في أول أيام عيد الفطر المبارك لعام 2025، الموافق ليوم الاثنين، تشهد أسعار الذهب في مصر استقرارًا ملحوظًا عند أعلى مستوياتها التاريخية التي سجلتها مؤخرًا، وذلك مع بداية تعاملات الأسبوع.
وقد سجلت الأسعار المعلنة اليوم:
عيار 24: 5011 جنيهًا مصريًا للجرام.
عيار 21 (الأكثر تداولًا): 4385 جنيهًا مصريًا للجرام.
عيار 18: 3758 جنيهًا مصريًا للجرام.
الجنيه الذهب: 35080 جنيهًا مصريًا.
وشهد شهر مارس من عام 2025 ارتفاعًا لافتًا في أسعار الذهب داخل السوق المصري، حيث قفز سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار 350 جنيهًا، مسجلًا زيادة قدرها 8.6% خلال شهر واحد فقط، وهي أعلى نسبة ارتفاع يشهدها منذ شهر فبراير من العام السابق 2024.
هذا الارتفاع يعكس الإقبال المتزايد على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.
ووفقًا لتقارير صادرة عن شعبة الذهب والمعادن الثمينة، فإن هذا الصعود القياسي للذهب محليًا يأتي مدفوعًا بشكل أساسي بالارتفاع الكبير في سعر الأونصة الذهبية على المستوى العالمي، والتي تجاوزت حاجز الـ 3086 دولارًا أمريكيًا بنهاية الأسبوع الماضي.
ويُعد هذا الرقم أعلى مستوى تاريخي يسجله الذهب في الأسواق العالمية.ويُرجع الخبراء هذا الارتفاع العالمي، الذي تجاوز 17% منذ بداية عام 2025، إلى تصاعد المخاوف بشأن اتساع نطاق الحرب التجارية الدولية.
وقد زادت هذه المخاوف بشكل خاص بعد إعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات والشاحنات الخفيفة، وهو القرار الذي من المقرر تفعيله خلال الأسبوع الجاري.
وقد أثارت هذه الإجراءات قلق الأسواق حيال احتمالية ارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.
وفي هذا السياق، أوضحت التقارير أن السوق المحلي في مصر يتفاعل بشكل مباشر وفوري مع هذه التحولات العالمية.
فقد أصبحت تحركات سعر الأونصة الذهبية في البورصات العالمية هي المحرك الرئيسي لأسعار الذهب في السوق المصري، خاصة في ظل الاستقرار النسبي لسعر صرف الدولار الأمريكي وثبات مستوى الطلب المحلي على الذهب.
إضافة وتحليل:
تجدر الإشارة إلى أن الذهب يُعتبر تقليديًا ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.
ومع تصاعد التوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، يزداد الإقبال على الذهب كأصل يحافظ على قيمته.
كما أن ضعف الدولار الأمريكي عالميًا قد يساهم في ارتفاع أسعار الذهب المقومة بالدولار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فترة عيد الفطر المبارك تشهد عادةً زيادة في الطلب على الذهب في مصر لأغراض الزينة والهدايا، مما قد يساهم في دعم الأسعار محليًا. ومع ذلك، فإن الارتفاع الحالي يبدو مدفوعًا بشكل أساسي بالعوامل العالمية.وتشير التوقعات إلى أن تطورات السياسات التجارية الدولية، وخاصة العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، ستظل عاملاً حاسمًا في تحديد اتجاهات أسعار الذهب خلال الفترة القادمة.
ويتوقع المحللون استمرار جاذبية الذهب كأحد أفضل الأصول الاستثمارية أداءً في ظل الضغوط المتزايدة على الأسواق العالمية، مما قد يعني استمرار الأسعار عند مستويات مرتفعة أو حتى تحقيق المزيد من الارتفاعات في الفترة المقبلة.
تأثير محتمل:
من المرجح أن يؤثر هذا الارتفاع في أسعار الذهب على حركة البيع والشراء في السوق المحلي، حيث قد يتردد البعض في شراء الذهب في ظل هذه الأسعار القياسية، بينما قد يرى آخرون فيه فرصة لتحقيق أرباح على المدى الطويل.
كما أن ارتفاع أسعار الذهب قد يؤثر على أسعار المشغولات الذهبية، مما يزيد من تكلفة اقتنائها.
