في جريمةٍ تعكس وحشية الحرب المستمرة على قطاع غزة، شهد مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس مشهداً مأسوياً، حيث فُجعت الدكتورة آلاء النجار – اختصاصية طب الأطفال – بوصول جثامين 9 من أطفالها الثلاثة عشر، ضحايا قصف إسرائيلي دمّر منزلها بالكامل مساء السبت. الحادثة تُضاف إلى سجل المجازر التي تستهدف المدنيين والكوادر الطبية في ظل صمت دولي مريب.
تفاصيل الجريمة: أطفال يُحرقون وطبيبة تكتوي بالوجع
أفادت فرق الدفاع المدني بتدمير منزل عائلة النجار في منطقة “قيزان النجار” جنوب خان يونس، بعد استهدافه بغارة جوية عنيفة تسببت في اندلاع حريق التهم كل ما بداخله. تم انتشال جثامين 9 ضحايا بينهم 8 أطفال (تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً) متفحمين بالكامل، بينما نجا الطفل العاشر “آدم” بإصابات بالغة، كما أصيب زوجها الطبيب حمدي النجار – الذي كان قد غادر المنزل قبل دقائق لإيصال زوجته إلى عملها – بجروح خطرة نقل على إثرها إلى العناية المركزة.
صدمة في أروقة المستشفى: طبيبة تواجه فاجعة أبنائها على رأس عملها
وفقاً لشهادات طبية، تعرضت الدكتورة آلاء لانهيار عصبي حين شاهدت جثامين أطفالها تُنقل إلى المستشفى الذي تُدير فيه قسم الأطفال، بينما كانت تُنقذ حياة آخرين. وأكد منير البرش – مدير عام وزارة الصحة بغزة – أن الكوادر الطبية تدفع ثمناً بشرياً فادحاً: “الاحتلال لا يستهدف الأطباء فحسب، بل يباد عائلات بأكملها.. الكلمات تعجز عن وصف الألم”.
إدانة وحشية الاحتلال: تصعيد ممنهج ضد المدنيين
أصدرت حركة “حماس” بياناً وصفت فيه الحادثة بأنها “جريمة وحشية تعكس سادية الاحتلال وروح الانتقام التي تحرك قادة إسرائيل”، مشيرةً إلى استهداف ممنهج للطواقم الطبية منذ بداية الحرب. من جانبها، سجلت منظمات حقوقية ارتفاعاً صادماً في أعداد الأطفال الضحايا، حيث تجاوز عدد القتلى 176 ألفاً، بينهم نحو 15 ألف طفل، وفق إحصائيات فلسطينية.
صمت دولي وجرائم متواصلة: غزة تحت النار
رغم مرور أكثر من 7 أشهر على الحرب، تواصل إسرائيل – بدعم أمريكي – عملياتها العسكرية التي حوّلت القطاع إلى ساحة مفتوحة للمجازر. مع كل جريمة جديدة، تتزايد التساؤلات حول دور المجتمع الدولي في كبح آلة القتل الإسرائيلية، بينما تبقى صور دموع آلاء النجار شاهدة على إنسانيةٍ تُدفن تحت أنقاض الصمت.