يثار سؤال من قبل الشباب عن افضل رئيس يمني حكم اليمن، وخاصة اولئك الذين لم يعاصروا تجارب الرؤساء السابقين.
كما أنه لا يوجد اتفاق على من هو “أفضل” رئيس في تاريخ اليمن، فهذا التقييم يعتمد بشكل كبير على المعايير الشخصية والرؤية السياسية والفترة التاريخية التي يتم النظر إليها. تختلف الآراء بين اليمنيين حسب الخلفيات والتجارب.
فيما يلي قائمة بأبرز الرؤساء الذين يُشار إليهم عادة في النقاشات حول هذا الموضوع، مع إيجاز لأهم ما يُميز فترات حكمهم والآراء الشائعة حولهم، لمساعدتك على تكوين رأيك الخاص.
📜 رؤساء بارزون في تاريخ اليمن الحديث
إبراهيم الحمدي (1974 – 1977)
· الفترة والإنجازات الرئيسية: حكم الجمهورية العربية اليمنية (الشمال). اشتهر بمحاولاته إصلاح الدولة، وتقليص نفوذ المشايخ، وتعزيز مؤسسات الجيش الوطني. اغتيل في ظروف غامضة.
· الرأي السائد: يعتبره كثيرون رمزاً للوطنية والرغبة في الإصلاح، ويرون أن عهده القصير كان من أفضل الفترات، رغم انتهائه بمأساة.
عبد الرحمن الإرياني (1967 – 1974)
· الفترة والإنجازات الرئيسية: حكم الجمهورية العربية اليمنية (الشمال). كان أول رئيس مدني، وأدار مرحلة مصالحة وطنية بعد سنوات من الحرب الأهلية.
· الرأي السائد: يُذكر بأنه كان متديناً ومحترماً، وحكم خلال فترة انتقالية صعبة. البعض ينتقد سياسته المهادنة للقبائل والتي أدت إلى ضعف سلطة الدولة المركزية.
قحطان الشعبي (1967 – 1969)
· الفترة والإنجازات الرئيسية: أول رئيس لجنوب اليمن بعد الاستقلال عن بريطانيا. قاد مرحلة التأسيس لكنه أطيح به لاحقاً.
· الرأي السائد: يُنظر إليه كرمز لحركة التحرر الوطني في الجنوب، لكن تقييم فترة حكمه القصيرة يختلف حسب الموقف من الأنظمة التي تلته.
علي عبد الله صالح (1978 – 2012)
· الفترة والإنجازات الرئيسية: حكم الشمال ثم اليمن الموحد بعد 1990. أشرف على تحقيق الوحدة اليمنية، وكانت فترة حكمه الأطول لكنها شهدت حروباً أهلية وانتفاضات. اغتيل في 2017.
· الرأي السائد: شخصية مثيرة للجدل. يعتبره البعض سياسياً بارعاً وحافظ على الدولة في ظروف معقدة، بينما يلقيه آخرون بالمسؤولية عن الفساد واندلاع الحروب، بما فيها الحرب الحالية.
عبد ربه منصور هادي (2012 – 2022)
· الفترة والإنجازات الرئيسية: خليفة صالح، وحكم خلال فترة انتقالية عقب الاحتجاجات الشعبية عام 2011. شهدت فترته انقلاب الحوثيين والحرب المستمرة منذ 2015.
· الرأي السائد: تتفاوت الآراء حول أدائه بين من يراه مسؤولاً عن تفكك الدولة وضعفها، ومن يعتبره حاكماً في ظروف استثنائية لا سيطرة له عليها.
معايير التقييم التي قد تفكر فيها
لتقييم أي رئيس، يمكنك النظر إلى عدة جوانب، مثل:
· الاستقرار والأمن: هل حافظ على أمن البلاد وشعبها؟
· الإنجاز التنموي: ما أبرز المشاريع الاقتصادية والتعليمية التي تحققت؟
· الوحدة الوطنية: كيف تعامل مع التعددية في المجتمع؟ وهل عزز الوحدة أم زاد الانقسام؟
· النزاهة والحكم الرشيد: هل اشتهر عهده بالشفافية ومحاربة الفساد؟
· السياسة الخارجية: كيف كان أداؤه في إدارة العلاقات مع الجوار والعالم؟
📌 نظرة تاريخية أوسع
من المهم تذكر أن تاريخ اليمن السياسي الحديث معقد، وشهد فترات متعددة:
· عهد الإمامة في الشمال (حتى 1962)، والذي انتهى بثورة 26 سبتمبر.
· الانقسام إلى دولتين: الجمهورية العربية اليمنية في الشمال، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب (حتى 1990).
· الوحدة اليمنية في 1990 وتأسيس الجمهورية اليمنية.
· فترة الحروب والصراعات التي تلت الوحدة، وصولاً إلى الحرب الراهنة.
كل مرحلة من هذه المراحل لها رجالها وظروفها الخاصة، مما يجعل المقارنة بين رؤساء من عصور مختلفة أمراً صعباً.
