أنساب العرب : نظرة على القبائل العربية المشهورة وأصولها التاريخية

لطالما شكلت أنساب العرب وتجمعاتهم القبلية موضوع اهتمام واسع، حيث يسعى الكثيرون إلى تتبع جذورهم وأصولهم، واستكشاف المنابع الأولى للقبائل العربية التي انتشرت في مختلف أرجاء الوطن العربي. يهدف هذا المقال إلى إلقاء الضوء على جانب من هذه الأنساب، مع تقديم معلومات أساسية حول القبائل العربية المشهورة وتفرعاتها.

شجرة أنساب العرب: تقسيم تاريخي:

يقسم النسابون والمؤرخون العرب تقليديًا العرب إلى قسمين رئيسيين:

العرب البائدة: وهم القبائل التي انقطع نسلها لأسباب مختلفة، سواء نتيجة هلاكهم بعذاب إلهي كعاد وثمود، أو بسبب حروب داخلية كطسم وجديس. يعتقد أن من نجا من هذه القبائل قد اختلط نسله مع بقية العرب.

العرب الباقية: وهم القبائل التي استمر نسلها حتى يومنا هذا، وينقسمون إلى شطرين رئيسيين هما القحطانيون (أو اليمانية) والعدنانيون. ويتفق غالبية النسابين والمؤرخين على تتبع الأجداد وصولًا إلى عدنان، بينما يختلفون فيما وراء هذا الجد. كما أن معظم العشائر العربية اليوم تنسب أصولها إلى قحطان، بينما تعتبر الأنساب التي تتجاوز ذلك محل تكهن. ويشار هنا إلى أن تقسيم العرب إلى “عاربة” و”مستعربة” يستند إلى مصادر في كتب العهد القديم (التوراة)، وهو تصنيف لا يحظى بإجماع بين المؤرخين العرب.

أنساب العرب وقبائلهم المشهورة:

أولاً: القحطانيون (العرب القحطانية أو اليمانية):
ينتسب القحطانيون إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، ويتفرعون بشكل رئيسي إلى فرعين هما:

حِميَّر:

ومن أبرز قبائل حِميَّر قضاعة وكلب، وهما من القبائل الأم التي تفرعت منها العديد من البطون والعشائر العربية.

كهلان:

ويتفرع من كهلان عدة قبائل مهمة، منها همدان (التي تنحدر منها بجيلة)، والأزد (التي تفرع منها الأوس والخزرج – وهما الأنصار – وبارق وغامد وزهران وأسلم وقرن واحجن. كما تنحدر من زهران قبيلة دوس، ومن الأزد قبيلة جفنة التي تفرعت منها الغساسنة).

مواضيع ذات صلة : قبائل حمير وكهلان: الركيزتان الأساسيتان للنسيج القبلي اليمني

ثانياً: العدنانيون (العرب العدنانية):
ينتسب العدنانيون إلى نزار بن معد بن عدنان، ويتفرعون إلى فرعين رئيسيين هما:

مضر: ويتفرع من مضر فرعان رئيسيان آخران:

إلياس (خندف):

ومن قبائل إلياس هذيل وأسد وتميم وضبة والرباب ومزينة وكنانة (التي تنحدر منها قريش، ومنها النبي محمد ﷺ). وقد شهدت فترة الجاهلية حربًا ضروسًا بين فرعي مضر، كنانة وقيس عيلان، عرفت بحرب الفجار. وقد تحالفت قريش مع كنانة لكونها فرعًا منها.

قيس عيلان:

ومن فروع قيس عيلان قبائل هوازن وغطفان. تتفرع هوازن إلى ثقيف وعقيل وجعدة وعامر بن صعصعة (التي تنحدر منها بنو هلال أصحاب التغريبة الهلالية). أما غطفان فتتفرع إلى أشجع وعبس وذبيان (أصحاب حرب داحس والغبراء، ومن عبس برز عنترة بن شداد).

ربيعة:

وهو الفرع الثاني من العدنانيين، ومن أبرز قبائله عنز بن وائل وبكر بن وائل وتغلب بن وائل. والتي دارت بينها حرب البسوس الشهيرة. وقد برز من تغلب المهلهل (بطل حرب البسوس) وأخوه وائل بن ربيعة (كليب) الذي قاد قبائل العرب العدنانية في يوم خزاز وانتصر على اليمنيين وقتل ملكهم حسان (التبع اليمني). ليصبح ملكًا على قبائل العرب من نزار.
أما بكر بن وائل فتتفرع إلى عدة بطون منها بنو ذهل (التي ينتمي إليها أحمد بن حنبل). وشيبان (الذين انتصروا على الفرس في معركة ذي قار قبيل الإسلام). وعجل (التي شاركت أيضًا في ذي قار)، وقيس بن ثعلبة (التي ينتمي إليها الفارس الحارث بن عباد والشاعر الأعشى). وأيضًا بنو حنيفة (الذين وقفوا مع مسيلمة بن حبيب عندما ادعى النبوة، وعندما لامهم الناس على ذلك، قال بعضهم: “كذاب ربيعة خير من صادق مضر”، قاصدين بصادق مضر رسول الله ﷺ).