الحركة الإسلامية وخطر الامامة

كتب : شاكر المنيفي

الحركة الإسلامية في اليمن
منذ بداية تأسيسها الفعلي منتصف الستينيات كانت تدرك خطر الإمامة الزيدية الهادوية، وتعي جيدا ضرورة مواجهة هذا المشروع السلالي العنصري الطائفي، وإزالة تميز الطبقة العلوية الهاشمية عن بقية فئات وطبقات المجتمع اليمني .

​​​​​​

دين بلا كهانة
فهذا مؤسس الحركة الأستاذ عبده محمدالمخلافي (ت 1969) رحمه الله ، والذي كان له عمود في جريدة الجمهورية الرسمية الصادرة في تعز ،خلال الفترة من 67-69 خصص 11 حلقة عن الإمامة تحت عنوان دين بلا كهانة موضحا سلوكيات وتصرفات تلك الفئة العنصرية التي استأثرت بالسلطة الدينية والسياسية والاجتماعية في أجزاء من اليمن لفترات مختلفة من الزمن ،وذلك منذ مقدم جدهم الكاهن الأكبر يحيى بن الحسين الرسي في نهاية القرن الثالث الهجري إلى اليمن .

في حلقة من تلك الحلقات الإحدى عشر بعنوان( دين بلا كهانة) يقول المخلافي :الإمامة في بلادنا كانت تغطي سوءها ومساوءها بأستار زاهية من الدين وتلف تهتكها وعبثها بملابس الوقار والجدية، وتحيط جميع تصرفاتها بأثواب العصمة والقداسة ، إذ أن الإمام وهو مصدر كل التصرفات – شخص مقدس لأنه ممثل الألوهية في الأرض ، وكان هذا المعتقد قد جاء كثمرة من ثمار ثالوث الدمار والفناء الفقر والجهل والمرض .

وفي الحلقة الثالثة يقول :الأوضاع الإمامية التي كانت سائدة في بلادنا كانت بجميع أشكالها مظاهر كهانة ودجل وشعوذة حطمت معاني الإسلام الصحيحة في النفوس ، تلك المعاني التي شأنها خلق الفرد القوي في إيمانه القوي في جسمه القوي في خلقه ، وبالتالي إيجاد المجتمع الحضاري المهذب الذي أراده الله لخدمة الإنسانية.

وفي الحلقة الرابعة من” دين بلا كهانة “يقول الأستاذ المخلافي :من الكهانات التي خلفتها الإمامة في بلادنا إيجاد طبقة من الناس يعتقدون أنهم مقدمون على غيرهم في كل شيء ، بسبب نسبهم الذي يزعمون صلته بالرسول صلى الله عليه وسلم ولابد أن يكونوا هم المرجع في شؤون الدين والدنيا وعلى الناس أن يقوموا بخدمتهم وإيصال ما يريدون إليهم قبل غيرهم .

بل لقد فهموا الناس بأن جميع المناصب الكبرى لا يصح أن تكون بيد غيرهم لأن غيرهم من واجبه أن يكون مأمورا لا آمرا ،وأن يقدم فروض الطاعة بكل ذلة وصغار مستعملا ذلك اللفظ الذليل عند مخاطبته لهم (سيدي ) ،مقبلا ركبهم وأقدامهم ليزداد من الله قربا في زعمهم .

أما في المخاطبة والمراسلة فلا بد أن يستعمل من الألفاظ ما يدل على منتهى طاعته وذله ، وعلى منتهى عظمتهم وقداستهم كأن يقول (تراب أحذيتكم المملوك ) أو (عتبة مرحاضكم).

Exit mobile version