سد مأرب القديم .. أحد أقدم السدود المائية في العالم

يعود تاريخ إنشاء سد مأرب القديم إلى بديات الألفيّةِ الأولى قبل الميلاد، يعتبر واحداً من أهم السدود في الجمهورية اليمنية، حيث كان فيما مضى يروي ما يزيد ثمانيةً وتسعين ألف كيلومتر مربع.,بني السد من حجارةٍ تم اقتطاعها من صخور الجبال، واستخدم الجبس لربط تلك القطع الصخرية ببعضها البعض، وتمّ استخدام قضبانٍ على شكلٍ أسطواني مصنوعة من الرصاص والنحاس، تمّ وضعها في ثقوب الصخور حيث تصبح كالمسمار ويتم دمجها بصخرة تتطابق معها، وذلك لضمان مقاومة السد لخطر الزلازل والسيول العنيفة، ومقاومته لكل هذه العوامل.
……..
سد مأرب شاهد على الحضارة اليمنية
منذ ما قبل التأريخ، اشتهر سد مأرب العظيم في اليمن، باعتباره احدى العجائب الهندسية في العالم القديم، وأحد أقدم السدود المائية في العصور القديمة.
وما يزال سد مارب القديم حتى اليوم -برغم اندثاره- يشكل جزءً أساسياً من الحضارة اليمنية، والحضارة العربية القديمة على حد سواء.
وفقاً لتقرير مجلة ناشيونال جيوجرافيك، يعد سد مأرب أعجوبة هندسية لمدينة ملكة سبأ، فقد تم تشييد سد مأرب القديم في الصحراء حول مأرب، والتي كانت أكبر مدينة في جنوب الجزيرة العربية القديمة.
وبحسب المعلومات، كان سد مأرب القديم يروي قرابة 98,000 كيلومتر مربع من الأراضي والحقول الزراعية، وكان يبلغ ارتفاع جدار السد قرابة 15 متر.
ويمتد هذا الجدار المبني من الطين والحجر والحديد، على زاوية منفرجة من الجنوب إلى الشمال بمسافة عرض تبلغ حوالي 650 متر. وهو ضعف طول سد هوفر وهو من السدود الحديثة في الولايات المتحدة الامريكية، والذي شيد خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت سنة 1931. يبلغ عرض سد هوفر 200 متر فقط.
عليها المخطط الهندسي الذي هو عبارة عن حائط حجري ضخم أقيم في مربط الدم عند مخرج السيل من الوادي، وبني على زاوية منفرجة، ممتدًا من الجنوب إلى الشمال بمسافة 650 مترًا، وله فتحات وأبواب تُفتح وتُغلق حسب الحاجة لمرور الماء منها المسايل المتصلة بها لإرواء الحقول والبساتين والمزارع.
تهدّم سد مأرب العظيم يعد حدثا تاريخيا، ذكر في القرآن الكريم بقوله تعالى «لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ، فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ». وترتّب على تهدّم سد مأرب فشل نظام الري، وهو ما أدى إلى نزوح الكثير من السكان عن مناطق مأرب وأدى ذلك لهجرة ما يتجاوز 50.000 شخص من اليمن إلى مناطق أخرى في شبه الجزيرة العربية، حيث تعود أصول أغلب القبائل العربية هناك إلى اليمن.
……
تاريخ سد مأرب القديم
تقول المصادر التاريخية المنشورة في الشبكة العنكبوتية: إن تاريخ سد مارب القديم يعود كما يستنتج من قراءة النقوش اليمنية القديمة إلى القرن الثــامن قبل الميــلاد غير أن نتائج الدراسة التي قامت بها البعثة الألمانية في أحد السدود القديمة بوادي “ذنة” المنشأة “ترى أن فكرة إنشاء السد قد مرت بمراحل عدة وعبر فترة زمنية طويلة بين بداية الألف الثاني والألف الأول قبل الميلاد وأين كانت البداية فإن الذي لا خلاف حوله أن ســـد مارب معلـم ثابت لازم الحضارة السبئية منذ البداية مرورا بذروة الازدهار وحتى لحظات الانهيار ثم تصدع على إثرها, وهذا السد أشهر آثار اليمـن وأعظم بناء هندسي قديم في شبه الجزيرة العربية وقد بني في ضيقــة بين البلــق الشمالي والبلق الجنوبي على وادي ذنة الذي تجري إليه السيول من مساقط المياه في المرتفعات المحاذية له شرقا على امتداد مساحة شاسعة من ذمار ورداع ومراد وخــولان والتي تهطــل عليهــا الأمطار من أبريــل إلى أغسطس ويقوم السد بتصريفها بصورة سريعة لتسقي أرض الجنتين التي تقدر مساحتها بأكثر من اثنين وسبعين كم مربع كما يبلغ طول جسم السد720 مترا وارتفاعه حوالي 15 مترا وسمك جدار السد عنـد القاعــدة 60 متراٍ, وكانت أساسات جسم السد من الأحجار الضخمة فوقهــا جــدار ترابي مغطــى بالحجــارة والحصى من الجانبين وعند طرفي السد يقع الصدفان ” مصرفان” ينفذ منهما الماء إلى شبكات وقنوات الري ولم يكن الهدف من السد القديم خزن المياه فقط كما هو الحال بالنسبة للسد الجديد بــل كانت مـن مهامه أيضا رفع منسوب المياه حتى تصل إلى السهلين الأكثر ارتفاعا “الجنتان اليسرى واليمنى” وقد تعرض لانهيارات عدة وشهد ترميمات كان آخرها عام 547م “في عهد أبرهة” ولا تــزال جــدران الصدفين قائمة إلى اليوم تماما كما وصفها لسان اليمن “الهمداني ” قبل أكثر من ألف عام, واجهة المصرف الجنوبي لسد مارب القديم وفي الصورة نقش يمني قديم بخط المسند وقد تم إعادة بناء السد في الثمانينات بتمويل من المرحوم الشيخ زايد آل نهيان حاكم الإمارات العربية المتحدة وتم استكمال قنوات الري والاستفادة منها في الزراعة.