دعاء صفر : إضاءات في شهر مهجور من التشاؤم إلى القرب الإلهي

شهر صفر بين ظلال الجاهلية وأنوار الهداية
قبل التطرق إلى دعاء صفر ننوه إلى أن شهر صفر هو الشهر الثاني في التقويم الهجري القمري، يحمل بين طياته تاريخًا ثقيلاً من الاعتقادات الجاهلية التي علقته بنحسٍ لا أصل له. فبينما كان العرب قبل الإسلام يتشاءمون من قدومه، وينتظرون وقوع الدواهي والمصائب، بل ويُلاعبون في ترتيبه، جاء الإسلام ليمحو هذه الخرافات وينير الطريق بالتوحيد. إنه شهر كسائر شهور الله، أيامه كأيامه، خيره وشرّه بتقدير العزيز الحكيم. فكيف نستقبل شهر صفر؟ وكيف نجعله منطلقًا للتزود الروحي، وخاصة عبر سلاح المؤمن الفعال: دعاء صفر؟ هذا ما نتناوله في هذا المقال الشامل.
تسمية شهر صفر : جذور لغوية وتاريخية
لاسم “صفر” عدة تفسيرات تشير إلى طبيعة الحياة في الجزيرة العربية آنذاك:
- الإصْفَار: وهو أشهر الأقوال، ويعني إخلاء البيوت من المتاع. فبعد انتهاء الأشهر الحرم (ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم) التي يحرم فيها القتال، كان العرب يغزون أعداءهم، فيتركون بيوتهم “صِفْرًا” من المتاع، أو ينهبون بيوت أعدائهم فيصبحون “صِفْر اليدين”.
- الصَّفِير: إشارة إلى الرياح التي كانت تعصف بشدة في هذا الوقت من السنة، مُحدثةً صوت الصفير المميز.
- إصْفَار مكة: حيث كانت مكة المكرمة تَصْفُر (تخلو) من أهلها الذين يخرجون للتجارة أو طلب الرزق بعد موسم الحج، خاصة هربًا من حر الصيف المحتمل.
- اسم سابق: كان يُعرف قبل الإسلام باسم “ناجِر”، قبل أن يستقر على تسميته الحالية.
فضل شهر صفر : شهر أحداث لا شهر نحس
ينفي الإسلام جملة وتفصيلاً فكرة النحس المرتبطة بزمان أو مكان. وشهر صفر شهد أحداثًا عظيمة في تاريخ الإسلام، تدل على مكانته:
- غزوة الأبواء (ودَّان): في صفر من السنة الثانية للهجرة، قاد رسول الله صلى الله عليه وسلم أول غزوة بنفسه لاعتراض عير قريش، معلنًا بداية مرحلة الدفاع عن الدولة الناشئة.
- فتح خيبر: في صفر من السنة السابعة للهجرة، تم فتح حصون خيبر المنيعة، والتي كانت معقل اليهود الأقوياء في الجزيرة العربية، بعد حصار دامٍ.
- فتح المدائن: في صفر من السنة السادسة عشرة للهجرة، تم فتح عاصمة الفرس العظيمة (المدائن) على يد جيش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، في معركة القادسية الخالدة.
- أحداث أخرى: شهد الشهر أيضًا أحداثًا أخرى كوفاة النبي صلى الله عليه وسلم (على خلاف في تاريخه الدقيق بين السنة والعشرين من صفر)، واستشهاد عدد من الصحابة والأئمة عند أهل السنة والشيعة، مما يجعله شهرًا مليئًا بالدروس والعبر، لا بالخوف والرعب.
ذم التشاؤم بشهر صفر: فتاوى بين السُّنة والشيعة
جاء الإسلام ليُحطم أصنام الجاهلية المادية والمعنوية، ومنها التشاؤم بالأزمنة:
- السنة النبوية الصريحة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَلا هَامَةَ، وَلا صَفَرَ” (متفق عليه). هذا الحديث القاطع يبطل الاعتقاد بنحوسة شهر صفر أو غيره، ويؤكد أن الأقدار بيد الله وحده.
- فتوى ابن باز (علماء السنة): “التشاؤم بصفر من أمر الجاهلية، ولا يجوز ذلك، بل هو كسائر الشهور ليس عنده خير ولا شر، وإنما الخير من الله سبحانه، والشر بتقديره”. وحذّر من الاعتقادات الخاطئة كالتشاؤم بتشبيك الأصابع أو كسر العود في عقود النكاح.
- رأي مراجع الشيعة: أكد علماء الشيعة المعاصرون أن شهر صفر ليس شهر نحوسة بذاته. وأشاروا إلى أن شهرته بالنحس “مشهور لا أصل له” في روايات أهل البيت. وذكروا أن ما ورد من استحباب الدعاء والصدقة فيه لدفع البلاء (كما في مفاتيح الجنان للقمي) لا يعني إثبات نحوسته، بل هو استحباب عام للتحصين في كل وقت. وردوا أسباب التشاؤم المذكورة تاريخيًّا (كوقوع شهادة النبي صلى الله عليه وسلم أو كونه بعد الأشهر الحرم) بأنها لا تبرر إلصاق النحس بالشهر كله. وأكدوا أن تجنب إقامة الأفراح فيه عند الشيعة هو حزنًا على مصائب آل البيت التي وقعت فيه، وليس تشاؤمًا من الشهر نفسه.
- دار الإفتاء المصرية: بينت أن التشاؤم بشهر صفر “خرافة لا أساس لها من الصحة”.
أحب العبادات في شهر صفر : استغلال الأوقات الطيبة
بدلاً من الخوف والترقب السلبي، يُستحب للمسلم أن يملأ شهر صفر – كغيره من الشهور – بالأعمال الصالحة التي تقربه من ربه، ومنها ما يتجلى في دعاء صفر:
- قيام الليل: مناجاة الله في ظلمة الليل وسكونه، وخاصة في الثلث الأخير.
- تلاوة القرآن الكريم والتدبر: جعل ورد يومي مع محاولة فهم معانيه والعمل به.
- الذكر والدعاء (دعاء صفر): آناء الليل وأطراف النهار، والإكثار من الاستغفار والتسبيح والتهليل والحمد. وهنا تكمن قوة دعاء صفر كوسيلة للتحصين والتضرع.
- الصيام: صيام ما تيسر من الأيام، خاصة أيام الاثنين والخميس والأيام البيض (13،14،15).
- الصدقة والزكاة: بذل المال طلبًا لمرضاة الله ودفعًا للبلاء عن النفس والمجتمع.
- صلة الرحم وإفشاء السلام: تقوية أواصر المجتمع الإسلامي ونشر الطمأنينة.
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: إحياء لسنته ونيل شفاعته.
أعمال شهر صفر عند الشيعة: بين الذكرى والعبادة
بينما يرفض الشيعة فكرة النحس الذاتي للشهر، إلا أنهم يركزون على إحياء ذكرى الأحداث الحزينة التي وقعت فيه، مع ممارسة العبادات:
- إحياء مناسبات الحزن: ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى (ع) (يوم 7 أو 28 صفر حسب الروايات)، ودخول سبايا آل البيت إلى الشام، ويوم الأربعين (20 صفر) لزيارة الإمام الحسين (ع)، واستشهاد الإمام علي الرضا (ع) (آخر صفر).
- قراءة الأدعية والزيارات: زيارة الإمام الحسين (ع) خاصة في يوم الأربعين بزيارة مخصوصة، وقراءة الأدعية المأثورة للتحصين.
- الصلاة المستحبة: كالصلاة ركعتين في اليوم الثالث من صفر كما ورد عن السيد ابن طاووس.
- الصدقة: الإكثار منها لدفع البلاء، عملاً ببعض الروايات المستحبة.
- الدعاء (دعاء صفر): ومن الأدعية المشهورة عندهم في هذا الشهر: “يَا شَدِيدُ الْقُوَى وَيَا شَدِيدَ الْمِحَالِ يَا عَزِيزُ يَا عَزِيزُ يَا عَزِيزُ ذَلَّتْ بِعَظَمَتِكَ جَمِيعُ خَلْقِكَ فَاكْفِنِي شَرَّ خَلْقِكَ يَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ يَا مُنْعِمُ يَا مُفَضِّلُ يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ”.
دعاء صفر كنوز الأدعية في هذا الشهر
لما كان الدعاء هو العبادة، وهو السلاح الفعال للمؤمن في كل وقت، وخاصة في أوقات يُخشى فيها الفتن، فقد اهتم العلماء بذكر أدعية تُقال في شهر صفر، ومنها:
- دعاء أول يوم من صفر: “أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ، وَأَعُوذُ بِجَلَالِكَ وَجَلَالِ وَجْهِكَ وَكَمَالِ جَلَالِ قُدْسِكَ أَنْ تُجِيرَنِي وَوَالِدَيَّ وَأَوْلَادِي وَأَهْلِي وَأَحِبَّائِي وَمَا تُحِيطُهُ شَفَقَةُ قَلْبِي مِنْ شَرِّ هَذِهِ السَّنَةِ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ فِيهَا، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّ شَهْرِ صَفَرٍ يَا كَرِيمَ النَّظَرِ، وَاخْتِمْ لِي فِي هَذَا الشَّهْرِ وَالدَّهْرِ بِالسَّلَامَةِ وَالْعَافِيَةِ وَالسَّعَادَةِ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَأَوْلَادِي وَلِأَهْلِي وَمَا تُحِيطُهُ شَفَقَةُ قَلْبِي وَجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ”.
- دعاء عام لشهر صفر: “اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَبَارِكْ وَسَلِّمَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذَا الشَّهْرِ، وَمِنْ كُلِّ شِدَّةٍ وَبَلَاءٍ وَبَلِيَّةٍ قَدَّرْتَهَا فِيهِ يَا دَهْرُ، يَا مَالِكَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يَا عَالِمًا بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، يَا مَنْ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، يَا أَزَلِيُّ يَا أَبَدِيُّ، يَا مُبْدِئُ يَا مُعِيدُ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا ذَا الْعَرْشِ الْمَجِيدِ، أَنْتَ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ. اللَّهُمَّ احْرُسْ بِعَيْنِكَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي، وَوَلَدِي وَدِينِي وَدُنْيَايَ الَّتِي ابْتَلَيْتَنِي بِصُحْبَتِهَا بِحُرْمَةِ الْأَبْرَارِ وَالْأَخْيَارِ، بِرَحْمَتِكَ يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ، يَا كَرِيمُ، يَا سَتَّارُ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ يَا شَدِيدَ الْقُوَى، وَيَا شَدِيدَ الْمِحَالِ يَا عَزِيزُ ذَلَّتْ لِعِزَّتِكَ جَمِيعُ خَلْقِكَ، اكْفِنِي عَنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ، يَا مُحْسِنُ يَا مُجْمِلُ، يَا مُتَفَضِّلُ يَا مُنْعِمُ يَا مُكْرِمُ، يَا مَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ”.
دعاء صفر بداية الشهر
- دعاء بداية شهر صفر: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَسْأَلَةِ وَخَيْرَ الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ الْعَمَلِ وَخَيْرَ الثَّوَابِ وَخَيْرَ الْحَيَاةِ وَخَيْرَ الْمَمَاتِ، وَثَبِّتْنِي وَثَقِّلْ مَوَازِينِي، وَحَقِّقْ إِيمَانِي، وَارْفَعْ دَرَجَتِي، وَتَقَبَّلْ صَالِحَ الْعَمَلِ وَخَوَاتِمَهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ. اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا التَّوْفِيقَ، وَزِدْنَا عِلْمًا وَعَمَلًا صَالِحًا، وَاجْعَلْنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ الْمُخْلِصِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ وَسَلَّمْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ سَخِّرْ لِي جَمِيعَ خَلْقِكَ كَمَا سَخَّرْتَ الْبَحْرَ لِسَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَلِنْ لِي قُلُوبَهُمْ كَمَا أَلَنْتَ الْحَدِيدَ لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِنَّهُمْ لَا يَنْطِقُونَ إِلَّا بِإِذْنِكَ، نَوَاصِيهِمْ فِي قَبْضَتِكَ، وَقُلُوبَهُمْ فِي يَدَيْكَ تُصَرِّفُهَا كَيْفَ شِئْتَ، يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، يَا عَلاَّمَ الْغُيُوبِ أَطْفَأْتَ غَضَبَهُمْ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاسْتَجْلَبْتَ مَحَبَّتَهُمْ. اللَّهُمَّ يَا ذَا الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ، يَا مُطَّلِعًا عَلَى السَّرَائِرِ وَالضَّمَائِرِ وَالْهَوَاجِسِ وَالْخَوَاطِرِ، لَا يَعْزُبُ عَنْكَ شَيْءٌ، أَسْأَلُكَ فَيْضًا مِنْ فَيْضِ فَضْلِكَ، وَقَبْضَةً مِنْ نُورِ سُلْطَانِكَ، وَأُنْسًا وَفَرَجًا مِنْ بَحْرِ كَرَمِكَ، أَنْتَ بِيَدِكَ الْأَمْرُ كُلُّهُ وَمَقَالِيدُ كُلِّ شَيْءٍ، فَهَبْ لَنَا مَا تُقِرُّ بِهِ أَعْيُنُنَا، وَتُغْنِينَا عَنْ سُؤَالِ غَيْرِكَ، فَإِنَّكَ وَاسِعُ الْكَرَمِ، كَثِيرُ الْجُودِ، حَسَنُ الشِّيَمِ، فِي بَابِكَ وَاقِفُونَ، وَلِجُودِكَ الْوَاسِعِ الْمَعْرُوفِ مُنْتَظِرُونَ يَا كَرِيمُ يَا رَحِيمُ”.
- دعاء مختصر: “اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ يَا مُعِينُ بِقُوَّتِكَ وَعِزَّتِكَ يَا عَزِيزُ يَا مَتِينُ؛ أَنْ تَكُونَ لَنَا عَوْنًا وَمُعِينًا فِي جَمِيعِ أَقْوَالِنَا وَأَحْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا وَجَمِيعِ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ فِعْلِ الْخَيْرِ، وَأَنْ تَدْفَعَ عَنَّا كُلَّ هَمٍّ وَضِيقٍ وَضَيْرٍ وَنِقْمَةٍ وَمِحْنَةٍ قَدِ اسْتَحَقَقْنَاهَا مِنْ غَفْلَتِنَا وَذُنُوبِنَا، يَا لَطِيفُ يَا قَدِيرُ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَدْ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}”.
شهر صفر في ذاكرة الإسلام: الهجرة النبوية
يشير الشيخ أحمد ممدوح (دار الإفتاء المصرية) إلى أن رحلة الهجرة النبوية العظيمة، التي غيرت مسار التاريخ، كانت لها جذور عميقة في شهر صفر:
- بداية التنفيذ: بدأت أحداث التنفيذ العملي للهجرة من مكة في أواخر شهر صفر، بعد أن تمت البيعة وإعداد الخطة في شهر ذي الحجة والمحرم.
- الوصول إلى المدينة: وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى قباء ثم المدينة المنورة كان في أوائل شهر ربيع الأول.
- سبب التأريخ بالمحرم: عندما أرَّخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالهجرة، اختير شهر المحرم بداية للسنة الهجرية لأنه الشهر الذي بدأت فيه نية الهجرة الجدية تتشكل وتمت البيعة فيه بشكل حاسم، رغم أن التنفيذ الفعلي بدأ في صفر.
خاتمة: دعاء صفر.. تحويل الشهر إلى منحة لا منغصة
شهر صفر ليس شهر خوف ونحس، بل هو شهر من شهور الله تعالى، أيامه كأيامه. إنه فرصة ثمينة لنا لنتذكر:
- محاربة الخرافات: بتجديد الإيمان بأن الخير والشر بقضاء الله وقدره، لا بزمان أو مكان.
- الاقتداء بالهدي النبوي: بالعمل الصالح والثقة بالله، وعدم التطير أو التشاؤم.
- اغتنام الوقت: بالإكثار من العبادات، وعلى رأسها دعاء صفر بكل صيغه الواردة والمأثورة، كنوع من التضرع واللجوء إلى الله.
- استحضار الدروس: من الأحداث العظيمة التي وقعت فيه، كالهجرة والفتوحات، لتكون نبراسًا لنا في الصبر والثبات والجهاد.
فلنجعل من دعاء صفر شعارنا في هذا الشهر، ولنملأه بالإيمان والعمل الصالح، ولنثق بأن الله هو الحافظ المعين. “رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.