المقرانه عاصمة الدولة الطاهرية

الدكتور خالد الحاج
الدولة الطاهرية واحدة من أهم الدول التي حكمت في اليمن بعد انهيار الدولة العباسية الثانية، كما تعد الدولة الطاهرية هي اخر الدول التي حكمت في اليمن، وجاءت بعدها المملكة المتوكلية في الشمال والبرتغاليون في الجنوب.
والمقرانة عاصمة الدولة الطاهرية
حصن وبلدة أثرية في عزلة حجاج من مديرية جُبن بمحافظة الضالع، اتخذها سلاطين بني طاهر (857 – 945 هجرية / 1453 – 1538 ميلادية) عاصمة لدولتهم ، شيد بها الظافر ” علي بن طاهر ” عدة مبانٍ وحدائق جميلة ، ولد فيها السلطان ” عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر “.
….
قصر النعيم
أمر السلطان الرسولي الناصر ” أحمد بن إسماعيل ” ببناء هذا القصر في أعلى قمة جبل المقرانة سنة ( 817 هجرية ) ، وتم الإنتهاء من عمارته سنة ( 820 هجرية )، كان يتم الوصول إليه عبر طريق مرصوف بالأحجار لم يعد متبق منه سوى بعض المعالم، لاتزال أجزاء من جدران هذا القصر ظاهرة للعيان ، عليها عقود مبنية بالأحجار ، وجدرانه مطلية من الداخل بمادة القضاض، يلاحظ أن مبنى القصر لا يزال قائماً بجميع مكوناته ، على الرغم من أنه اليوم مطمور بأكوام من الأحجار والتربة بفعل العوامل البشرية ، ويحتاج إلى عملية رفع وتنظيف وترميم ليظهر على حالته الأولى.
والمقرانة اليوم بشكل عام عبارة عن أطلال مبانٍ شيدت على سفح الجبل متنوعة الاستخدام ، منها المساجد والمدارس والمنازل والقصور والسوق والحمامات بالإضافة إلى العديد من المنشآت المائية التي من أهمها برك المياه، ومنشآت أخرى مثل مخازن الحبوب.
وإلى الجهة المقابلة من أسفل هذا القصر يوجد مبنى أخر شُيد بالأحجار ، يتم الوصول إليه أيضاً عبر طريق مرصوف بالأحجار لا يزال بحالة جيدة، من المرجح أنه مبنى المدرسة المنصورية التي أنشأها الملك المجاهد ” علي بن طاهر ” .
تذكر المصادر التاريخية أنه بعد زوال الدولة الطاهرية انهارت المقرانة ، وبدأ نجمها في الأفول بعد سقوط سلطانها الظافر ” عامر ” مقتولاً عند أبواب صنعاء ، وعندما قامت دولة الإمام ” المطهر بن شرف الدين ” قام بغزو المقرانة فسلبها محاسنها ونفائسها وأزال عنها بهائها وجمالها ، ونقل أبواب المقرانة المصنوعة من الساج والعاج التي صنعت خصيصاً لها في الهند بعد أن خرب حصونها ودمر معالمها .
