ينابيع المعرفة

ثورة 26 سبتمبر في اليمن

إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي شهدتها اليمن في العام 1962 كانت واحدة من أهم الثورات التي شهدتها اليمن، واستطاعت القضاء على الحكم الامامي في اليمن.
وقامت ثورة 26سبتمبر للقضاء على المملكة المتوكلية ليعلن اليمنيون ميلاد الجمهورية العربية اليمنية ويتم تشكيل أول مجلس لقيادة الثورة وتعيين المشير عبدالله السلال اول رئيس الجمهورية العربية اليمنية في شمال اليمن.

في ثورة 26 سبتمبر كانت إرادة شعبنا الثائر وتوقه للخلاص أكبر من جبروت الامامة وصلفها، ومثلت ثورتا 26 سبتمبر 1962 و14 اكتوبر 1963 بذلك التوالي تجسيدا للإيقاع الثوري المتناغم لحركة التحرر الوطني وواحدية الحلم والمصير.

لقد كانت 26 سبتمبر معجزة وانتصارا خارقا بحساب فوارق القوة والإمكانات والظروف والملابسات.

إن شعبا جسورا كهذا لا يمكن أن يتخلى عن عظمته وأمجاده وتاريخه ودوره في السير على ذات الدرب، والدفاع عن وطنه ضد مخلفات الإمامة وامتداداتها الخيانية الفارسية، وكذا الوقوف في وجه جماعات العنف وتيارات الأرهاب وكل المهددات والإخطار التى تحيط بالوطن والعمل على افشال كل المخططات التى تراهن على تقويض أمنه واستقراره ولحمته.

وإذ يقف الشعب اليمني احياء للذكرى لثورة 26 سبتمبر الخالدة، فهو بحاجة ماسة للإسترشاد بذلك التاريخ واستدعاء كل ما يعينه على اعادة ترميم الشروخ والتصدعات وتعزيز التلاحم وتجاوز أدواء الفرقة والشتات.

إن الإحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر تخليدا للروح الوطنية المقاومة واعادة تثوير وتنوير للوعي، وتأكيدا للمسؤوليات الكفاحية وأهمية مواصلة النضال لحماية مكتسبات ثوراتنا الرائدة وتثمير التضحيات التى قدمت في سبيلها، وتكريسا للوفاء لكل الإهداف والمبادئ والقيم التى قامت من أجلها.

ياتي الاحتفال باعياد الثورة اليمنية كمحطة تاريخية مهمة لتقييم مسيرة سنوات الثورة وماتحقق في ظلها من انجازات للوطن والشعب والوقوف امام مكامن الخلل والإخفاقات التي حالت دون استكمال مبادئ وأهداف الثورة.

ثورة سبتمبر المجيدة أنهت عهدا ًمن الاستبداد والظلم والطغيان وحقبة معتمة من الحكم الكهنوتي الذي ظل جاثماً على صدور شعبنا طيلة عقود عانى خلالها ويلات الفقر والجهل والتخلف والإذلال وصودرت فيه كل حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

لقد خاض اليمنيون المكافح نضالاً طويلاً في سبيل التحرر والانعتاق للحصول على حريته وكرامته المنتهكة وحقوقه المسلوبة منذ عقود طويلة بدئت محاولاتها الاولى عام 48 م ولم يكتب لها النجاح ثم تكررت عام 55م وفشلت ايضاً لكنها رسمت الخطوات الاولى نحو التغيير الذي اضحى حقيقة واقعية عشية السادس والعشرين من سبتمبر قبل واحد وخمسون عاماً عند انطلاق شرارتها الاولى باطلا قاول قذيفة على دار البشائر ايذاناً بانبلاج فجر جديد شمال الوطن والتي كانت الحافز الرئيسي لتحقيق ثورة 14 اكتوبر المجيدة وبدء الكفاح المسلح لطرد الاستعمار البغيض من جنوب الوطن.

…………..
ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺛﻮﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1962 ﻡ

1- ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺨﻠﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ.
2- ﺑﻨﺎﺀ ﺟﻴﺶ ﻭﻃﻨﻲ ﻗﻮﻱ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﻜﺎﺳﺒﻬﺎ.
3- ﺭﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻭﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎً.
4- ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺗﻌﺎﻭﻧﻲ ﻋﺎﺩﻝ ﻣﺴﺘﻤﺪ ﺃﻧﻈﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ.
5- ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ.
6- ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ الأﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻭﺗﺪﻋﻴﻢ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ..
………….

شعر عن 26 سبتمبر

قال الشاعر اليمني مفضل اسماعيل غالب عن ثورة 26 سبتمبر الشعر التالي:
إنها ابهى الليالي في الوجودِ
ليلة النصر على اعتى العهودِ
اشعلَ الثوار فيها حلمنا
وتحدوا كل جبار حقود
ومضوا في ثورةٍ جبارةٍ
قادها منا ميامين الاسودِ
حطمت اسطورة البغي الذي
قهر الشعب باغلال القيودِ
انه سبتمبر النور محا
ظلمات الجهل والبغي الكنودِ
ورأى الشعب اليماني به
حلمه الوضاء خفاق البنودِ
لن ينال البغي منا بعدهُ
قصده في شعبنا “شعب الصمودِ”
هاهو الشعبُ بذكرى حلمه
يقسم الأيمان من وافي العهودِ
قسماً يا عصبة الطغيان لن
ترجعي مهما بذلنا او تعودي
ومضت في بهجةٍ اجياله
توقد الشعلة في كل النجودِ
يا بقايا الليل انا كلنا
لسنا ثورتنا اوفى الجنودِ
نحن ماضون و هادي رمزنا
كي نرى ايلول يزهو من جديد
وغداً يغمرصنعاء ضوؤه
ويعود الحلم للشعب المجيدِ
وينادي كل حر ثائرٍ
نحن عدنا يا رؤى الاحرار عودي
لم تقم ثورتنا كي تنتهي
بل لكي تبقى باسفار الخلودِ
وغداً يشدو بها كل فمٍ

رددي ايتها الدنيا نشيدي.

وقال الثائر محمد محمود الزبيري عن ثورة 26 سبتمبر
سجل مكانك في التاريخ ياقلم فها هنا تبعث الأجيال والأمم
هنا البراكين هبت من مضاجعها تطغى فتكتسح الطاغي وتلتهم
شعب تفلت من أغلال قاهر حراً فاجفل عنه الظلم والظلم
نبا عن السجن ثم أرتد يهدمه كي لا تكبل فيه بعده قدم
أن القيود التي كانت علي قدمي صارت سهاماً من السجان تنتقم
إن الأنين الذي كنا نردده سراً غدا صيحة تصغي لهاالأمم
والحق يبدأ في آهات مكتئب وينتهي بزئير ملؤه النقم
جودوا بأنفسكم للحق واتحدوا في حزبه، وثقوا بالله واعتصموا
لم يبق للظالمين اليوم من وزر إلاّ أنوف ذليلات ستنحطم
والشعب لو كان حياً ما استخف به فرد ولا عاث فيه الظالم النهم
.
……..
أبرز قادة وثوار 26سبتمبر
من أبرز القادة في الثورة التي اندلعت ضد حكم الائمة كلا من
المشير عبدالله السلال
علي ناصر القردعي
جمال جميل
عبدالرحمن الارياني
احمد عبدربه العواضي
حسين بن ناصر الاحمر
ابراهيم محمد الحمدي
علي عبدالمغني
وغيرهم الآلاف من أبناء الشعب اليمني الذين هبوا هبة رجل واحد لإسقاط الحكم الامامي في شمال اليمن، بدعم مصري من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock