القبائل العربية

أفخاذ العصمة من قضاعة إلى هوازن.. رحلة قبيلة سطرت تاريخ الحجاز ونجد

تتشابك جذور القبائل العربية كأغصان شجرة البطم العتيقة، ممتدة في عمق التاريخ، حاملةً في ثناياها أمجاد الأسلاف وصراعات النسب. ومن بين هذه القبائل التي حفرت اسمها في صخور الجزيرة العربية، تبرز قبيلة العصمة، قبيلة عريقة تنتمي إلى كيان عتيبة العظيم، تتناثر ديارها بين تهامة الحجاز ونجد، حاملةً إرثًا ثقيلًا من التاريخ والأنساب المعقدة. إن الحديث عن أفخاذ العصمة ليس مجرد سرد لشجرة عائلية، بل هو رحلة في أعماق الزمن لفهم تكوين مجتمع قبلي مترابط، شديد الفخر بأصله، محافظ على تقاليده رغم انتشاره الجغرافي الواسع.

العصمة وش يرجعون

تفتح كتب الأنساب والمؤرخين القدامى نافذة على الأصول الأولى التي تنسب إليها قبيلة العصمة. يورد ويؤكد الأصبهاني في كتابه “المنتخب من كتاب الأغاني” هذا الارتباط، مشيرًا إلى وجود بني عصيمة بالحجاز، واصفًا إياهم بأنهم “ناقلة في بني جشم”، مع الإشارة إلى زعمهم انتماءهم لليمن. وقد علق العلامة الشيخ حمد الجاسر – رحمه الله – على كلام الأصبهاني في حواشيه، مؤكدًا أن العصمة المعاصرة هم أحفاد عصيمة بن جُشَم بن معاوية بن بكر بن هوازن، مستندًا في ذلك إلى ما نسبه ابن الكلبي لهم في اللبوء بن إمرة مناة من قُضاعة.

هذه النصوص التاريخية تشير بوضوح إلى الأصل القُضاعي لـ عصيمة القديمة. ولكن السؤال المحوري الذي يثيره الباحثون والمهتمون بأنساب القبائل: هل قبيلة العصمة الحالية هي نفسها تلك القبيلة التاريخية التي ذكرها ابن حزم والأصبهاني، كما رجح الشيخ الجاسر؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه تشابهًا في الأسماء، بينما العصمة المعاصرة هي قبيلة مستقلة بذاتها، تنتمي لفرع آخر من شجرة العرب الكبرى؟

هنا يبرز رأي آخر، متجذر في الرواية الشفهية التي يحملها كثير من عارفين وشيوخ العصمة أنفسهم. فهم يؤكدون أن أصلهم يرجع إلى بني سعد بن بكر بن هوازن، تلك القبيلة الهوازنية العظيمة التي اشتهرت بحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم في طفولته وإرضاعه. هذا الاختلاف في تحديد الأصل (قُضاعة أم هوازن) يضفي هالة من الغموض والتساؤل على الجذور الأولى للقبيلة، وهو أمر ليس غريبًا في علم الأنساب العربي الذي شهد تحالفات وانتسابات متعددة عبر القرون. بغض النظر عن هذا الجدل الأكاديمي حول الأصول الأولى، تظل حقيقة واحدة ثابتة لا تقبل الشك: قبيلة العصمة اليوم هي إحدى أشهر وأبرز قبائل عتيبة، تتمتع بمكانة مرموقة وسمعة طيبة، وهي من القبائل الكبيرة المنتشرة انتشارًا واسعًا بين أودية الحجاز الخصبة ونجد. يتمركز قسم كبير منهم في القرى والمزارع المحيطة بالطائف، مثل وادي القيم المشهور، والأخيضر، وجليل، وبسل، وقملة، وشرب، حيث عُرفوا بالاستقرار والزراعة جنبًا إلى جنب مع حياة البداوة التي يمارسها فروعهم الأخرى.

شجرة العصمة

تقف قبيلة العصمة على قمة هرم تنظيمي دقيق، يتشكل من خمسة بطون كبرى، تشكل العمود الفقري للقبيلة وتاريخها. هذه البطون الخمسة هي: العبابيد، العلاوين، الجلاة، الشفعان، والحمارين. تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض المصنفين يجمعون العلاوين ضمن العبابيد، فيصبح عدد البطون الكبرى أربعة فقط. إلا أن الرواية الأكثر تداولًا والأخذ بها – خاصةً من قبل العارفين من أبناء القبيلة أنفسهم – هي التقسيم الخماسي، حيث يعتبر العلاوين بطنًا مستقلًا. يتفرع كل بطن من هذه البطون العظام إلى عدد كبير من الأفخاذ، والتي بدورها تتشعب إلى عشائر وأسر أصغر، مشكلةً نسيجًا اجتماعيًا معقدًا ومتماسكًا في آن واحد. إن فهم هذه التقسيمات هو مفتاح فهم التركيبة الداخلية للقبيلة وتوزيع مسؤولياتها ومنازلها.

1. العبابيد: أبناء عباد بن شجعان
ينسب العبابيد إلى جدهم المؤسس عباد بن شجعان بن عاصم بن عصيم بن قاسم بن منصور بن عامر الهوازني. وهم بطن عريض، ينقسم إلى مجموعة كبيرة من الأفخاذ المهمة داخل القبيلة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • النباعين: وهم فخذ معروف بقوته وعدده.
  • الصمحان: فخذ له مكانته المعروفة.
  • البخاتين: من الأفخاذ البارزة.
  • الغنامين: فخذ ارتبط اسمه بالرعي والإبل.
  • ذوو معيوف: فخذ يحمل اسم الجد معيوف.
  • السبيحات: فخد ذو شأن.
  • العثاكلة: فخذ معروف.
  • الطرسان (التابعين للعبابيد): وهم غير الطرسان الآخرين في القبيلة.
  • الشرمان: فخذ له وزنه.
  • الربعان (ذوو ربع): فخذ كبير.
  • العوادين، الرطبان، الجراثمة، آل أبو دخن، المحاشير، الصوالحة، الشدادين، الظهيرات: وغيرها من الأفخاذ التي تشكل معًا كتلة العبابيد الضخمة.

2. العلاوين: أبناء علوان بن شجعان
يرجع نسب العلاوين إلى جدهم علوان بن شجعان بن عاصم بن عصيم بن قاسم بن منصور بن عامر الهوازني. وهم بطن كبير ومحترم، يتفرع إلى أفخاذ عديدة، أبرزها:

  • العمرية: فخذ كبير ومشهور، سيأتي تفصيله لاحقًا باعتباره فرعًا مستقلًا في بعض التصنيفات.
  • الوبارى (بألف مقصورة): فخذ معروف.
  • الشجاعين: وهم فرع رئيسي أيضًا سيفرد له قسم خاص.
  • الحلاحلة: فخذ بارز.
  • الركيبات: فخذ له مميزاته.
  • السحور: فخذ معروف.
  • الدراوشة، الشايعي، ذوو فهيد: وغيرها من الأفخاذ التابعة للعلاوين.

3. الحمارين: أبناء حمران الأكبر
ينسب الحمارين إلى حمران الأكبر بن فنيتخ بن عاصم بن عصيم بن قاسم بن منصور بن عامر الهوازني. وهم بطن واسع الانتشار، تنحدر منه مجموعة كبيرة جدًا من الأفخاذ، مما يجعلهم من أكبر تشكيلات قبيلة العصمة. أشهر أفخاذ الحمارين:

  • ذوو حمران (الأصغر): وهم أبناء حمران الأصغر بن حمود بن حمران الأكبر، ويتفرعون بدورهم إلى عدة عشائر مثل المداهكة (أبناء سفر المدهك)، النداديح والعتابات والذواكر (أبناء سفران بن حميسان)، الحماميد والزوايدة (أبناء حماد بن حميسان)، الشنانين (أبناء مسفر بن حميسان)، الدعوس والمكالبة (أبناء ضفنان بن محيسن)، العروم (أبناء زبنان بن محيسن)، الملاينة (أبناء حسين بن حمود)، الكشاشية والمدارية (أبناء محسن بن حمود). كما يتفرع عن حماد بن حمران الأصغر أفخاذ المضاحية (أبناء خشمان)، ذوي رشود (أبناء خشيم)، وذوي غويلي وذوي مغلي (أبناء خيشوم).
  • النواشر: وهم أبناء ناشر بن حمود بن حمران الأكبر، أي أنهم أبناء عمومة مباشرون لذوي حمران الأصغر، يجتمعون في الجد حمود.
  • الجعادين، البراقين، الحثارية، البلاعسة، الحمادات، ذوو فقير (بالتصغير)، الوركان، الهراسين، القنافذة، العواجين، الوناسين، المسارحة، الشرارية، القدرة، التومان: كل هذه أفخاذ كبيرة تنتمي إلى بطن الحمارين العريض.

4. الجلاة: أبناء جلوي بن عاصم
ينتسب الجلاة إلى جدهم جلوي بن عاصم بن عصيم بن قاسم بن منصور بن عامر الهوازني. وهم بطن مهم يتميز بأفخاذه المتعددة:

  • النفارين: فخذ له مكانته.
  • العلجة: فخذ معروف.
  • الغزول: فخذ بارز.
  • الجلادين: فخذ يحمل اسمًا مشابهًا للبطن.
  • الحسينات: فخذ كبير.
  • ذوو سريع: فخذ معروف.
  • السنوات: فخذ له تاريخ.
  • المساويط (المسواط مفردًا): فخذ مشهور.
  • العلوات، التهمان، ذوو النفاعي، البجارين، اللوام، المصاويط: وغيرها من الأفخاذ التي تكمل نسيج بطن الجلاة.

5. الشفعان: أبناء شفعان بن فنيتخ
يُنسب الشفعان إلى جدهم شفعان بن فنيتخ بن عاصم بن عصيم بن قاسم بن منصور بن عامر الهوازني. وهم البطن الخامس الكبير، ويشمل أفخاذًا عديدة منتشرة خصوصًا في نجد والحجاز:

  • المقارنة: فخذ كبير ومشهور.
  • الروامين: فخذ له وزنه.
  • المخاضير: فخذ معروف.
  • الدرعان: فخذ بارز.
  • العوض: فخذ له امتداده.
  • الروسة: فخذ مشهور.
  • الطرسان (التابعين للشفعان): وهم غير طرسان العبابيد.
  • الفوانية: فخذ معروف.
  • أهل السمراء: وهم فرع كبير مقره الأساسي في نجد.
  • الجنابا، المصارخة: وغيرها من الأفخاذ التابعة لبطن الشفعان.

فخوذ العصمة

مع مرور الزمن وتكاثر الأبناء، استقلت بعض الأفخاذ الكبيرة بمسمياتها الخاصة، وأصبحت تُعرف كفروع رئيسية داخل قبيلة العصمة، على الرغم من انتمائها في الأصل إلى البطون الخمسة الكبرى التي سبق ذكرها. وهذا دليل على حيوية القبيلة واتساعها. من أبرز هذه الفروع:

  • العمرية (فرع من العلاوين): نسبة إلى جدهم عامر بن شجعان بن عاصم بن عصيم بن قاسم بن منصور بن عامر الهوازني. أفخاذهم: العقايلة، الجلامدة، السفارين، الصداغين، العشاوين، الوقاتين، الجرابعة، القريشات، ذوي سبيع، المطابقة، المغارقة، الهواشل.
  • الشجاعين (فرع من العلاوين): نسبة إلى شجعان الثاني بن علوان بن شجعان بن عاصم بن عصيم بن قاسم بن منصور بن عامر الهوازني. أفخاذهم: الحلاحلة، الدراوشة، الركيبات، السحور، الشايعي، ذوو فهيد، الوبارا.

ديار العصمة : من الحجاز إلى نجد

تمتلك قبيلة العصمة تاريخًا حافلاً من التنقل والاستقرار، تاركةً بصماتها على مساحات شاسعة من أرض الجزيرة العربية. تنتشر منازل وهجر أفخاذ العصمة بين الحجاز ونجد، مما يعكس قوتهم وقدرتهم على التكيف مع بيئتين مختلفتين.

في ربوع الحجاز:

  • وادي بسل: وهو من المواقع المهمة، ولهم فيه هجرتان مشهورتان: هجرة الصور وهجرة الحمادات.
  • وادي جليل: وادٍ خصب اشتهر بوجود أبناء القبيلة فيه.
  • سوق عكاظ التاريخي: تقع منازلهم قريبًا من هذا الموقع التاريخي العظيم، شاهدًا على عراقة وجودهم.
  • وادي الجفر (في ركبة): ولهم فيه هجرة الجفر، مركز استقرار مهم.
  • هجرة السوارقية (في ركبة): من الهجر المعروفة.
  • هجرة سامودة (في ركبة): موقع استقرار آخر.
  • وادي القيم الأعلى: ولهم فيه هجرة القيم، مركز رئيسي.
  • هجرة الأخاضر (في ركبة): من هجرهم المهمة.
  • وادي لوان (في ركبة): وادٍ آخر استوطنوه.
  • الجرد (في ركبة): منطقة من منازلهم.
  • البرث (في ركبة): موقع آخر في منطقة ركبة.

