النشر الالكتروني والتجارة الالكترونية

رندا باعشن – دراسات وابحاث
نتحدث في هذا التقرير عن كلا من النشر الالكتروني والتجارة الالكترونية
النشر الالكتروني
لقد مكنت تكنولوجيا المعلومات بمختلف أنواعها وتفاعلاتها, كالحواسيب والاتصالات والتصوير الرقمي والفيديو, من تطوير وتحسين بث المعلومات ونشر المعارف وإيصالها إلى المستفيدين في بيوتهم وأماكن عملهم, وهنالك عدد من العوامل والحقائق التي أسهمت, وتسهم, في العزوف والابتعاد عن النشر الورقي التقليدي واللجوء إلى تقنية النشر الالكتروني. والنشر الإلكتروني (Electronic Publishing) هو النشر الرقمي للكتب والمقالات الإلكترونية، وتطوير الكتالوجات والمكتبات الرقمية. ولقد أصبح النشر الإلكتروني شائعاً في مجال النشر العلمي، حيث وجد أن النشر العلمي هو في مرحلة استبدال مراجعة الدوريات العلمية من قبل الزملاء. وعلى الرغم من أن التوزيع عن طريق الإنترنت عبر المواقع مرتبط جداً بمصطلح النشر الإلكتروني، إلا أنه يوجد الكثير من طرق النشر الإلكتروني عبر الشبكة، كالموسوعات التي تكون على قرص مضغوط، بالإضافة إلى المنشورات المرجعية والفنية التي يعتمد عليها المستخدمون المتجولون بدون اتصال عالي السرعة بالإنترنت ([1]).
مميزات النشر الالكتروني
أصبحت تكاليف إنتاج وصناعة الورق في تزايد مستمر, وقد انعكس ذلك على تكاليف الكتب والمصادر الورقية الأخرى إضافة إلى تكاليف اليد العاملة المطلوبة في جميع مراحل النشر التقليدي.
شحه المواد الأولية للمصادر الورقية التي تتمثل بالأشجار لأنها تمثل المصادر الرئيسة في صناعة الورق, بالإضافة إلى التأثيرات السلبية من جراء استخدام الأشجار التي تمثل مورداً طبيعياً مهماً, كما أن الأصول الورقية قابلة للتلف أو التمزق.
المشاكل التخزينية للمصادر الورقية حيث إن المصادر الورقية تحتاج إلى مكان ومساحه كبيرة لحفظها.
مشاكل نقل وشحن وإيصال المصادر الورقية ([2]).
عيوب النشر الالكتروني
جودة الحروف المقروءة على الشاشة لا تعادل جودة الحروف المطبوعة.
الحاجة إلى وجود بنية تحتية infrastructure في مجال الاتصالات والأجهزة والبرمجيات لتوفير الكتب المنشورة الكترونيا.
الحاجة إلى تعلم استخدام بعض البرامج للحصول على الكتب الالكترونية ولقراءة هذه الكتب.
لا وجود مقاييس موحدة standards للكتب الالكترونية بشكل عام ولأجهزة book readers بشكل خاص, بالإضافة إلى أن الكتاب العادي غير حساس ويتحمل ظروف الاستخدام اليومية خلافا لجهاز الـ E- book readers ([3]).
مستقبل النشر الالكتروني
لا يعرف أحد على وجه الدقة ما الذي يحمله المستقبل بالنسبة لشبكة الويب لكن من المؤكد أن الشبكة التي نعرفها اليوم لن تكون على ما هي عليه في المستقبل. ومع ذلك فإن بعض الباحثين يتحدثون عن بعض الاتجاهات الخاصة بمستقبل النشر على الويب وهي :
أن النشر على الويب سوف يتسع, مع تزايد دخول المؤسسات الإعلامية والإعلانية إلى الشبكة وشركات العلاقات العامة والتلفزيونات والشركات التجارية فإنه من المتوقع أن تتوسع الشبكة توسعاً كبيراً في السنوات الخمس القادمة.
ويرى آخرون أن الويب سوف ينهار, إذ لا يوافق بعض الناس على فكرة أن الويب سوف يزدهر ويتسع وبدلا من ذلك فإنهم يتوقعون أن زيادة حركة المرور على الانترنت سوف تقود إلى التداخل والتعقيد وينتهي الأمر إلى سقوطها. ويتوقع هؤلاء المتشائمون بخصوص مستقبل النشر على الويب باختفاء عدد كبير من المواقع الإخبارية المهمة والكبرى على الشبكة ويدللون على ذلك بالخفض الذي أجرته مواقع مهمة في أعمالها على الشبكة مثل موقع شبكة ميكروسوفت Microsoft network وخروج نحو مائة صحيفة من الشبكة عام 1997 ([4]).التجارة الالكترونية
بينما تنشغل الدول العربية ووسائل الإعلام في فورة التجارة الالكترونية, ينشغل العديد من الاختصاصيين والاقتصاديين في الدول المتقدمة بدراسة ظاهرة التجارة الالكترونية بشكل عقلاني بعيد عن العواطف المؤثرات الإعلانية, وكما هو معروف فإن كبريات الشركات المصنعة للحاسبات الالكترونية هي أمريكية أو يابانية مثل Apple و Toshibaوغيرها ([5]).ويبدو أن العالم العربي مازال بعيدا من خطوة نمو تجارة الكترونية فيه لعدد من الأسباب وهي :
كيف يمكن أن تنمو صناعة الكترونية في بلدان لا تنمو بها تجارة تقليدية راسخة, وخصوصا التجارة الداخلية أو البينية مع الدول المجاورة.
كما أن الاقتصاد العربي يعتمد – وخصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي – على الوساطة التجارية وتمثل الشركات العالمية محليا أو إقليميا, علما بأن أهداف التجارة الالكترونية القضاء على الوسيط, وهو ما أطلق عليه مصطلح “disintermediation”.
كما وتشير الأرقام إلى نسب غير مقبولة من ظواهر الفقر والأمية وضعف مساهمة المرأة في المجتمع بالدول العربية, مما يؤثر سلبا في أسبقيات التطورات الحديثة في الاقتصاد وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات, ما لم تسخر هذه المفاهيم للقضاء أو الحد من هذه الظواهر ([6]).
