مليشيا الحوثي تستهدف اختطاف النخب والمدنيين في محافظة إب

لم يعد أحدٌ في محافظة إب اليمنية بمنأى عن رعب المليشيات. في تصعيدٍ خطيرٍ يخنق أنفاس المدينة، كثفت مليشيا الحوثي الإرهابية حملتها الوحشية لاختطاف المواطنين العزل من منازلهم، مستهدفةً بشكلٍ ممنهجٍ أطباءَ ومعلمين وتجاراً ونشطاءً وقياداتٍ مجتمعيةً في عموم مديريات المحافظة. هذه الحملة المسعورة، التي وصلت ذروتها باختطاف معلمٍ من حضن أسرته فجراً بعد اقتحام منزله ونهب ممتلكاته، تُنذر بكارثة إنسانية في منطقة طالما اعتُبرت نسبياً هادئة.
التفاصيل الصادمة – جريمة اليوم
قبل شروق شمس اليوم، تحوّل منزل المعلم مطيع عبدالله نعمان الطيار في عزلة الثوابي بمديرية جبلة (جنوب غرب إب) إلى ساحة رعب. مصادر محلية أكدت لـ”الصحوة نت” أن مسلحي المليشيا اقتحموا المنزل قبيل الفجر، واختطفوا الأستاذ الطيار من بين أفراد عائلته المرعوبين. لم تكتفِ المليشيا بالاختطاف؛ بل هددت بتفجير المنزل نفسه، ثم شرعت في تفتيش الغرف بشكلٍ تعسفيٍّ، ونهب ممتلكات الأسرة، بما في ذلك هواتف أفراد العائلة، حتى هاتف زوجة المختطف لم يسلم من أيديهم. هذه الحادثة ليست معزولة، بل هي حلقة في سلسلة اختطافات ممنهجة.
اتساع نطاق الكارثة – أرقام وشهادات
كشفت منظمة “رصد للحقوق والحريات” النقاب عن حجم المأساة المتفاقمة. وثقت المنظمة في تقريرٍ صادمٍ اختطاف 33 مواطناً على الأقل خلال الأسابيع الأخيرة فقط، في حملةٍ واسعةٍ شملت معظم مديريات محافظة إب. الضحايا ليسوا أرقاماً مجردة؛ بل هم نخب المجتمع وعموده الفقري: أطباء يقدمون العلاج في ظروف بالغة الصعوبة، ومحامون يدافعون عن المظلومين، ومعلمون يمسكون بشعلة التعليم في ظل الدمار، ونشطاء مجتمعيون، وقيادات قبلية تحظى باحترام الناس. هذه الاستهدافات المتعمدة للنخب تهدف إلى شلّ حركة المجتمع وإسكات الأصوات الحرة.
تحذير حقوقي
حمّلت منظمة “رصد” مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الموجة الوحشية من الاختطافات والانتهاكات الجسيمة. وأكدت أن هذه الممارسات تشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي، وتستهدف بث الرعب بين السكان المدنيين العزل، وزعزعة الأمن في منطقة كانت تُعدّ من المناطق الأقل اضطراباً نسبياً. المنظمة دقت ناقوس الخطر محذرةً من أن استمرار هذه الحملة دون رادع سيؤدي إلى كارثة إنسانية وإفراغ المحافظة من كوادرها المؤثرة.
نمط إجرامي متكرر:
الاختطاف من داخل المنازل بعد اقتحامها بشكلٍ همجيٍّ، مصحوباً بالتهديد والترويع وتخريب الممتلكات والسرقة المباشرة (كما في حالة نهب هواتف عائلة الطيار)، لم يعد حدثاً استثنائياً في إب. لقد تحوّل إلى نهج معتمد من قبل المليشيا. هذا النمط المتكرر يكشف عن استهتار كامل بحرمة البيوت، وبأبسط حقوق الإنسان، ويعكس حالة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها هذه الجماعات المسلحة.
نداء عاجل:
في ظل الصمت الدولي المخجل، يتوجه أهالي محافظة إب، واليمنيون عامة، بنداء استغاثة عاجل إلى كافة المنظمات الدولية والإقليمية، والمجتمع الدولي، للضغط الفوري على مليشيا الحوثي للإفراج عن كافة المختطفين الأبرياء دون قيد أو شرط، ووقف حملة الاختطافات والترهيب هذه. حياة العشرات، ومستقبل منطقة بأكملها، على المحك. الوقت ليس في صالح الضحايا الذين يعانون ويلات السجون السرية ومصيراً مجهولاً.