في صحاري نجد ووهادها:
امتداد قبيلة العصمة إلى نجد يظهر قوة انتشارهم. تشمل منازلهم وهجرهم في نجد:

  • طحي، سنام، ام سراحة، البدائع، وادي عصيل، الجهيمية، قهب الطير، الملينية، الزيدي، ذقان، جلالة، قبيعة، جريسة، القنزعية، فيضة جريسة، الحزيمية، ثمينة، فيضة القرنة، مشرفة، الشواة، الشاة، كويكب، شبيكان، الشبيكية.
  • بالإضافة إلى هجر محددة مثل: هجرة وادي سمجان، هجرة كويكبة، هجرة عليان، هجرة عباب، هجرة صقران.

هذا الانتشار الجغرافي الواسع بين الحجاز ونجد لم يكن ليحدث لولا قوة البنية القبلية وتنظيم أفخاذ العصمة، حيث استطاعت كل مجموعة من الأفخاذ أن تحافظ على كيانها وتستقر في مناطق توفر لها موارد العيش مع الحفاظ على روابطها مع بقية القبيلة.

السمات والهوية: الوسم والعزوة وألقاب أفخاذ العصمة

تمتلك قبيلة العصمة، مثل كل القبائل العربية الأصيلة، مجموعة من الرموز والسمات التي تعزز هويتها وتجسد روحها الجماعية وتاريخها المشترك. هذه الرموز ليست مجرد علامات شكلية، بل هي جزء لا يتجزأ من ثقافتهم وهويتهم القبلية.

  • العزوة (النداء الحماسي): أشهر عزاوي قبيلة العصمة هي: “ألاد عاصم ياعيال أبوي!”. هذه العزوة تتردد في أوقات الحماسة والفخر، أو عند التحدي، أو ببساطة كتعبير عن الوحدة والانتماء. هي نداء يذكّر الجميع بجدهم الجامع عاصم بن عصيم، ويربط الحاضر بالماضي في لحظة وجدانية قوية. إن سماع هذه العزوة بين أفراد الأفخاذ المختلفة يجسد وحدة الأصل رغم تعدد الفروع.
  • الألقاب: تشتهر قبيلة العصمة بلقب بارز هو: “قطمان المحازم”. هذا اللقب يحمل دلالات على الشجاعة، والثبات، وقوة العزيمة، والتمسك بالمبادئ والمواقف (المحازم). إنه لقب يفتخر به أبناء القبيلة ويعكس الصورة التي يريدون إبرازها عن أنفسهم كمجموعة قوية متماسكة.
  • الوسم (علامة الملكية): الوسم هو العلامة المميزة التي توضع على الإبل والماشية لتمييز ملكية أسرة أو فخذ أو قبيلة. الوسم العام الذي يجمع جميع أفخاذ العصمة هو “الحيّة”، ويُرسَم عادة على شكل حرف ( S ) بالإنجليزية. كان الوسم يوضع تقليديًا على خد الناقة (الوجه) بدون أي علامة إضافية (شاهد).

ومع توسع ملكية الإبل وكثرتها لدى بعض الأسر، بدأ بعض وجهاء قبيلة العصمة حوالي عام 1250 هـ بوضع علامات مميزة إضافية (شواهد) مع وسم الحية الأساسي على الخد، لتمييز إبلهم عن غيرها داخل القبيلة نفسها. من أشهر من فعل ذلك:
* آل برقا (من البراقين – الحمارين): وضعوا شاهدًا هو “المطرق على شحمة الأذن”.
* حمدان المدهك (من المداهكة – ذوي حمران – الحمارين): وضع شاهدًا هو “الرقمة على شحمة الأذن”.
* آل ناشر (من النواشر – الحمارين): وضعوا “رقمتين” كشاهد.

استمر العمل بهذه الشواهد حتى فترة متأخرة، ربما بعد عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه. ومع صدور الأنظمة التي تمنع وسم الوجه حفاظًا على الحيوان، اضطرت الأسر لتعديل مواقع وسومها:
* عقب آل برقا ما زالوا يسمون الحية على الخد، وشاهدهم المطرق باقٍ لكن ربما في موقع آخر.
* عقب حمدان المدهك نقلوا وسم الحية إلى الفخذ الأيمن، مع بقاء الرقمة كشاهد لهم.
* عقب آل ناشر تقلصت أملاكهم من الإبل، ومن بقي لديه إبل منهم يتبع النظام الحديث.

أما وسوم أفخاذ العصمة الرئيسية في الوقت الحالي (بناءً على مصادر موثوقة مثل شبكة العضيان) فهي كالتالي:
* الحمارين: يسمون الحية (S) على الخد، أو الرقبة، أو الفخذ الأيمن (باستثناء التومان وذوي رشود منهم، يضعونها على الفخذ الأيسر).
* الشفعان: يسمون الحية على الرقبة (يمين أو يسار).
* العبابيد: يسمون الحية على الرقبة.
* العمرية: يسمون الحية على الرقبة.
* الركيبات (من الشجاعين/العلاوين): يسمون “الجروف” (وهو وسم مختلف) على الخد الأيسر.
* الجلاة: يسمون الحية على الرقبة من اليسار.

وهناك من أفراد العصمة من يضع الحية بشكل عرضي، مثل وضعها على الفخذ الأيسر. تظل الحية هي الرمز الجامع، وتختلف مواقعها وأحيانًا أشكالها الطفيفة أو الشواهد المصاحبة باختلاف الفخذ، مما يخلق تنوعًا داخل الوحدة، ويسمح بالتمييز مع الحفاظ على الهوية الأساسية للقبيلة.

الخلود في سجل التاريخ: إرث أفخاذ العصمة المتجدد

تمثل قبيلة العصمة نموذجًا حيًا لحيوية النسيج القبلي في الجزيرة العربية. رحلة هذه القبيلة – من الجذور الضاربة في قُضاعة أو هوازن، مرورًا بالانضواء تحت لواء عتيبة العظيمة، ووصولاً إلى التوسع والانتشار عبر الحجاز ونجد – تحكي قصة صمود وتكيف. إن تفصيل أفخاذ العصمة الكثيرة والمتشعبة، من العبابيد والعلاوين والحمارين والجلاة والشفعان، مرورًا بالفروع المستقلة كالعمرية والشجاعين، ليس مجرد سرد أنساب. إنه تأريخ لتشكل مجتمعات مصغرة، كل منها يحمل اسمًا وسمةً وعزوةً ووسمًا، لكنها جميعًا تلتقي تحت نداء “ألاد عاصم ياعيال أبوي!” وتحت رمز الحية الجامع.

منازلهم الممتدة من أودية الطائف الخضراء (كالقيم وبسل وجليل) إلى هجر ركبة، وصولاً إلى بطاح نجد ووهادها (كطحي وسنام والبدائع)، تشهد على قدرة هذه القبيلة وأفخاذها على استيطان بيئات متنوعة والازدهار فيها. لقد حافظت أفخاذ العصمة، رغم انتشارها، على روابط القربى والتكافل الاجتماعي، وعلى تقاليدها المميزة في الوسم والعزوة والألقاب مثل “قطمان المحازم”، مؤكدةً بذلك استمرارية الهوية القبلية في العصر الحديث. إن دراسة تاريخهم وتفاصيل أفخاذهم هي إضاءة لجزء مهم من فسيفساء التاريخ الاجتماعي والثقافي للمملكة العربية السعودية، وإبراز لدور القبيلة المستمر في تشكيل ملامح المجتمع. إن إرث أفخاذ العصمة ليس ماضيًا منسيًا، بل هو حاضر متجدد، يحمله الأبناء والأحفاد بفخر، ويسطرون فصولًا جديدة من الإسهام في بناء وطنهم، حاملين معهم قيم الأصالة والانتماء والكرامة التي ورثوها عن أجدادهم العاصميين عبر القرون.

مواضيع ذات صلة:

قبيلة بني خالد قبائل الكويت الهوله وش يرجعون
شجرة مطيررمز قبيلة مطيرفخوذ العتبان
قبيلة العجمان قبائل الدواسرالعبدلي وش يرجع 
غامد الهيلا قبيلة عتيبة قبائل نجد 
رمز قبيلة غامد قبيلة العجمينسب قبيلة حرب 
قبيلة غامد انسابها وديارهافخوذ قبيلة جهينة نسب قبيلة جهينة 
الحراجين وش يرجعون المطرفي وش يرجع قبيلة بلقرن 
قبيلة الغياثي قبيلة بني مهدي قبيلة يام الهمدانية
الجرفالي وش يرجعقبيلة هذيلاكبر قبائل الجنوب
قبيلة بني مالك قسرقبيلة شهرانالبقوم وش يرجعون
قبيلة اكلب وش ترجعشجرة قبيلة الاشراف كاملةقبيلة بلي نسبها وفروعها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock