الادوية والامراض

الشلل الدماغي: نظرة شاملة

التعريف والأهمية الإحصائية
الشلل الدماغي (Cerebral Palsy – CP) هو مصطلح جامع لمجموعة من الاضطرابات العصبية الدائمة التي تؤثر على التحكم الحركي وتنسيق العضلات. قد يصاحبه تأثيرات على الحواس (كالرؤية والسمع) والإدراك والمشاعر. يُعد السبب الأكثر شيوعاً للإعاقات الحركية لدى الأطفال، حيث تتراوح معدلات الإصابة بين 1.5 إلى 4 حالات لكل 1000 طفل عالمياً.


الأعراض عند الرضع والأطفال

تتفاوت شدة الأعراض من طفيف إلى شديد، وتظهر عادةً قبل سن 3-4 سنوات:

  • تأخر المهارات الحركية: تدحرج، جَلْس، زحف، مشي.
  • اختلال توتر العضلات: تيبس شديد أو ليونة مفرطة.
  • اضطرابات الكلام: تأخر التلفظ أو صعوبة النطق.
  • حركات لا إرادية: رعاش، تشنجات، أو ترنح.
  • أعراض مصاحبة: سيلان اللعاب، صعوبة البلع، مشية غير طبيعية، استخدام جانب واحد من الجسم.
  • مشاكل عصبية: نوبات صرع، إعاقات ذهنية، ضعف البصر.

الأسباب وعوامل الخطر

ينتج عن تلف في الدماغ النامي (قبل/أثناء الولادة أو في السنوات الأولى) بسبب:

  • أسباب ما حول الولادة: اختناق الولادة، اليرقان الحاد.
  • العدوى: إصابات الأم (الحصبة الألمانية، الهربس) أو الرضيع (التهاب السحايا).
  • الجينات: طفرات تؤدي لنمو دماغي غير طبيعي.
  • الإصابات: نزيف دماغي، حوادث، إساءة معاملة.

عوامل الخطر:
الولادة المبكرة، انخفاض الوزن، الحمل المتعدد، الولادة المقعدية، عدم توافق العامل الريصي، تعرض الأم لسموم.


أنواع الشلل الدماغي

النوعالانتشارالسمات الرئيسية
التشنجي80%تيبس عضلي، مشية مقصية
الحَرَكي6-15%حركات لا إرادية (بطيئة/سريعة)
ناقص التوترنادرليونة عضلية، ضعف تحكم في الرأس
الرنحي5-10%اختلال التوازن، حركات غير متناسقة
المختلطشائعمزيج من التشنجي والحَرَكي

التصنيف الوظيفي (نظام GMFCS)

المستوىالقدرة الحركية
Iمشي دون قيود
IIمشي لمسافات طويلة (لا جري/قفز)
IIIمشي بمعينات (كرسي متحرك للخارج)
IVحركة محدودة (كرسي متحرك مع مساعدة)
Vاعتماد كامل على الآخرين في الحركة

التشخيص

يعتمد على:

  1. التقييم السريري: فحص عصبي مفصل، تتبع مراحل النمو.
  2. الفحوصات:
  • تصوير الدماغ: (رنين مغناطيسي، أشعة مقطعية، موجات فوق صوتية).
  • تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لاكتشاف الصرع.
  • تحاليل الدم لاستبعاد أمراض أخرى.
  1. تحويل لاختصاصيين: (عيون، سمع، تخاطب) لتقييم المضاعفات.

المضاعفات المحتملة

  • تشوهات العمود الفقري (جنف، حداب).
  • هشاشة العظام وسلس البول.
  • تقلصات عضلية مؤلمة.
  • صعوبات التواصل والبلع.
  • مشاكل نفسية واجتماعية.

العلاج الشامل

يهدف لتحسين الوظيفة الحركية ومنع المضاعفات:

  • الأجهزة المساعدة: كراسي متحركة، دعامات، سماعات.
  • الأدوية:
  • مرخيات عضلية (باكلوفين، دانترولين).
  • حقن البوتوكس لتخفيف التشنج.
  • مضادات الصرع.
  • الجراحة:
  • جراحات العظام لتصحيح التشوهات.
  • بَضع الجذور الظهرية الانتقائي (SDR) للحالات الشديدة.
  • العلاجات التأهيلية:
  • علاج طبيعي لتحسين الحركة.
  • علاج مهني لتنمية المهارات اليومية.
  • علاج نطق وتغذية.

الوقاية والتوقعات

  • الوقاية: تلقيح الأمهات، متابعة الحمل، منع الولادة المبكرة.
  • التوقعات:
    لا يوجد علاج شافٍ، لكن التدخل المبكر يحسن جودة الحياة بشكل كبير. تختلف الاحتياجات بين المرضى، وقد يستقل البعض في أداء مهامهم بينما يحتاج آخرون لدعم مستمر. التركيز على تمكين المريض عبر التكنولوجيا المساعدة والدعم النفسي.

ملاحظة: العلاج بالخلايا الجذعية لا يزال تحت الدراسة ولا يُعد خياراً علاجياً معتمداً حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock