أشهر ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺣﻀﺮﻣﻮت : نظرة معمقة في قبائل حضرموت

يتناول هذا المقال بشئ من التفصيل أشهر قبائل حضرموت ، إذ يمثل إقليم حضرموت في جنوب شبه الجزيرة العربية بوتقة انصهرت فيها عبر العصور العديد من القبائل ذات الجذور العريقة والتاريخ الحافل. هذا التنوع القبلي الفريد أسهم في تشكيل الهوية الحضرمية المتميزة، تاركًا بصمات واضحة في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. يستعرض هذا المقال أشهر قبائل حضرموت، متتبعًا أنسابها وأصولها ومناطق نفوذها، مع إضاءة على بعض الجوانب التاريخية التي أغنت مسيرتها.

القبائل الحضرمية الأصيلة: جذور ضاربة في أعماق التاريخ

تتجذر في حضرموت قبائل عريقة شهدت قيام مملكة حضرموت القديمة وازدهارها، وتركت آثارًا موثقة في النقوش والمدونات التاريخية. من بين هذه القبائل:

• قبيلة حضرموت: وهي القبيلة الأم التي حمل الوادي والمملكة اسمها. استوطنت في البداية شرق الوادي، وكانت شبام أولى مواطنها. استغلت خصوبة الوادي في الزراعة وأنشأت حواضر ومدنًا، وكانت ميفعة ثم شبوة مركزًا لتجارة اللبان، السلعة الأهم في ازدهار جنوب الجزيرة العربية آنذاك.
• قبيلة سيبان: تعد من أقدم وأعرق القبائل الحضرمية، حيث يعود ذكرها إلى القرن السادس قبل الميلاد. حافظت على اسمها ومواطنها القديمة حتى يومنا هذا. ورد ذكرها في نقوش النصر ومدنها مثل ميفع ورتخم، وكانت حليفًا لدولة أوسان في حروبها، كما قاومت التوسع الحميري في حضرموت.
• قبيلة المهرة: تمثل الكيان السياسي البدوي لمملكة حضرموت القديمة، استوطنت المنطقة الشرقية المشهورة بإنتاج اللبان والتي حملت اسمها (أرض مهرة). اعتمد أفرادها على رعي الإبل والماشية، وبرعوا في نقل اللبان وحراسة القوافل التجارية. اشتهروا بامتلاكهم أجود أنواع الإبل (الإبل المهرية) وكانوا جزءًا أساسيًا من قوة المملكة القديمة.
• قبائل أخرى: تشير المصادر التاريخية والنقوش إلى قبائل أخرى سكنت حضرموت في العصور القديمة مثل شكيم (أو يشبم)، رشم (التي يُظن أنها تعود إلى قبيلة مقنعم السبئية)، يهبار (التي يُحتمل أنها قبيلة Jobaritai التي ذكرها بطليموس)، أسد (أو الأزد وفقًا لبعض الباحثين)، يام، كلب (التي يُنسب بعضها إلى عدنان أو قضاعة)، والصدف التي قاومت الحميريين وكندة ومذحج أثناء غزوهم لحضرموت.

قبائل حضرموت في العصور الإسلامية واللاحقة: تنوع الأصول وامتداد النفوذ

شهدت حضرموت في العصور الإسلامية وما بعدها هجرات واستقرارات لقبائل أخرى من مناطق مختلفة في شبه الجزيرة العربية، مما أضاف إلى نسيجها الاجتماعي تنوعًا وغنى. من أبرز هذه القبائل:

• قبيلة نوح: قبيلة كبيرة من قبائل البادية، تسكن وادي حجر ولبنة والحيسر وعالية وادي دوعن الأيمن. تتفرع منها عدة فروع وعشائر مثل العكابرة، الباقروان، آل بارجاش، آل بادبيان، آل بافقاس، آل بارشيد، آل بابطين، وآل باخيل، آل باحكيم، آل باصم، آل بامعس، آل باحميش، آل باجندوخ وغيرهم.
• قبيلة آل كثير: من أشهر وأعرق القبائل الحضرمية، حيث أسست سلاطين آل كثير دولة واسعة النفوذ في حضرموت وكانت آخر الدول القبلية قبل قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. ينتسبون إلى مالك بن حاشد بن همدان، من أكبر قبائل قحطان. تتضمن فروعًا مثل آل عون، آل عامر، آل عمر، ومنهم آل عبدالعزيز وآل عمر وغيرهم.
• قبيلة الكرب: قبيلة معروفة تنتسب إلى آل باحيان من بلعبيد، تسكن غربي حضرموت. تتكون من فروع مثل عيال الأسود، المطاحلة، والحولان. يذكر المؤرخ العراقي جواد علي أن اسمها ورد في كتابات المسند في وادي عمد.
• قبيلة نهد: قبيلة شهيرة تنتسب إلى نهد بن زيد من قضاعة، وتستقر حاليًا في وادي حضرموت، وتعد (قعوضة) مركزهم. من فروعها بني معروف، آل كليب، آل عامر، آل عجاج، وآل سعيد.
• قبيلة الصيعر: قبيلة كبيرة تنحدر من كندة، وتتكون من قبائل مستقرة ورحل تسكن في منطقة بريدة الصيعر ووادي سر والمرتفعات الشمالية والصحاري بين الريان غربي العبر ووادي حزرة. يعتمد أفرادها على الزراعة المطرية وتربية الجمال والماشية، وهاجر بعضهم إلى الخارج. ذكر الهمداني أنهم بنو الصيعر بن أشموس بن مالك بن الصدف، وينقسمون إلى قسمين: آل علي بلليث وآل محمد بلليث، ومنهم آل خشيشة، آل عون، آل شملان، آل صليع، آل عذرب، وآل خشيدل.
• قبيلة المناهيل: قبيلة كبيرة تسكن شمالي شرق حضرموت وتجاور العوامر وآل كثير. يرجح أنها هاجرت إلى حضرموت في القرن السادس الهجري. من فروعها بيت كزيم، بيت بالمَعشَني، وبيت بن طناف.
• قبيلة العوابثة: ينتسبون إلى عوبثان بن زاهر بن مراد من مذحج، ويسكنون وادي العين.
• قبيلة آل ذيب: قبيلة من حمير تنقسم إلى قسمين: النعمان وبالعبيد، وتسكن مرتفعات وادي رخية وعرما ودهر والعبر وشبوة وعساكر ورملة السبعتين. من فروعها آل باعوضة، أهل سليمان، وأهل باخرخور.
• قبيلة المشاجر: تسكن شمالي غرب وادي حجر في صيق العجر وجول ويبعث. من فروعها آل باحكم، آل بالميح، بالحم، باحفص، وآل باصليب.
• قبيلة بن محفوظ: تسكن الهجرين وتنتسب إلى كندة. كان لهم دولة في الهجرين استمرت قرابة 130 عامًا وسقطت عام 920هـ على يد السلطان الكثيري. من فروعها آل عمر بن محفوظ، القعاوشة، وآل الشيبة.
• قبيلة نعمان: تسكن غرب حضرموت، ويجمع هذا الاسم قبائل بريدة الدين والبلعبيد والبابحر.
• قبيلة آل خليفة: تسكن الحاضنة وتنتمي إلى قبائل حِبان.
• قبيلة يافع: قبيلة قديمة وكبيرة تنتسب إلى يافع بن قاول من حمير. هاجر قسم منهم إلى حضرموت وأقاموا عددًا من السلطنات مثل السلطنة الكسادية والقعيطية. يتركز وجودهم في القطن وشبام والقزة والهجرين بدوعن ومدن الساحل. من قبائلها بني قاصد، الظبي، والموسطة، ومن فخائذها الحدادي، آل خلاقي، الرشيدي، القعيطي، البكري، الكسادي، الذبياني، واليزيدي.
• قبيلة العوامر: قبيلة كبيرة تسكن شمالي شرق حضرموت وتنتقل على حدود الإمارات العربية المتحدة. من فروعها آل بدر وآل لز.
• قبيلة المشايخ: وهم سكان عندل والسفولة ولحروم جنوب الكسر، ويقومون بتقسيم مياه الوديان، وينتمي إليهم أغلب القضاة. من فروعهم آل باجابِر، العمودي، باطوق، آل باراس، آل باسندوه، آل باوزير، آل سحاق، آل بريك، آل ربيع، آل باعَبّاد، وآل بفَلَح.
• قبيلة الدين: تسكن ريدة الدين وتتكون من ديار كثيرة.
• السادة: فئة اجتماعية ذات سلطة روحية، اشتهروا ببناء القباب على موتاهم. من أبرز أسرهم آل المحضار، آل العطاس، الحبشي، آل عيدروس، آل السقاف، آل الكاف، بلفقيه، الجفري، وآل مديحج. يسكنون في وديان بن علي وساه وغيل بن يمين ووادي جردان ورخية ووادي حجر.
• قبيلة الجعدة: يسكنون وادي عمد ويرجع أصلهم إلى آل باجبير من بني مرة. من فروعهم المرازيح وآل ماضي وآل معيوف.
• الحموم : قبائل الحموم من اربعة ابناء ينتسبون الى عمرو بن الاسود الكندي على اغلب اقوال الحموم وهم : بيت علي ، بيت سعيد، بيت عبيد، بيت حسن.
• قبيلة آل باتيس: من سكان وادي عمد ويسكنون سدة آل باتيس وينتمون إلى قبائل نعمان.

مواضيع ذات صلة:

أسماء عوائل السادة الحضارم في اليمن

إضافات وتعميقات مهمة

• التكوين الاجتماعي: لم تكن القبائل في حضرموت كيانات منعزلة، بل تفاعلت فيما بينها عبر التحالفات والحروب والروابط الاجتماعية والاقتصادية. وقد لعبت هذه التفاعلات دورًا هامًا في تشكيل تاريخ المنطقة.
• الأدوار التاريخية: ساهمت العديد من هذه القبائل في الأحداث التاريخية الكبرى في حضرموت، سواء من خلال تأسيس دول وسلطنات أو من خلال المقاومة والدفاع عن المنطقة.
• التراث الثقافي: لكل قبيلة من قبائل حضرموت عادات وتقاليد وأعراف مميزة، تساهم في إثراء التراث الثقافي الحضرمي المتنوع.
• التوزيع الجغرافي: يمثل التوزيع الجغرافي للقبائل في حضرموت عاملاً مهمًا في فهم طبيعة علاقاتها ونفوذها الاقتصادي والسياسي.
• التغيرات المعاصرة: شهدت البنية القبلية في حضرموت تغيرات في العصر الحديث نتيجة لعوامل مثل التمدن والهجرة والتحولات الاقتصادية والسياسية.

ختامًا، في نهاية بحثنا عن أشهر قبائل حضرموت ، ننوه الى ان قبائل حضرموت نسيجًا اجتماعيًا حيويًا يعكس عمق تاريخ المنطقة وتنوع أصولها. فهم هذه القبائل وأنسابها وتاريخها يمثل مفتاحًا لفهم أعمق للهوية الحضرمية وتراثها الغني.