التغير الاجتماعي والتنمية

يشير مفهوم التنمية بمعناه العام إلى محاولة الإنسان تغيير الواقع و ظروفه لتحقيـق وضـع مستقبلي تم تصوره سلفا، فعملية التغير هنا قصديه أساسها الإرادة الإنسانية، وما يرتبط بهـذه من وعي ودراية وقدرات و تخطيط و أساليب مختارة و تنظيمات، فالتنمية عمليـة مدروسـة منظمة يوجهها الإنسان ولو نسبيا بما يحقق غاياته . أي أن التنمية تشير إلى الجهود المبذولة التي تبذل لإحداث سلسلة مـن التغيـرات الوظيفيـة والهيكلية اللازمة لنمو المجتمع.
ما العلاقة بين التنمية الاجتماعية والتغير الاجتماعي؟
إن مفهوم التنمية الاجتماعية هو اقرب المفاهيم لتغير الاجتماعي مقارنة بمفاهيم التقدم والنمو والتطور
إلا أن مفهوم التغير الاجتماعي يختلف عن التنمية التي هي في المحصلة النهائية ذات بعد ايجابي باستمرار أي لا تتضمن البعد السلبي أي أن التنمية الاجتماعية ايجابية دائما في حين أن التغير الاجتماعي قد يكون أيضا نكوصا.
ويتبين من العرض السابق لمصطلحات التغير الاجتماعي أنها كانت في البداية تستعمل كمترادفات ولم يكن التمييز بينها واضحاً ولم يبدأ التفريق بينها إلا مع بداية القرن العشرين بعد أن وضع ويليام اوجبيرين كتابة المعروف بالتغير الاجتماعي … ومن هنا نستطيع القول أن مفهوم التغير الاجتماعي يختلف عن المفاهيم الأخرى (التطور الاجتماعي، النمو الاجتماعي، التنمية الاجتماعية) ولا يمكن استعماله كمرادف لها لأنها تحمل معنى واحده هو التقدم والتحسن والزيادة فهي ذات بعد ايجابي باستمرار أي لا تتضمن البعد السلبي أي أنها ايجابية دائما في حين أن التغير الاجتماعي قد يكون تقدم أو تأخر، تحسن أو تخلف، سلبي أو ايجابي.
فالتغير الاجتماعي يكون اقرب إلى الموضوعية لأنه يصف الواقع كما هو كائن فعلاً وليس كما يجب أن يكون أي انه يهتم بالمجتمع في الواقع الفعلي .
و- التغير الاجتماعي والتحديث
يتضمن معنى مفهوم التحديث التحول من مجتمع تقليدي إلى مجتمع حديث؛ والتحديث عملية تمايز بنائي أي هي نتاج لتمايزات بنائية ، أو الانتقال من مجتمع متجانس إلى مجتمع يقوم على التخصص في الوظائف وتقسيم العمل وانتشار الصناعة ، وإن هذا التحول يتم في أربعة قطاعات اجتماعية (قطاع التكنولوجيا، الزراعة، الصناعة، قطاع زيادة الحراك الاجتماعي والسكاني)،والتحديث عملية تغير اجتماعي يتحول المجتمع النامي بمقتضاها إلى اكتساب الخصائص الشائعة المميزة للمجتمعات الأكثر تحضرا.





