كتب: توفيق السامعي
مناضل وسياسي وأول محافظ لعدن عقب الاستقلال الوطني..
من مواليد 1933م..درس في المدرسة الحكومية، ثم في مدرسة بازرعة، ثم التحق بالمعهد الفني، غير أنّه لم يُكمل دراسته فيه بطلب من أبيه. عُيّن موظفًا في مكاتب وأرصفة ميناء عدن عام 1952.
بدأ النضال ضد الاحتلال البريطاني لعدن قبل قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
وبعد قيام الثورة السبتمبرية وانطلاق شرارة ثورة 14أكتوبر توجه أبوبكر شفيق إلى تعز للتدريب في معسكر صالة ضمن مجموعة من المناضلين القياديين الذين تدربوا تدريباً خاصاً بالقادة العسكريين، وأوكلت له مهمة العمل الفدائي العسكري لجبهة عدن، وكان ضمن برنامجه قصف الإذاعة الخاصة بالقوات البريطانية ونادي ضباط البحرية وكذا قصف المطار العسكري وغيرها من الأهداف..
قام بتنفيذ عدد من العمليات العسكرية الجريئة، وشارك زملاءه في العديد من العمليات الأخرى.
كانت أول عملية يقوم بها المناضل أبوبكر شفيق والتي أطلق عليها اسم (فلفل على الجرح)، حيث قام شفيق ومعه أحمد هبة الله وعبدالرحمن فارع الشيباني ومحمد علي حيدرة وعلي العراقي.
ومن أهم العمليات التي تولى أبوبكر الإعداد لها وقيادتها عملية قصف المطار الحربي في خور مكسر بصاروخين (بلاندسيت)، حيث تم توجيه الصاروخين إلى عنابر الطائرات وإلى الطائرات الرابضة بجانبها فاشتعلت النيران في العنابر والطائرات.
تعرض للاعتقال مرات عديدة، ومورست ضده أساليب من التعذيب الجسدي والنفسي، ومنها إقدام القائمين على السجن بوضع طاقية وبدلة المحكوم عليهم بالإعدام على رأسه ووضعه في زنزانة انفرادية لإرعابه بعد أن عجزوا عن الحصول منه على أية معلومات عن الأعمال الفدائية التي قام بها والحصول على أسماء زملائه الفدائيين.
وفي آخر اعتقال له مكث في معتقل سجن المنصورة حتى إعلان رحيل آخر جندي بريطاني من عدن يوم الثلاثين من نوفمبر67م..ونظراً لدوره المشهود عين أول محافظ لمحافظة عدن في أول حكومة تم تشكيلها بُعيد الاستقلال الوطني، إلا أن فترة توليه لهذا المنصب لم تتجاوز الأربعة الأشهر فقط نظراً لعدم إيمانه بالنظرية الماركسية اللينينية التي انتهجها الرفاق حينها..
وبسبب موقفه هذا تعرض لمحاولة التصفية الجسدية ولكثير من المتاعب؛ فنزح إلى مدينة تعز في اليمن الشمالي عام 1970، وعمل في القطاع الخاص ضابط اتصال في شركة ليلي الألمانية للطرقات، ثم مديرًا لمصنع “الكندا دراي” للمشروبات الغازية، وشارك في تأسيس تنظيم اللقاء الوطني للتنظيمات الكفاحية الجنوبية، غير أنّ هذا التنظيم فشل، فشارك في تأسيس تنظيم التجمّع القومي للقوى الوطنية، وكان عضوًا في اللجنة التنفيذيّة، وسكرتيرًا لمكتب الدراسات والفكر في هذا التنظيم.
عُيّن وزيرًا مفوّضًا في وزارة الخارجية عام 1968، ثم مديرًا عامًّا لمكتب الأوقاف في مدينة عدن، وبعد تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، عُيّن مستشارًا لشؤون المساجد لمحافظات: عدن، ولحج، وأبين. التحق بالثوار المناهضين للاستعمار البريطاني في فترة مبكرة، وتم فصله من عمله بسبب مشاركته في التظاهرات تأييدًا لقيام الجمهورية في شمال اليمن.
انضمّ أبو بكر شفيق إلى حزب المؤتمر الشعبي العام عام 1998، وأصبح عضوًا في لجنته الدائمة.
وتوفيق أبو بكر شفيق يوم الأربعاء 20 يوليو 2022 في العاصمة المؤقتة عدن، عن عمر 89 عاماً.
