أصل قبيلة الخالدي : رحلة في عمق التاريخ والنفوذ

يتناول هذا المقال بشكل موسّع أصل قبيلة الخالدي، مع استعراض الروايات التاريخية المتضاربة حول نسبها، تفاصيل فروعها المنتشرة، أبرز عوائلها وشيوخها، وأهم المعارك التي خاضتها، بالإضافة إلى استعراض نفوذها في مناطق مختلفة مثل نجد، الأحساء، قطر، وسوريا.

تعد قبيلة الخالدي، المعروفة أيضاً بـ بني خالد، إحدى أبرز القبائل العربية التي سطرَّت تاريخاً حافلاً بالمجد والنفوذ، وامتد سلطانها عبر قرون طويلة في شبه الجزيرة العربية وما حولها. على الرغم من تراجع نفوذها السياسي في فترات لاحقة، إلا أنها ما زالت تحتفظ بمكانة مرموقة وإرث ثقافي غني بين القبائل العربية حتى يومنا هذا.

أصل قبيلة الخالدي: لغز نسبي يحير المؤرخين

على الرغم من الشهرة الواسعة لقبيلة بني خالد ونفوذها التاريخي، إلا أن تحديد النسب الدقيق لأصل قبيلة الخالدي ظل لغزاً يحير كبار المؤرخين وعلماء الأنساب. تعددت الأقوال والروايات في تحديد أصلهم إلى ثلاث نظريات رئيسية، لكل منها حججها ومؤيدوها:

1. الرواية القرشية: نسب إلى خالد بن الوليد

تنسب هذه الرواية قبيلة بني خالد إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد المخزومي القرشي، سيف الله المسلول. ويُعد هذا النسب شرفاً عظيماً لأي قبيلة، كونه يربطها بأحد أبرز قادة الإسلام وفاتحيه. ومع ذلك، يثير بعض النسابين شكوكاً حول هذه الرواية، مستندين إلى حقيقة أن نسل خالد بن الوليد قد انقطع، حيث لم يبق له عقب ذكور. هذا الانقطاع يجعل من الصعب إثبات اتصال مباشر بين قبيلة بني خالد الحالية وبين الصحابي الجليل من الناحية النسبية الصرفة، على الرغم من أن بعض فروع القبيلة قد تتشارك في الاسم أو التطلعات.

2. الرواية الهوازنية: من بني ربيعة بن عامر بن صعصعة

يعتقد فريق آخر من المؤرخين والباحثين أن أصل قبيلة الخالدي يعود إلى بني ربيعة بن عامر بن صعصعة من هوازن. هذه الرواية تجد قبولاً واسعاً بين العديد من المؤرخين، كونها تتوافق مع النفوذ التاريخي لقبيلة هوازن في مناطق الجزيرة العربية، وتحديداً في نجد وشرق الجزيرة، وهي المناطق التي شهدت صعود بني خالد. هذه النظرية تستند غالباً إلى التشابه في الأنماط الجغرافية والتاريخية للحركات القبلية في تلك الفترة، وقد تدعمها بعض الروايات الشفهية المتوارثة.

3. الرواية الطائية: من بني غزية من طيء

يرى بعض الباحثين أن أصل قبيلة الخالدي يعود إلى بني غزية من قبيلة طيء القحطانية. هذه النظرية تلقى تأييداً من بعض علماء الأنساب، وتستند إلى الوجود التاريخي لبني غزية في مناطق الشمال والوسط من الجزيرة العربية، قبل أن تتوسع فروعها إلى مناطق أخرى. قبيلة طيء معروفة بتاريخها العريق في الكرم والشجاعة، ووجود فروع منها في مناطق نفوذ بني خالد يمكن أن يدعم هذه الرواية، خاصة إذا كانت هناك هجرات تاريخية ربطت بين هذه الفروع.

