمر؟ لعبت قبيلة شمر دورًا حيويًا في التحالفات القبلية في المنطقة، حيث كانت تسعى للحفاظ على مصالحها وحماية أراضيها وتأمين نفوذها من خلال إقامة علاقات تحالف استراتيجية مع القبائل المجاورة، مما أثر في موازين القوى القبلية.
- كيف تحافظ قبيلة شمر على عاداتها وتقاليدها؟ تحافظ القبيلة على تقاليدها وعاداتها الأصيلة من خلال التمسك بالقيم البدوية النبيلة، وممارسة الأعراف الموروثة في الضيافة والكرم والشجاعة والنخوة والوفاء بالعهود، وتوريث هذه القيم للأجيال اللاحقة عبر التنشئة الاجتماعية والمناسبات القبلية.
- ما هو الدور التاريخي لقبيلة شمر في الجزيرة العربية؟ لعبت قبيلة شمر دورًا محوريًا ومؤثرًا في تاريخ الجزيرة العربية على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاجتماعية، حيث كان لها تأثير كبير في صناعة الأحداث التاريخية في المنطقة، وبرز منها قادة وشخصيات تركت بصمات واضحة في التاريخ.
علاقة شجرة قبيلة سنجارة وعلاقتها بزوبع:
يُشير النص إلى أن شجرة شمر سنجارة وعشيرة زوبع تنتميان إلى “نجار واحد” وتسكنان نجدًا والعراق. ويُقال إن أصل تسمية سنجارة يعود إلى أمَة ربت جدهم الأول، فسموا باسمها. ونخوتهم العامة هي “زوبع” والخاصة “جدعة” أو “خيال الجدعة ذريبي”. وينتمون إلى محمد الحريث من طيء، ويحفظون نسبهم هذا. ويُعتقد أن اتفاقهم مع بقية شمر الطائية يعود إلى أصولهم القحطانية المشتركة.
ملاحظات حول كتاب “قلب الجزيرة” و “عنوان المجد”:
يُشير المقال إلى أن صاحب كتاب “قلب الجزيرة” اعتبر التومان قبيلة مستقلة من شمر، بينما ذكر الحيدري في كتابه “عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد” والآلوسي الفروع والقبائل دون تفريق بين الأصل والفرع، مما يدل على التداخل والتشابك في تقسيمات القبائل العربية.
مواضيع ذات صلة:
