ينابيع المعرفة

علي أحمد عنتر (1937 – 1986)

كتب : توفيق السامعي

ثائر، وسياسي، وعسكري، وشخصية قبلية، وهو من أكثر السياسيين والعسكريين حضوراً في الوسط الجنوبي بعد ثورة الرابع عشر من أكتوبر وفي الحزب الاشتراكي اليمني.

ولد علي أحمد عنتر عام 1937م في قرية (الخريبة) القريبة من مدينة (الضالع)، في محافظة الضالع.

تلقى مبادئ القراءة والكتابة في كُتّاب قريته، ثم رحل إلى الكويت طلبًا للرزق؛ فعمل فيها وانضم إلى حركة القوميين العرب.

وفي سنة 1380هـ/1960م، عاد إلى بلده وشارك في تأسيس حركة القوميين العرب في محافظته، وأصبح المسؤول الأول عنها.

عند انفجار ثورة الـ 26 من سبتمبر عام 1962م في شمال الوطن واشتداد الهجمات المضادة في محاولة يائسةٍ لوأد الثورة الوليدة برزت الضرورة الملحّة للإسهام في الدفاع عن الثورة أمام عنتر ورفاقه باعتبارها أهم وأنبل مهمة نضالية تقع على عاتق المناضلين الشرفاء، وإزاء هذه المستجدات الجديدة، وبرئاسة عنتر عَقد أبرزُ قادةِ حركة القوميين العرب في (الضالع) اجتماعهم في منزل الشهيد المناضل (علي شائع هادي) حيث تم في الاجتماع تدارس خطةٍ للإسهام المباشر في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر بكل الإمكانيات المتاحة وبمختلف الطرق، كما أنه ناقش إمكانية الثورة في الجنوب بعد أن توفر له أهم ظرف موضوعي لذلك، وعقب الاجتماع تحرك عدد كبير من الفدائيين مع إخوانهم من الجنوب للدفاع عن الجمهورية الفتية.

بعد عودة المتطوعين الجنوبيين من الشمال للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر، عادوا للجنوب لتفجير ثورة الرابع عشر من أكتوبر، وكونوا الوحدات العسكرية والنضالية للمقاومة والقتال.

كانت تعز عبارة عن معسكر تدريبي مفتوح لكل من أراد الالتحاق بالمقاومة للاحتلال، ففتح السلال المعسكرات في تعز لتدريب الثوار الجنوبيين وكان من بينهم علي عنتر وأبو بكر شفيق وعبود الشرعبي وأحمد حاجب وناصر الصمي وحيدر الهبيلي وغيرهم الكثير ممن لم تحضر أسماؤهم.

عندما انطلقت ثورة 26 سبتمبر 63 عمل مع رفاقه على إفشال المخططات الاستعمارية لإجهاض ثورة سبتمبر. وعند إشعال ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي أشعل شرارتها غالب راجح لبوزة كان علي عنتر ضمن طلائعها الأوائل مع رفاقه وإمدادها بالسلاح إلى جبهة ردفان.

وفي عام 1964 أرسل مع مجموعة من الثوار للتدريب في تعز بقيادة الشهيد علي شائع هادي، وبعد العودة من تلك التدريبات تم تعيينه قائداً لجيش التحرير لمنطقة الضالع، ومن هناك قاد العمليات العسكرية وأظهر قدرات ومهارات قيادية وشجاعة عالية.

وشارك عنتر في أكثر من جبهة حتى تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م وتدرج في المناصب القيادية في القيادة العامة للجبهة القومية واللجنة التنفيذية حتى العام 1972م.

وبعد الإطاحة بالرئيس قحطان الشعبي، وتعيين مجلس رئاسة، عين علي عنتر عضوًا في هذا المجلس، وقائدًا عامًّا للجيش، ثم عُيّن نائبًا لوزير الدفاع سنة 1390هـ/1970م، وأثناء ذلك تلقى عددًا من الدورات التدريبية في (موسكو)، وتم ترقيته إلى رتبة (عميد)، مع بقائه عضوًا في اللجنة المركزية.

قاد علي عنتر القوات التي أطاحت بسالم ربيع علي في 22 يونيو 1978م بتهمة اغتيال الرئيس الغشمي، ومن ثم تسلم الحكم بعده عبدالفتاح إسماعيل.

كان علي عنتر يمثل الجناح القبلي في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي فقام بعمل تحالف مع الرئيس علي ناصر محمد ضد الرئيس عبدالفتاح إسماعيل، وتم إزاحته من الرئاسة والحزب إلى موسكو، بعد ذلك تم الصراع بين علي ناصر وعلي عنتر وتصاعد هذا الصراع إلى أن أعيدت خارطة التحالفات بين علي عنتر وعبدالفتاح إسماعيل اللذين تحالف ضد الرئيس علي ناصر محمد نتج عنه أحداث 13 يناير عام 1986 وأدت تلك الأحداث إلى مقتل فريق علي عنتر بالكامل على رأسهم علي عنتر وعبدالفتاح إسماعيل وعلي شائع وصالح مصلح قاسم وغيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock