القاضي عبد الرحمن بن يحيى الإرياني (1910-1998)

كتب : توفيق السامعي

سياسي وثائر وأديب يمني، وثاني رئيس للجمهورية العربية اليمنية.

ولد عبد الرحمن بن يحيى الإرياني بتاريخ 10 يونيو/ حزيران 1910م، ونشأ في بلدة وهجرة إريان إحدى مديريات محافظة إب.

تم تعيينه حاكمًا شرعيًّا لقضاء النادرة/ وسط البلاد؛ فغادر صنعاء وشغل القضاء هناك لسبع سنوات. ثم عُيِّن حاكمًا لقضاء العدين في نفس العام الذي توفّي فيه والده يرحمه الله، ليُعين لاحقًا حاكمًا لقضاء يريم.

هو من المناضلين الأوائل الذين بدأوا مراحلهم النضالية من وقت مبكر عام 1944 من خلال مشاركته في تأسيس أول جمعية سياسية في ذلك العهد باليمن باسم (جمعية الإصلاح)، والتي كانت على تواصُل مع الحركة الوطنية في عدن، وكان لها أهداف سياسية وإصلاحية للنظام الإمامي ثم مشاركته الثورة الدستورية عام 1948.

كان على صلة بثوار 1948 واعتقل مرة أخرى هو ومن شارك من الأحرار (الدستوريين) وأرسلوا إلى سجون حجة والقيود على أقدامهم والسلاسل تطوق أعناقهم وقد لبث في السجن بضع سنين ثم أفرج عنه.

وفي عام 1955 م (1374) هـ عند تمرد الجيش في تعز استغل العقيد/ أحمد يحيى الثلايا هذا التمرد وجمع العلماء ومنهم القاضي الإرياني لمساندة الحركة في التخلص من الإمام أحمد بتنازله لأخيه/ عبد الله حميد الدين، لكن حركته فشلت بعد أيام قلائل، وقتل الإمام أحمد المشتركين في تلك الحركة حتى الذين لم يكن لهم أي دور معروف، وأخرج الإرياني إلى الميدان لإعدامه لكن الإمام صفح عنه بشفاعة عامل تعز يومها يحيى الذاري.

بعد نجاح ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تم تعيينه عضو مجلس قيادة الثورة ووزيرا للعدل 1962، ثم رئيساً للمجلس الجمهوري 1967 إلى 1974.

ترأس وفد الجمهورية في مؤتمر حرض أمام ممثلي النظام الإمامي 1965 م -1385هـ.، وكان أحد الأقطاب الثلاثة للتيار الثوري المحافظ وهم الزبيري والنعمان والإرياني الذين نادوا بالمصالحة الوطنية في مؤتمر خمر والقبول ببعض القيادات الإمامية في بعض الوزارات.

أدت الأوضاع المتردية بعد الثورة إلى توليه رئاسة المجلس الجمهوري في شعبان سنة 1387هـ الموافق5 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967 وظل رئيساً للجمهورية إلى أن تم الإطاحة به بانقلاب الحمدي عليه عام 1974.

تم نفي الإرياني إلى دمشق بعد الإطاحة به من قبل الرئيس الحمدي، واستمر في منفاه بسورية معتزلاً العمل السياسي حتى تُوفي في 14 مارس/ آذار عام 1998م، وتم تشييعه ودفنه بصنعاء.

Exit mobile version