أصبح لوح الشوكولاتة الإماراتي الفاخر “شوكولاتة دبي” – المَحشوّ بكريمة الفستق الأخضر – ظاهرةً عالميةً اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما “تيك توك”، حيث تجاوزت مقاطع الفيديو المُروجَة له 120 مليون مشاهدة منذ ظهوره نهاية 2023. لكن هذا النجاح الساحق بدأ يُخلّف تداعيات غير متوقعة، أبرزها ضغطٌ غير مسبوق على المخزون العالمي من الفستق الحلبي، ما دفع متاجرَ كثيرةً إلى تقييد عدد الألواح المباعة لكل عميل.
السر وراء الهوس العالمي:
يتميز اللوح، الذي تحمل علامته التجارية اسم “Can’t Get Knafeh of It” (تلاعب لفظي يجمع بين “لا أستطيع التوقف عن تناوله” وكلمة “الكنافة”)، بمزيج فريد من شوكولاتة الحليب وعجينة القطايف المبروشة وحشوة كريمية من الفستق. تنتجه شركة “فيكس” الإماراتية المتخصصة في الشوكولاتة الفاخرة، ويُباع حصرياً داخل الإمارات، لكن شهرته عبر “تيك توك” جعلته مطلباً عالمياً، ما دفع شركات كبرى مثل “لاديراخ” و“ليندت” إلى طرح منتجات مشابهة في سوق تنافسي محموم.
أزمة الفستق الحلبي: بين ترندات السوشيال ميديا وتقلبات السوق
أدى الطلب المتصاعد إلى ندرة في الفستق الحلبي، الذي تُنتجه الولايات المتحدة وإيران بشكل رئيسي، حيث قفز سعر الرطل من 7.65 دولاراً إلى 10.30 دولاراً خلال عام واحد. وقد تفاقمت الأزمة بسبب عوامل أخرى، منها:
- تراجع المحصول الأمريكي (أكبر مصدّر عالمي) العام الماضي، رغم تحسُّن جودته.
- توجيه الحبوب عالية الجودة للبيع كمكسّرات كاملة بقشورها بدلاً من استخدامها في الصناعات الغذائية.
- زيادة صادرات إيران من الفستق إلى الإمارات بنسبة 40% خلال النصف الأول من 2024، في محاولة لسد الفجوة.
تأثير السوشيال ميديا: نجاحٌ ذو حدين
على الرغم من تحوّل “شوكولاتة دبي” إلى ظاهرة ثقافية تعكس قوة المنصات الرقمية في تشكيل أنماط الاستهلاك، إلا أن قطاع الصناعة لم يكن مستعداً لهذا الإقبال الجنوني. يُعلق تشارلز جاندرو، المدير العام لمجموعة “بريستات” البريطانية: “الطلب فاجأ الجميع، فجأةً صارت كل متاجر العالم تطلب منتجات الفستق”.
مستقبل الظاهرة: هل تتجاوز الصناعة التحديات؟
في ظل استمرار الهوس العالمي بالمنتج، تُواجه الشركات تحدياتٍ في تأمين المواد الخام وتلبية الطلب، بينما يحذّر خبراء من أن استنزاف المخزونات قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاعات في الأسعار، أو حتى إعادة تشكيل خريطة إنتاج الفستق عالمياً.
خلاصة:
تُظهر قصة “شوكولاتة دبي” كيف يمكن لترندٍ رقمي عابر أن يُحدث زلزالاً في أسواق السلع العالمية، مُذكِّراً بمدى ترابط الاقتصاد الرقمي مع الواقع المادي في عصرنا الحالي.
