أحمد عبده ناشر العريقي (1917 – 1996)

كتب: توفيق السامعي

هناك الكثير ممن كان لهم الفضل في الثورة اليمنية وتأسيس الجمهورية، من خارج تنظيم الضباط الأحرار، لم ينصفهم المؤرخون وقدموا أكثر مما قدمه حتى بعض الضباط الأحرار الذين كانوا في انتظار ساعة الصفر.

بينما هنالك رجال عملوا بكل السبل سراً وعلانية حتى تثمر الثورة وتنضج الظروف وخلقوا وعياً مجتمعياً وثورياً وكونوا جيلاً ثورياً جاهزاً للانطلاق بالثورة، وتبنوا لوجيستياً وقدموا كل شيء فكانوا الأتقياء الأخفياء في تأسيس الجمهورية، وعلى رأسهم أبونا المؤسس أعلاه.

أحمد عبده ناشر العريقي: ثائر وتاجر وأحد ممولي الثورة وهندستها، ولد عام 1917م الموافق 12 صفر 1337 هجرية في قرية الحباترة عزلة الأعروق مديرية حيفان محافظة تعز.

تلقى تعليمه الأولي في كُتّاب/معلامة الأوساط قرية الحباترة عزلة الأعروق، ثم توجه صوب عدن ليعمل في حقل التجارة.

بادر قبل انتظام الحركة الوطنية عبر حركة الأحرار اليمنيين، هو وابن عمه المجاهد الشيخ ناشر عبدالرحمن العريقي إلى تأسيس «جمعية التعاون اليمنية» في عدن، وأنشآ معا مدرسة لتعليم أبناء الفقراء.

عاد ناشر إلى عدن من الصومال أول الأربعينيات حين وصل الزعيمان أحمد محمد نعمان والقاضي محمد محمود الزبيري ويثبتهما في عدن بعد أن فكرا في العودة إلى شمال الوطن بعد تفرق شملهم وشمل باقي مؤسسي حزب الأحرار اليمني أحمد الشامي وزيد الموشكي وعودتهما إلى ديوان ولي العهد أحمد.

تعاون أحمد عبده ناشر وشريكه الشيخ النبيل جازم محمد الحروي في استقدام «مطبعة النهضة اليمانية» إلى عدن التي طبعت نشرات الأحرار اليمنيين وصحفهم ومطبوعاتهم.

وفي أسمرة حاول ناشر استقطاب “سيف الإسلام” (قبل أن يكون سيفاً للحق) إبراهيم بن يحيى حميد الدين إلى الحركة الوطنية، حيث التقاه أحمد عبده ناشر وعزز قناعته في الخروج إلى ساحة النضال بعدن وقيادة العمل الوطني هناك برئاسة «الجمعية اليمانية الكبرى» بعد إجرائه زيارة إلى الحبشة ومقابلة الإمبراطور هيلا سيلاسي والتعرف على معالم النهضة هناك، والتزم بكافة نفقات إقامة سيف الحق إبراهيم في عدن قبل أن يتراجع عن ثوريته وقتله مسموماً من قبل أخيه الطاغية أحمد حميد الدين.

كان أحمد عبده ناشر همزة وصل بين أحرار اليمن في الداخل وفي الخارج؛ إذ تبرع وجمع تبرعات كثير من المهاجرين لنصرة قضايا هذه الشعوب، ووثق اتصاله بكلا المرحومين الشيخ عبدالله الحكيمي والأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان اللذين واصلا عبر إصدار صحيفتيهما (السلام) من كارديف و(الفضول) من عدن مسيرة حركة الأحرار بعد تشريد وسجن وإعدام قيادتها عام 1948م.

شارك أحمد عبده ناشر في إدارة وتنظيم التعبئة العامة للانضمام إلى وحدات الجيش والحرس الوطني.

قدّم لما قَدِم إلى صنعاء، بين يدي المشير عبدالله السلال، درساً جديداً في الوطنية والعطاء جواباً على أسئلة الرئيس السلال: “ما جئت إلا لأقدم دعمي، وأسأل ماذا تريد الثورة مني لأقدمه وليس العكس”!

مما يروى عن سيرته أن الشهيد الحمدي سأل أحمد النعمان من له الفضل الأكبر على حركة الأحرار ولم يذكر؟

فقال له: لو كان الزبيري معنا وسألتنا الاثنين نفس السؤال لقلنا بصوت واحد إنه أحمد عبده ناشر العريقي.

توفي الأب المؤسس أحمد عبده ناشر العريقي في 1996/12/6م.

Exit mobile version