إن هذا الاختلاف في الروايات يدل على تعقيد أصل قبيلة الخالدي وتشابك تاريخها، مما يعكس عمق تأثيرها وتداخلها مع العديد من القبائل الكبرى في شبه الجزيرة العربية.

أفخاذ قبيلة بني خالد: رحلة عبر التاريخ وأنساب قبيلة عريقة

تتكون قبيلة بني خالد من عدد كبير من الأفخاذ والبطون والعوائل، التي انتشرت في مختلف أنحاء الجزيرة العربية وخارجها. هذه الأفخاذ هي التي صنعت تاريخ القبيلة وشكلت نفوذها.

1. عوائل الجبور من بني خالد

تُعد قبيلة الجبور أحد البطون الرئيسية لبني خالد، وقد كان لها دور محوري في تاريخ القبيلة، خاصة في حكم المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية. امتد نفوذ الجبور ليشمل نجد، البحرين، وأجزاء من عُمان، وكانت لهم الزعامة المطلقة في القرن التاسع الهجري. برزوا كفرع مستقل بعد أن سادوا، على الرغم من أنهم في الأصل جزء من الضبييبات من الصبيخ من بني خالد.

وقد وصفهم المؤرخ ابن باسم بكلمات تعكس مكانتهم الرفيعة: “الجبور ذي البيت المعمور والفخر المذكور، ذي الجمع الثقل والعدد القليل، والمقتدون بآبائهم، المقتبس النور من بهائهم، عمده الضايم له الدهر المتبقى العسر باليسر، أظرف من ركب الخيل وأشرف من غشيه الليل، هباتهم متزايده فأين معن بن زائده، وكماتهم كالأسود يوم النزال، وعلاماتهم أشهر من بروق الخيال.”

يعود للجبور اليوم جبور عُمان في منطقة الحليج، والذين يُنسبون إلى هلال بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر بن نبهان الخالدي. وكذلك جبور سواحل الخليج المحاذي لإيران، الذين انخزل عنهم آل قضيب حكام لنجه سابقاً، ويعود نسبهم إلى القضيب بن كايد بن عدوان بن رزين بن زامل بن خسين بن ناصر بن جبر بن نبهان الخالدي. كما يُذكر أن آل النصور من بني خالد، حكام الساحل الشرقي للخليج، وترجع عشائرهم الرئيسية إلى الجبور، ومنها ما ينتمي إلى الصبيخ والعماير.

عوائل بني خالد في السعودية: انتشار جغرافي واسع

تتواجد عوائل بني خالد في عدد من مدن المملكة العربية السعودية، وتتركز أبرز تجمعاتهم في:

  1. الأحساء: تُعتبر الأحساء مركزاً تاريخياً وثقلاً كبيراً لتواجد بني خالد.
  2. المنطقة الشرقية: بشكل عام، تنتشر عوائل بني خالد في مدن وقرى المنطقة الشرقية.
  3. نجد: لهم تواجد كبير في مناطق نجد المختلفة.
  4. شقراء: من المدن التي تضم عوائل خالدية.
  5. القصيم: لهم حضور في مدن وقرى القصيم.
  6. عنيزة: تُعد عنيزة من المدن الهامة التي تضم عوائل من بني خالد.

شجرة الجبور من بني خالد: فروع وأماكن الإقامة

تتوزع فخوذ الجبور في عدد من مدن المملكة، وأبرز مناطق إقامتهم وفخوذهم في تلك المناطق كالتالي:

شيوخ بني خالد وأمرائهم: قادة النفوذ والسلطان

لعب شيوخ وأمراء بني خالد دوراً حاسماً في صياغة تاريخ القبيلة ونفوذها، وخاصة في فترة حكم الجبور. من أبرز هؤلاء القادة:

بعد سقوط إمارة الجبور الخوالد، تحالف بنو خالد مع الأتراك لطرد البرتغاليين من الخليج، ثم تولى الأتراك شؤون الخليج.

بني خالد في سوريا: امتداد جغرافي كبير

يبلغ عدد قبيلة بني خالد في سوريا ما يقارب مليوني شخص، وتتوزع على محافظات حمص، حماة، إدلب، درعا، دير الزور، حلب، وريف دمشق. كما أن لهم تواجد كبير في دول عربية أخرى مثل السعودية، العراق، الأردن، ولبنان.

تنقسم القبيلة في سوريا إلى عدة أفخاذ أو ما يُسمى الأسلاف السبعة، ومنها:

معارك بني خالد: تاريخ حافل بالانتصارات

تُشير المعارك التي خاضتها قبيلة بني خالد إلى قوتها ونفوذها العسكري. من أبرز وأهم هذه المعارك:

وقائع عام 1081 هجرية

وقائع 1090 هجرية

أفخاذ قبيلة بني خالد الأخرى

بالإضافة إلى الجبور، تتفرع قبيلة بني خالد إلى أفخاذ أخرى مهمة:

1. فخذ أبو علي

يتواجد بعضهم في القطيف وتاروت ولديهم أملاك نخيل. لهم فروع مشهورة منها آل حسن، آل خالد، آل رزين، آل شاهين، والذوادوة.

2. العمور: فرسان الصحراء وسادة المكرمات

تُعرف قبيلة العمور من بني خالد بـ “البحر الزاخر في الحرب” و”فخر المفاخر”. وقد وصفهم البسام بـ “العمور ذي الهبات الغمور، والطعن المشهور”، مما يدل على كرمهم الواسع وشجاعتهم. موطنهم وأصولهم: يُذكر أن العمور “آخر فخذ تكون في بني خالد”. استقرت هذه القبيلة في المنطقة الوسطى والشرقية من المملكة، ومناطق متفرقة من الجزيرة العربية، وأماكن متعددة في الخليج العربي. الأسر والبطون: تنقسم قبيلة العمور إلى عدة أسر رئيسية هي: السلمان، الغصاب، والعبد الله. وتولّت أسرة المنديل مشيخة القبيلة، حيث كان ليل بن حربي بن سلمان بن هتيمي المنديل أميراً عليهم. النسب العريق: يعود نسب العمور إلى هتيمي بن نهار بن سلمان بن فغران بن منديل.

3. الصبيح

يُعتبر الصبيح من أكبر بطون قبيلة بني خالد، ويعود نسبهم إلى عبدالرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي القرشي. كانوا يقيمون في القرن الخامس للهجرة في الحجاز. انضم جزء منهم لاحقاً مع أسر أخرى من بني خالد إلى قوات عسير لدعم صلاح الدين الأيوبي في بيت المقدس عام 583هـ، وذلك بحوالي 14,000 مقاتل. دخل الصبيح من بني خالد فيما بعد في قبيلة عنزة، لكن بعضهم ابتعد عن عنزة وانضم إلى أسر بني خالد في الشام، والتي دخل بعض منها في قبيلة شمر. كما وصل جزء آخر من الصبيح وبعض من بني خالد من الشام أيضاً برفقة القوات التركية عند احتلالها لمناطق البصرة والقطيف والأحساء. يتكون بطن الصبيح من مجموعة من الفروع، من أشهرها المخاصم «مخزوم» و«آل كتب» (المعروفون سابقاً بالضبيبات)، و«مياس» الذين منهم آل بوعينين في الجبيل وقطر والبحرين، وبنو كتب في الذيد، وكذلك بنو كتب في عُمان. والظهيرات الذين منهم فرع «آل حية» و«آل زبن» و«الحميدات»، وكانوا يقيمون في السابق في الجعيمة ورأس تنورة، ثم انتقلوا إلى قطر.

4. آل جناح

بطن رئيس من بطون قبيلة بني خالد من الجبور. جاء قسم منهم من الحجاز إلى نجد في العقد الأخير من القرن السادس للهجرة، وأنشؤوا مدينة عنيزة. لا تزال بالمنطقة قرية تُعرف باسمهم، شمال البلد، وأهلها من آل جناح من الجبور من بني خالد. ينتشر أفراد آل جناح في عنيزة ونواحيها، وفي القويعية وبريدة وغيرهما. ويتفرع بطن آل جناح إلى فخوذ منها «المطرودي» و«التركي» و«الخويطر» وغيرهم. ونخوتهم «ضناهبس» ووسمهم «الحية».

5. الدعوم

من البطون الرئيسة من بني خالد؛ جاؤوا من الحجاز إلى نجد مع بداية القرن السابع، وأقاموا في منطقة القصيم ومنها تفرقوا. أشهر الفخوذ التي تنتمي لهذا البطن «البليهد»، وتنتشر أسر البليهد في القراين والقصيم، وفيهم علماء وأدباء ومؤرخون منهم المؤرخ المعروف محمد بن عبدالله البليهد. ومنهم أيضاً «السيايرة»، وفيهم إمارة الدعوم، ومن أبرز أمرائهم أمير القصب الشاعر جبر بن سيار بن حزمي الخالدي، المتوفى سنة 1120هـ.

تاريخ بني خالد: من حكم العصفوريين إلى مواجهة الدولة السعودية

يُطلق مسمى “بني خالد” على تجمع قبلي كبير، تشكل على الأرجح خلال فترة حكم العصفوريين لإقليم بلاد البحرين (1230-1450م). لعل أشهر بطونهم هو آل حميد، الذي قاد قوات الجبور أثناء انسحابها من جزر البحرين على إثر مقتل مقرن بن زامل الجبري على أيدي البرتغاليين في سنة 1521. عزز ذلك انتقال زعامة بني خالد إليه، خاصة أنه كان زوج ابنة مقرن.

دفعهم انتقال السلطة الجبرية إلى أيدي أعمام صهرهم ومنافسيه إلى مد يد التحالف إلى آل مغامس من المنتفق، حكام إقليم بلاد البحرين (1525-1546). انصرف بنو خالد خلال هذه الفترة إلى تعزيز وضعهم الاقتصادي، فحققوا ثراءً كبيراً. وعندما نجح العثمانيون في القضاء على آل مغامس عام 1546، وتعيين فاتح باشا كأول والي عثماني على الأحساء، بدأ بنو خالد يتطلعون إلى السيطرة على الأحساء.

استغلوا فرصة انشغال العثمانيين في محاولة سيطرتهم على جزر البحرين سنة 1559 من البرتغاليين، وتمكنوا من السيطرة على بعض بلدان المنطقة. ثم بدأت سيطرتهم الفعلية في غضون عام 1664، مستغلين الفوضى التي عمّت الأحساء إثر هزيمة قوات حسين باشا أفراسياب أمام القوات العثمانية التي سيطرت على البصرة. استغل براك بن عريعر الفرصة وشرع في مفاوضات مباشرة مع الوالي العثماني، واستقل بحكم الأحساء بعيداً عن أية تبعية.

بني خالد في نجد: توسع النفوذ والصدام مع الدعوة الوهابية

بعد أن استقرت الأوضاع السياسية في إقليم بلاد البحرين بخضوعه لسلطة بني خالد المباشرة، أخذ بنو خالد يتطلعون إلى السيطرة على إقليم نجد، الذي يُشكل امتداداً طبيعياً لإقليم بلاد البحرين. في ظل غياب الوحدة السياسية النجدية بعد سقوط دولة الجبور، فقد خضع الإقليم لبني خالد الذين شرعوا بزعامة براك بن غرير في ترتيب الأوضاع السياسية فيه وإقرار النظام.

لكن تولي شقيقه خالد زعامة بني خالد إثر وفاة براك عام 1682 كان له أثر كبير على طبيعة الأوضاع السياسية في المنطقة، إذ بدأ الضعف يدب في أوصال الدولة. ازداد هذا الضعف مع ظهور دعوة محمد بن عبدالوهاب (1703-1791) في العيينة عام 1744، ومن ثم طرده منها إلى الدرعية، وتعاضده مع محمد بن سعود بن محمد بن مقرن (1697-1765)، وسعيهم إلى التوحيد السياسي لشبه الجزيرة العربية على أساس ديني.

المهاشير وبني خالد: صراعات داخلية وتراجع النفوذ

في وقت كان بنو خالد يعانون فيه من الانقسامات الداخلية، حيث نازعت قبيلة المهاشير آل حميد السلطة، وتمكنوا من قتل زعيم بني خالد سليمان بن محمد عام 1752. نصب عريعر بن دجين من آل حميد نفسه زعيماً لبني خالد، وقام بتكوين تحالف عشائري اتجه إلى الدرعية عام 1758 بغية القضاء على النفوذ الديني والسياسي للدعوة الوهابية. حاصرها لمدة شهر، ولكنه أُرغم على فك الحصار عنها في النهاية.

أسهمت هذه التطورات في تحفيز آل سعود بزعامة عبدالعزيز بن محمد بن سعود (1721-1803) بالقيام بأولى حملاتهم على الأحساء سنة 1762، واستطاع أن يُلحق الضرر ببلدة “المبرز” معقل بني خالد.

السيطرة على الأحساء: سقوط دولة بني خالد

استمرت الحملات والحملات المضادة بين بني خالد وآل سعود حتى وفاة الزعيم الخالدي عريعر بن دجين عام 1774، والذي أصاب بني خالد بموته الوهن، وشهدت دولتهم الاضطرابات والمنازعات الداخلية. أخذ مركز الثقل في إقليمي البحرين والأحساء يتحول إلى صالح آل سعود في نجد، خاصة بعد أن تمكنوا من بسط سلطانهم على كامل إقليم نجد عام 1778.

بدأ آل سعود يتطلعون إلى الأحساء معقل دولة بني خالد، وبدأ عبدالعزيز آل سعود يشن غارات على بلدان وقرى الأحساء. انتهى الصراع بين الطرفين في معركة “جبل عزيميل” سنة 1789، التي انتهت بهزيمة بني خالد، وفرار قسم من زعمائهم إلى قطر، والبعض إلى المنتفق. في حين عيّن آل سعود زيد بن عريعر أميراً على الأحساء، لتنتهي بذلك دولة بني خالد، ويُسدل الستار عليها.

بني خالد في قطر: دور في التطورات الإقليمية

في تلك الأثناء، كان يقوم على تصريف شؤون شبه جزيرة قطر، ويجمع الزكاة من قبائلها لبني خالد، أحد أعيان المنطقة وهو محمد بن مسلم. استغل الأخير الضعف والوهن الذي أصاب البيت الخالدي، وشرع في الاستقلال عن السيطرة المباشرة لبني خالد، واكتفى بالاعتراف بزعامة بني خالد الاسمية.

كذلك شهدت تلك الفترة ما يُعرف بالهجرة العتبية، التي انطلقت من وسط الجزيرة العربية تجاه ساحل قطر. يبدو أن بني خالد كانوا يشجعون مثل هذه الهجرات، لأن من شأنها توفير المحاربين الأقوياء لدولتهم. وليس أدل على ذلك من اشتراك العتوب مع بني خالد في فتح القطيف سنة 1667.

إلا أن تعرض العتوب لتحرشات عرب الهولة، الذين كانوا يسكنون الساحل الشرقي للخليج العربي، بالإضافة للخلاف القائم بينهم وبين آل مسلم، جعلهم يركبون البحر ويغادرون قطر، وتبعهم آل مسلم والهولة، حتى يقطعوا عليهم خط الرجعة، وأدركوهم في “رأس تنورة”، حيث وقع بين الفريقين على البر قتال شديد، انتصر فيه العتوب. بيد أن هذا النصر لم يؤد إلى عودتهم مرة أخرى إلى قطر، وإنما واصلوا مسيرتهم حتى استقروا في النهاية بالكويت.

كذلك شهدت فترة حكم دولة بني خالد ازدهار منطقة الزبارة، التي أُطلق عليها “المدينة التجارية الطارئة”، إذ حظيت بمكانة بارزة في تاريخ قطر والخليج العربي، كونها شهدت حركة تجارية رائجة. سجلت بأحداثها وتطوراتها وتفاعلاتها السياسية والاقتصادية حقبة تاريخية، تُعد حلقة مهمة من حلقات تاريخ قطر الحديث. يُحدد عثمان بن سند البصري (1180-1242هـ/ 1766-1826م)، تاريخ تعميرها بعام 1180هـ/ 1766م، فيذكر أن ابن رزق وخليفة بن محمد العُتبي تعاضدا “بعد الاستخارةِ وتسديدِ سهامِ الاستشارةِ على تعميرهِ، وتسميتهِ بالزبارةِ”.

الخالدي (الخوالد): انتشار ونفوذ اليوم

قبيلة الخالدي هي قبيلة عربية عريقة، توجد حالياً بشكل أساسي في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية. امتدت دولتهم تاريخياً من حدود عُمان جنوباً إلى حدود البصرة شمالاً، بالإضافة إلى مناطق مثل القصيم، الجوف، ونجد وغيرها. لهم وجود كبير في عدد من الدول العربية الأخرى مثل الكويت، البحرين، قطر، الإمارات، العراق، الأردن، فلسطين، ومصر.

رمز قبيلة بني خالد: الرمز المتعارف عليه لقبيلة بني خالد هو 911. تُستخدم هذه الرموز كنوع من التعريف والتمييز بين القبائل العربية.

علم بني خالد: يتميز علم بني خالد بوجود سيفين يحيطان بمساحة خضراء تتوسطهما، وهو تصميم يعكس تاريخهم العسكري وشجاعتهم، مع اللون الأخضر الذي قد يرمز إلى الخصوبة أو الانتماء الديني.

خاتمة: إرث أصل قبيلة الخالدي مستمر

يبقى أصل قبيلة الخالدي محوراً للبحث والتأمل التاريخي، لكن ما لا يختلف عليه اثنان هو عمق تأثير هذه القبيلة ونفوذها على مر العصور. من خلال شيوخها، فروعها المنتشرة، ومعاركها الحاسمة، ودورها في تشكيل الخريطة السياسية والاقتصادية للمنطقة، سطرّت بني خالد تاريخاً مجيداً لا يزال صداه يتردد في أرجاء شبه الجزيرة العربية والخليج. هذا الإرث لا يزال حياً في أبنائها المنتشرين اليوم، الذين يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم، ويسهمون في استمرارية مجد أصل قبيلة الخالدي العريق.

مواضيع قد تهمك

قبيلة بني خالد قبائل الكويت الهوله وش يرجعون
شجرة مطيررمز قبيلة مطيرفخوذ العتبان
قبيلة العجمان قبائل الدواسرالعبدلي وش يرجع 
غامد الهيلا قبيلة عتيبة قبائل نجد 
رمز قبيلة غامد قبيلة العجمينسب قبيلة حرب 
قبيلة غامد انسابها وديارهافخوذ قبيلة جهينة نسب قبيلة جهينة 
الحراجين وش يرجعون المطرفي وش يرجع قبيلة بلقرن 
قبيلة الغياثي قبيلة بني مهدي قبيلة يام الهمدانية
الجرفالي وش يرجعقبيلة هذيلاكبر قبائل الجنوب
قبيلة بني مالك قسرقبيلة شهرانالبقوم وش يرجعون
Exit mobile version