تعليق في الفيسبوك لفتاة يتحول الى جريمة هزت عالم الأدب

في عام 2014، كان الكاتب البريطاني الطموح ريتشارد بريتين يبحث عن فرصته في عالم الأدب. قرر مشاركة مسودة روايته الجديدة على الإنترنت، آملًا في الحصول على المديح والنقد البناء. وبينما تلقى بعض التعليقات الإيجابية، لم تخلُ التجربة من ردود الفعل السلبية.
من بين تلك التعليقات، برز تعليق بسيط وقاسٍ كتبته مراهقة تُدعى بايج رولاند. كان تعليقها مجرد سخرية ساذجة: “شعرت بالملل حتى الموت وأنا أقرأ!”. لم يكن التعليق فاحشًا أو جارحًا، بل كان مجرد ملاحظة عابرة بالنسبة لمعظم القراء، ولكن بالنسبة لبريتين، كان بمثابة شرارة أشعلت فيه غضبًا غير مبرر.
بدلًا من تجاهل التعليق، بدأ الكاتب في تتبع هوية بايج عبر حسابها على فيسبوك. اكتشف أنها تعمل في متجر بقالة بمدينة غلاسكو في اسكتلندا، على بعد أكثر من 800 كيلومتر من لندن. وهنا، اتخذ بريتين قرارًا صادمًا: قرر السفر كل هذه المسافة بهدف واحد فقط، هو الانتقام من فتاة لم تكن تدرك حتى أنه قرأ تعليقها.
دخل بريتين المتجر كأي زبون عادي. عندما وجد بايج ترتب علب الحبوب على الرفوف، اقترب منها بهدوء، والتقط زجاجة نبيذ ثقيلة، ثم قام بضربها بها بقوة على رأسها. سقطت الفتاة أرضًا والدماء تنزف منها، بينما حاول بريتين الهرب.
لحسن الحظ، لم تكن إصابة بايج قاتلة وتم إنقاذها، وتمكنت الشرطة من القبض على بريتين. في المحكمة، كانت الأدلة دامغة والنية واضحة، ليُحكم عليه بالسجن لمدة 30 شهرًا.
تعتبر هذه القصة مثالًا حيًا على الجانب المظلم للإنترنت، وكيف أن تعليقًا واحدًا يمكن أن يكون كافيًا لإطلاق شرارة عنف في عقل مضطرب. إنها تذكرة بأن الكلمات، حتى لو كانت عابرة، قد لا تُنسى أبدًا من قبل الآخرين، وقد تعود لتطارد صاحبها بشكل غير متوقع.