حصن حب التاريخي

حصن حب هو أحد امنع المعاقل وأكثرها تحصينا وارتفاعا، يقع في الجزء الشرقي من محافظة اب، وسمي حصن حب لانه كان يقع على طريق تجارة الحب, والحب نوع من أنواع الحبوب ومنها حب الذرة، وحب الشام وحب الشعير وغيرها من الحبوب الأخرى.
وحصن حب من أشهر حصون اليمن على الإطلاق وموقعه في عزلة سِبرَ بكسر السين وفتح الراء ويقال أن قبر ذي رعين الحميري يوجد به، كما ذكر القاضي حسين أحمد السياغي في كتابه (معالم الآثار اليمنية).
حَبّ بفتح الحاء وتشديد الباء وصفه القاضي محمد علي الأكوع في تحقيقه لكتاب (تاريخ اليمن) المسمى (المفيد من أخبار صنعاء وزبيد لنجم الدين عمارة) بأنه الحصن الأشم والمعقل الأعظم الذي يناطح السماء ويناغي النجوم.
وتمتاز اليمن بالقلاع الاثرية والحصون التاريخية ، ولان اليمن عاشت على فترات متقطعة أوقات حرب كانت تلجأ القبائل والدولة على حد سواء لبناء القلاع والحصون حتى لا يتسطيع الخصم الوصول اليها ، سنحدث اليمن في نبض اليمن عن حصن حب التاريخي.
يعتبر “حصن حب”، من أبرز المعالم التاريخية، والسياحية التي تتميز بها محافظة إب الخضراء.
يقع “حصن حب”، بفتح الحاء، وتشديد الباء، في عزلة سير، بمديرية بعدان، بمحافظة إبّ, الواقعة في الجهة الشرقية منها، والتي ترتفع (3200م) تقريبا عن مستوى سطح البحر.
تشير المراجع التاريخية، إلى أنه سمي بهذا الإسم، نظرا لموقعه على طريق القوافل، التي كانت تأتي محملة بالحبوب، لذلك سمي بهذا الإسم.
قال عنه المؤرخ محمد بن علي الأكوع:
هو من أمنع معاقل اليمن و أصعبها مرتقى و أبعدها صيتا وأنضرها منظرا و اذكرها شهرة لكثرة ما يدور حوله من أحداث التاريخ لخطورته , و هو منتصب فردا في سرة جبل بعدان كأنه خطيب قوم التفت حوله القرى الزاهية التي لا حصر لها والهضاب النضرة المكسوة بالأشجار والثمار اليانعة .. بكبره وعظمته يملي عليها واقع الدهر, و كان مقر القيل ( يريم ذورعين ) الذي عثر على قبره هنالك عام الرمادة من الهجرة .
يُعد هذا الحصن من أهم الصروح التاريخية في العصر الإسلامي لما يتميز من تخطيط هندسي وعمارة عسكرية دفاعية إلى جانب موقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يُشرف على مساحة واسعة من الوديان والقرى المحيطة .. كما يعتبر رمزاً من رموز المقاومة الوطنية للغزو الأجنبي في تاريخ اليمن الحديث .
يتكون الحصن من سور في الجهة الشرقية و الجنوبية أما الجهتان الشمالية و الغربية فقد اُستخدم فيها الحافة الصخرية الشاهقة المنيعة تحصينا طبيعيا اكتملت بها مناعة حصانة سور الحصن الذي له بوابة واحدة فقط تؤدي بالزائر إلى فناء الحصن الذي يضم عددا من المنشآت منها المباني و خزانات المياه ومدافن الحبوب ، بالإضافة إلى مسجد و حمام و معصرة للزيوت
وحول حصن حَبّ العديد من القرى الجميلة الزاهية الخضراء، المكسوة بالأشجار وقد أنطلق منه السلطان داوود الملك الرسولي يوسف بن عمر الرسولي للسيطرة على المناطق الجبلية بعد قتل والده، وقد تسلمه عام (648هـ) وقد مدحه جمال الدين محمد بن حمير:
وسار إلى حَبّ وحَبّ يحبه
وما حَبّ يعصيه ولو شاء ما قدر
حصون أتته وهي بالشرع إرثه
وبالسيف ليس السيف إلا لمن قهر
وقد مدح حصن حَبّ الأديب الشاعر جمال الدين العطاب الترخمي في زمانه بقوله:
كل الحصون له تطاطئ هيبةً
وتكاد كل الأرض منه تمور
فكأنه مثل الأمير وكلما
في الأرض من حصن له مأمور
أكرم به من قلعة ما أن لها
يوماً بأكناف البلاد نطير

