الدين والحياة

تكبيرات عيد الفطر: بين السُنّة النبوية والعرف الشعبي.. دليلك الكامل للصيغ الشرعية

في ظل الأجواء الروحانية لعيد الفطر، تبرز تكبيرات عيد الفطر كأحد أهم الشعائر التي تعبّر عن فرحة المسلمين بإتمام فريضة الصيام، حيث تتردد أصداؤها في المساجد والأحياء منذ غروب شمس آخر يوم من رمضان.

تتميز التكبيرات في العالم الإسلامي بتنوع صيغها بين ما ورد عن السلف الصالح وما اعتاده الناس عبر الأجيال، حيث درج العامة على صيغة مميزة تجمع بين التكبير والتهليل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

الصيغة التقليدية التي اعتادها الناس تشمل: – التكبير المتكرر (الله أكبر الله أكبر الله أكبر) – التوحيد والتحميد (لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد) – التسبيح والتمجيد (الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا) – ذكر نصر الله للمؤمنين (نصر عبده وأعز جنده) – ختامًا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

أكد الإمام الشافعي على شرعية هذه الصيغة بقوله: “وإن كبر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن”، مما يدل على سعة الأفق في هذا الباب وعدم تقييده بصيغة محددة.

من الناحية الشرعية، لم ترد صيغة محددة في السنة النبوية، لكن ثبت أن بعض الصحابة مثل سلمان الفارسي كانوا يكبرون بصيغة مختصرة: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد”.

يستند الفقهاء في مشروعية التكبير إلى الآية الكريمة: “وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُم” (البقرة: 185)، حيث يأخذون بالمطلق في الصيغة ما لم يرد ما يقيده.

في العصر الحاضر، ينصح العلماء بالالتزام بما يلي: – الجهر بالتكبير للرجال في الأماكن العامة – مراعاة مشاعر الآخرين وعدم الإزعاج – اغتنام هذه الأيام بالذكر والدعاء – الحفاظ على الروحانية والبعد عن المظاهر المادية.

ختامًا، تبقى تكبيرات العيد شعيرة عظيمة تجمع بين الفرحة الروحية والعبادة، وهي فرصة ثمينة لتعظيم الله وشكره على نعمة إتمام الصيام، مع الحفاظ على الوسطية وعدم التضييق في ما وسعه الشرع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock